روسيا تستنفر قواتها بسبب التوتر بين الكوريتين

أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف أمس أن روسيا وضعت كل قواتها في أقصى شرق البلاد في حالة استنفار بسبب تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية المقسمة بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. وقال ماركوف في تصريح صحفي في موسكو “من دون شك اتخذنا إجراءات لزيادة استعداد قواتنا للقتال والجيش يواصل متابعة الوضع”. وقبل ذلك، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره الكوري الشمالي باك يو تشون الزائر في موسكو بأن روسيا “قلقة بشكل بالغ” إزاء تزايد التوتر العسكري والسياسي في شبه الجزيرة الكورية والتجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية، حيث توجد حدود مشتركة قصيرة بين روسيا وكوريا الشمالية. وقال إن القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة يونجبيونج الكورية الجنوبية في البحر الأصفر مؤخراً “يستحق التنديد”، كما أن المناورات الحربية الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة الأخيرة في البحر الأصفر أدت إلى تصعيد التوتر العسكري. وأعرب لافروف عن قلقه البالغ إزاء الكشف مؤخرا عن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في مجمع يونجبيون، مركز البرنامج النووي الكوري الشمالي ودعا كوريا الشمالية إلى تنفيذ التفاع الموقع مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا عام 2005 القاضي بتدمير أسلحتها النووية، الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي المطالبة بوقف برنامجها النووي واستئناف “المفاوضات السداسية” مع الدول الخمس المذكورة بشأن حل مسألتها النووية. وطالب جميع الأطراف في الصراع الكوري بالتحلي بضبط النفس من أجل تجنب تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وشدد على الحاجة إلى حل الصراع من دون المزيد من استخدام القوة. وقال باك “إن سياسة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المعادية والقائمة على المواجهة تبرر تعزيز امكاناتنا الدفاعية مع تركيز على قوة الردع النووية”. في الوقت نفسه، سافر رئيس الوفد الكوري الجنوبي في “المفاوضات السداسية” وي سونج لاك إلى موسكو ليبحث مع نظيره الروسي اليكسي بورودافكين اليوم الأربعاء سبل تخفيف حدة التوتر. وقال إنه سينقل إلى روسيا الموقف المشترك لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان بأنه يتعين على كوريا الشمالية تهيئة مناخ موات للحوار قبل استئناف المفاوضات. وأعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية كيم سونج هوان عن قلقه بشأن تقرير صحفي ذكرت أن كوريا الشمالية تمتلك 3 أو 4 منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم إضافة الى المنشأة التي كشفت عنها، على الرغم من أنه لا يستطيع تأكيد ذلك. وقال لصحفيين في سيؤول “إنه تقرير مستند إلى ما هو في طور المعلومات ودعوني أكتفي بالقول إننا نتابع المسألة منذ فترة”. من جانب آخر، ذكرت الصين أنها حصلت على تأييد كوريا الشمالية لإجراء محادثات إقليمية بشأن الحد من التوتر والتشجيع على “نزع الأسلحة” في شبه الجزيرة الكورية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو لصحفيين في بكين إن مبعوث الرئيس الصيني هو جين تاو إلى كوريا الشمالية داي بينج قو توصل إلى اتفاق على ذلك مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل خلال زيارته بيونج يانج مؤخرا. وأوضحت “اتفق الجانبان على ضرورة أن تتحلى كل الأطراف بالهدوء وضبط النفس وتلتزم بموقف متسم بالمسؤولية للحيلولة دون تصاعد التوتر والقيام بدور إيجابي في الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”، وأضافت “يعتقد الجانبان أن المفاوضات السداسية يجب أن تمضي قدماً وأن يكون هناك سعي لنزع الأسلحة في شبه الجزيرة”. وخلصت إلى القول “إن كوريا الشمالية اتخذت موقفا إيجابياً”.