الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزلازل متنفس حركات باطن الأرض «العنيفة»

الزلازل متنفس حركات باطن الأرض «العنيفة»
9 سبتمبر 2012
دبي (الاتحاد) - يقول الدكتور المهندس حسن الدلفي، الأستاذ المشارك في جامعة دبي، إنه “نتيجة للحركة الصخرية في باطن الأرض تتولد إجهادات عظيمة لا بد من التنفيس عنها في بؤر زلزالية عند أعماق متفاوتة، تصل إلى أعماق أخرى بحدود العشرين أو الثلاثين كيلومتراً أكبر أو أقل تنعكس تأثيراتها على قشرة الأرض السطحية بشقيها القاري والمحيطي على شكل زلازل ربما تصل إلى مليون زلزال يومياً، لا نشعر بمعظمها كون عدم قدرة المخلوق البشري على استشعارها”. ويوضح الدلفي أن “الزلزال عبارة عن حركة ارتجــاجية ناتجة عن إجهادات في الأعماق، وتحدث حركة نسبية بين الصفائح التكتونية، فإن كانت على اليابسة فهي تسمى الزلزال، وإن كان تأثيرها في المحــيطات فإنها تسمى تسونامي، والذي قد ينتــج فيضانات لموجات مائية تصــل عند السواحل إلى أربعين متراً، كما هي الحال في تسونامي سومطرة وهذه الحركات النسبية بين أي صفيحتين تكتونيتين، قد تكون تباعدية كما هي الحال في الخط الزلزالي المحاذي لقضاء علي الغربي مؤخراً، وقد يكون تحدبيا أو انزلاقيا”. ويلفت الدلفي إلى أن “استشعار وقوع الزلازل ميزة للمخلوقات الأخرى غير البشر، وهي المقدرة على التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، وقد قام الإنسان بدوره بتطوير مجسات إلكترونية محذرة لحدوث الزلزال قبل أن يشعر ويحس بها من قبل البشر لأخذ الحيطة والحذر”، مشيراً إلى أن وحدة قياس الزلزال هي الرختر، وهي مبنية على مبدأ الإزاحة الشاقولية للجسم المتحرك، وعلى شكل علاقة أسية للأساس عشرة، وتبدأ من صفر إلى اثنا عشر تصاعدياً، وهكذا فإن قوة الهزة العظمى هي عشر مرات أعظم من سابقتها الصغرى وهكذا. ويذكر أن أعلى هزة أرضية مسجلة حتى الآن هي في أميركا الجنوبية، موضحاً “وصلت إلى تسع درجات ونصف على مقياس ريختر، وأن أكثر البقع نشاطا زلزاليا هي اليابان؛ ولذلك تصمم المباني بحيث تجلس المباني على نوابض ودواليب، تسمح بحركة المبنى دون سقوطه، وقد تطبع الناس هناك على الزلازل، واليونان هي الأخرى نشطة زلزالياً حيث تصمم المباني لتحمل الزلزال لقوة تصل تسع درجات على مقياس ريختر، وتترجم الإجهادات الداخلية لباطن الأرض على شكل حمم بركانية، تلقي بحممها على شكل صخور منصهرة ورماد كثيف”. ويوضح الدلفي أن “تلك الحمم تتحول لصخور ورماد يغطي مساحات شاسعة ويمنع أحيانا حركة النقل الجوي، كما أن تلك الحمم تكسب الأرض خصوبة وتجددا، لكن في الوقت نفسه تؤدي الزلازل إلى تلف وخسائر في البنية التحتية من جسور وطرق ووسائل اتصالات، إلى جانب نزوح للبشر وتشريد للحياة الفطرية، وتلف للمزروعات والخدمات ولكن في النهاية تعد الزلازل حدثاص طبيعياً لا بد منه”. ويشير إلى أن “الأرض متحركة دائماً بسرعة لا تتجاوز سرعة نمو الأظافر، والأرض التي نعيش عليها مكونة من اثني عشر صفيحة تكتونية وتكون بالمجمل 71% قاع المحيطات والبحار، وتسمى بالصفائح التكتونية المحيطية، والـ29% الباقية هي التي تكون اليابسة وتسمى الصفائح التكتونية القارية، ولو امتطيت جدلا إحدى هذه الصفائح المتحركة أزلياً لما شعرت بحركتها طيلة حياتك إطلاقاً”. ويؤكد الدلفي أن “باطن الأرض يخضع أزلياً لعمليات جيولوجية فريدة من نوعها؛ ففي هذا العمق حدثت عمليات حرارية وذرية هائلة، مكونة نويتها من كتلة صلبة محاطة بمادة منصهرة وشبه صلبة، تصل درجة حرارتها إلى 4800 درجة مئوية والأرض لها طبقات تحمي ما فوقها من قوة الضغط وهي حالة الغليان المستمر”. ويؤكد أن “الحال هكذا بشكل دائم، حيث تتحرك الكتل الصخرية المنصهرة صعوداً لما تحت القشرة، وهبوطا بتياراتها الصخرية الباردة، وهكذا تتكون الصخور المتنوعة من جرانيت ومرمر وغيره. وقد أصبحت طاقة باطن الأرض في هذا الوقت منهلاً للطاقات المتجددة، ولتكون بديلاً مثالياً للوقود الأحفوري المدمر للبيئة، وقد اعتمدت دول صناعية استثماراتها في هذا الجانب الحيوي من الطاقة المتجددة، والحركة الحملية لباطن الأرض بتصوري يكسب هذه الأرض تجدداً واستدامة بعطائها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©