«الهلال الأحمر» تدعو المجتمع الدولي إلى حماية الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة وصون كرامتهم

أكد محمد خليفة القمزي الأمين العام لهيئة الهلال الاحمر أن الاطفال يتعرضون لانتهاكات صارخة لحقوقهم الإنسانية ويواجهون أبشع صور الاستغلال والعنف مما يتوجب على المجتمع الدولي ومنظماته الأممية تحمل مسؤولياته في الحماية و الحد من المعاناة المتفاقمة للأطفال وصون كرامتهم الإنسانية. وقال في كلمة افتتح بها ندوة “الاطفال والحرب” بفندق ابوظبي انتركونتننتال صباح أمس بمناسبة اليوم العالمي للطفل إن الاطفال يشكلون الأغلبية الساحقة من ضحايا النزاعات المسلحة حول العالم وقد حظيت المشكلات التي يواجهها الأطفال باهتمام متزايد من المجتمع الدولي ووكالاته المختصة بحماية الأطفال ورعايتهم. واشار في كلمته التي القاها نيابة عنه محمد اليماحي نائب مدير ادارة المتطوعين بالهلال الاحمر إلى أن التحديات التي تواجه ملايين الأطفال في الحصول على التعليم والصحة والأمن والعدالة كثيرة إلا أن وضع الأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة يعتبر الأسوأ حيث تشير التقارير إلى أن عدد الأطفال المشتركين في نزاعات حول العالم يقدر بنحو 250 ألف طفل يستخدمون كمقاتلين وسعاة وجواسيس وحمالين وطباخين والفتيات بصفة خاصة يتعرضن لانتهاكات جنسية الأمر الذي يحرمهن من حقوقهن وطفولتهن . وتشير التقارير أيضا إلى أن الأطفال في 65 دولة حول العالم يجندون في القوات المسلحة الحكومية ومنذ العام 2008 أسفرت جهود المنظمات ذات الصلة بحقوق الأطفال ورعايتهم عن إطلاق سراح 12 ألفا و 600 طفل من قبضة القوات المسلحة والجماعات المقاتلة في 9 دول منهم ألف و 648 فتاة. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضطلع بدور كبير في حمايةالاطفال وتوفير الرعاية اللازمة لهم عبر العديد من المبادرات والبرامج الموجهة للأطفال في الساحات الملتهبة والمناطق المهمشة. من ناحيتها قالت سارة شهيل المدير التنفيذي لمراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر إنّ عدد ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي في دولة الإمارات خلال عامي 2009 و 2010 وصل إلى 103 ضحايا، كما بلغت عدد القضايا التي تمّ الحكم فيها 7 قضايا. وأكّدت في كلمة لها خلال الندوة أنّ دولة الإمارات العربية المتّحدة تعتبر من أوائل الدول التي أدركت مبكراً حجم المأساة الإنسانية التي يواجهها المتأثرون والضحايا وأصدرت القانون الاتحادي رقم (51) لسنة 2006 في شأن مكافحة الاتجار، والمكون من 16 مادة عقوبات صارمة ضد مجرمي الاتجار بالبشر تتراوح هذه العقوبات بين السجن لمدة عام أو السجن مدى الحياة، وأنشأت اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ووضعت استراتيجية وطنية متكاملة. وأشارت شهيل أنّ سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر أصدر قرار بإنشاء مراكز إيواء بالدولة وهي مؤسسة غير ربحية للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر لتوفير الملاذ الآمن وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والدعم الاجتماعي لهؤلاء الضحايا داخل البلاد وإعادة تأهيلهم . وأطلق محمد أحمد اليماحي كتاب أصدرته هيئة الهلال الأحمر بعنوان “ الأطفال والحرب”. شارك في افتتاح الندوة كل من الدكتور يوسف النقبي رئيس الفريق الوطني للهلال الأحمر لنشر الوعي بالقانون الدولي الإنساني ولارا حسين القائم بأعمال منظمة اليونيسيف لدول الخليج العربية ونسرين ربيعان المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين والدكتور سمير مطر من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف .