الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تشكيليون مغاربة يقدمون رؤى مختلفة في «تَجاوُرات غِنائية»

تشكيليون مغاربة يقدمون رؤى مختلفة في «تَجاوُرات غِنائية»
16 سبتمبر 2013 00:10
إذا كان الفن هو القاسم المشترك الذي يجمع بين خمسة فنانين مغاربة هم: بنيونس عميروش، عبد السلام الأحرش، محمد شريفي، يوسف زهري، نور الدين الأحرش، في معرضهم المقام حاليا في العاصمة المغربية، الرباط، إلا أنهم يختلفون في الرؤية والمعالجة والأدوات والأسانيد المستعملة. فالفنان محمد الشريفي في أعماله المعروضة بتأرجح بين التشخيص والتجريد، يبدع لوحات مشحونة بحمولات لونية مفاهيمية، حيث الأزرق النيلي يحيل على الامتداد وبعد النظر والحلم، والألوان الحالكة ترمز إلى انسداد الأفق. ففي لوحاته تتراءى ضفاف ترسم الملاذ عبر رحلات وهجرات وأسفار تقود افتراضيا إلى التخلص من وطأة العيش وانسداد الأفق. كما يقول الناقد الجمالي المغربي إبراهيم الحيسن، مضيفا “إن في عمق هذا المنحى الفني الذي بات يميز تجربة الفنان الشريفي، تتحول اللمسات الفنية الأحدوثية التي يستعملها إلى آثار ترسم مساحات حرة.. غير مؤطرة عابقة بحضور بصماتي يظل مفتوحا على تعدد القراءات والتأويلات البصرية”. أما عن أعمال الفنان بنيونس عميروش، فيتابع الحيْسن في كتيب المعرض أن “هذا الفنان يبدع لوحات تندرج ضمن التصويرية الجديدة وفيها يستعين بصور وبوسترات يقوم بإلصاقها إلى جانب أسطوانات نوستالجية كثيرة، كما يلبس قماشاته بشظايا ورقية ملونة متنوعة إلى جانب كتابات وتخطيطات تجريدية مبهمة تمتد لتأملاته العميقة في تشكيل الفكرة، الأمر الذي يمنح العمل الفني لديه بعدا جرافيكيا متحولا Mutatif.. فهو يختار الوسائط الأيقونية التي يستعملها بعناية إبداعية للتأريخ لأحداث ووقائع وذكريات ومنجزات فنية وإنسانية طالها المحو والنسيان”. في حين أن الفنان نور الدين الأحرش اختار رسم وجوه آدمية ضمن وضعيات جانبية، متناظرة في الغالب، تختزل في نظراتها بعضا من تساؤلاتها، جاعلا منها موضوعا جماليا يتسع لأبحاثه اللونية القائمة على التنويع في المعالجة والتركيب، فهو بهذا الاختيار يشتغل على بنية هذه الوجوه بأشكالها المتعالية. يصوغها بأسلوب تلويني مفعم بالعديد من المواد والألوان الاصطلاحية والأشكال الورقية المغراة لإبراز نتوءات وتجاعيد على السند. أما الفنان عبدالسلام الأحرش فينحى في أعماله إلى التعبير عن الإنسان في حدود صراعه الأنطولوجية مع الطبيعة والذات. شخوصه تبدو في العديد من قطعه الفنية في شكل منحوتات مصغرة جدا على هيئة جموع مندفعة.. متصارعة، إلى جانب أخرى متراقصة على أنغام إيقاعية.. والبعض من أعماله أقرب إلى فن الأنستليشن (التجهيز في الفراغ)، حيث تمسي إبداعاته ذات الأشكال الدائرية في شكل إرساءات تتدلى منها أسلاك وأحجام بيضوية متشاكلة تمنح القطعة الفنية امتدادا تعبيريا وجماليا في آن واحد. ويرى الناقد الحيسن الفنان يوسف زهري، أنه يتلاعب في اعماله بالمادة وبإبدالاتها البصرية فوق السند.. ويقول «إن تجريديته هي بالتأكيد غنائية صداحة يعتمد فيها على أسلوب المسح والترك والاستبقاء بطريقة مليئة بالقوة والحركة أحيانا.. وتركه للون خالصا في وحشيته أحيانا أخرى، الأمر الذي يمنح العمل الفني أوجها متعددة من التلقي البصري الذي لا يكتمل سوى باعتماد النظر واللمس، على اعتبار أن المرء لا يستطيع بلوغ جوهر الأشياء إلا بعد توتر وانفعال شديدين، كما يقول هوبرت ريد».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©