الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحميات الطبيعية تعيد التوازن للبيئة وتوفر ملاذاً آمناً لكائناتها

المحميات الطبيعية تعيد التوازن للبيئة وتوفر ملاذاً آمناً لكائناتها
9 سبتمبر 2012
تتمتع المحميات الطبيعية بأهمية بيئية واقتصادية، وتأسيسها يعد من أفضل وأهم طرق المحافظة على المصادر الطبيعية وإدارتها وصولاً لضمان حقوق الأجيال القادمة، كما أنها ضمان لاستمرار التنوعي البيئي، وحماية الكائنات الحية الأخرى من خطر الانقراض وعلى إثر ذلك قامت إمارة عجمان بتأسيس عدد من المحميات وبتنفيذ برامج حماية ورعاية لها وللحياة الفطرية على أرضها. موزة خميس (عجمان) - من أجل المحافظة على الطبيعة ومواردها الحية، وصونا للسلالات الحيوانية والنباتية المهددة بالزوال أولت إمارة عجمان أقصى درجات الحماية للطيور المقيمة والمهاجرة، وعملت على تنمية المحميات الطبيعية ورفدها بالمكونات الطبيعية من أشجار وطيور وحيوانات مختلفة، وخاصة المهددة بالانقراض. تنوع بيولوجي يقول المهندس خالد الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة والبيئة في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، إن في المحميات يوجد تنوع بيولوجي متناسب مع المحيط البيئي لإمارة عجمان والمحميات فيها؛ ولذلك فإن جهودنا تنصب على الحفاظ على كافة الأنواع الحيوانية والنباتية وتنميتها خاصة تلك الأنواع ذات القيمة الاقتصادية، سواء في مجال الزراعة أو تصنيع الدواء أو السياحة البيئية والثقافية”. ويضيف أن من مهام محميات عجمان الحفاظ على شكل المعالم الجمالية الطبيعية للمحمية، والسعي مع المؤسسات الأخرى للاستفادة العلمية والسياحية لإعادة التوازن البيئي المفقود بين مكونات البيئة المختلفة في المحمية، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام الباحثين لإجراء الدراسات الميدانية حول الأنواع المهددة بالانقراض، ونشر الوعي البيئي في المجتمع وتفعيل مشاركته”. وحول محمية الزوراء، يقول الحوسني: “تأسست المحمية عام 2004، وهي على هيئة شبه جزيرة داخل خور عجمان وتبلغ مساحتها 3000 هكتار، وتكثر فيها أشجار المانجروف (القرم)، والتي توفر بيئة مناسبة للطيور المقيمة والمهاجرة، وخصوصا موائل لأعشاش التفريخ، بالإضافة إلى وجود النباتات الرعوية والحشائش، وتتوافر بها المياه، كما أنها قريبة من السواحل التي تحتوي على مجموعات هائلة من الأسماك والشعب المرجانية”. وبالنسبة للطيور التي توجد في محمية الزوارء، يوضح الحوسني “توجد في المحمية طيور الفلامنجو، وهي من الطيور المهاجرة التي وجدت لها بيئة صالحة فاستوطنت في بعضها ضمن محميات مختلفة في الدولة، وأيضاً هناك طائر مالك الحزين، وهو من الطيور التي توجد أيضا في مناطق ساحلية مختلفة من الإمارة، ويوجد بكثرة في مواسم معينة في محمية الزوراء، كما يوجد طائر أسود الجناحين ويطلق عليه محليا (بوعصاقل) أو أبو مغازل والبعض يطلق عليه الكرسو وهو يحب العيش في البيئة العذبة الضحلة لتوفر الغذاء فيها، وهناك أيضاً الزقازيق”. مملكة النبات حول الحياة النباتية في محمية خور عجمان، يوضح الحوسني “نحو 90% من النباتات الموجودة بالمحمية هي من نوع القرم، وتنتشر في مساحات واسعة، أما بقية النباتات فهي نباتات مقاومة للملوحة، والمعروفة بالهالوفايت، إلى جانب أعشاب برية ورعوية، كما توجد أيضاً أشجار صباح الخير وهو نبات محلي، وأيضا الشجرة الغبرة التي تعتبر نادرة الانتشار، ونبات الضعي وينبت في بيئة جافة، إلى جانب القسد، وهو أيضاً نبات نادر الانتشار”. ويضيف الحوسني “أشجار القرم تساعد في حفظ سواحل المحمية من التعرية، بالإضافة إلى توفيرها مخابئ آمنة لتكاثر الروبيان، وبعض الأسماك الأخرى، وكذلك توفر بيئات طبيعية للعديد من تجمعات الشعب المرجانية والأسماك الملونة، وهذا يشكل أهمية لحفظ التوازن البيئي حول المحمية، الأمر الذي يؤثر على جميع الأنشطة البيولوجية والبيئية داخلها، كما أن داخل الخور يشكل قيمة علمية، وخصوصا للدراسات الخاصة بالعلاقات ما بين النظم البيئية المتداخلة “. من أجل حماية كائنات المحميات، يقول الحوسني “تم وضع قائمة بالمحظورات، ومنها صيد أو إمساك أو قتل أو إيذاء الطيور والكائنات البرية في المحمية، أو القيام بأي عمل من شأنه القضاء عليها، ويدخل ضمن التصرفات المحظورة عرض الطيور أو الكائنات المذكورة للبيع سواء كانت حية أو ميتة، أو نقل أو أخذ أي كائنات أو مواد عضوية مثل النباتات والصخور والتربة من المحمية لخارجها لأي غرض من الأغراض وأيا كان نوعه”. آفاق المعرفة حول مشروع تطوير الزوراء، يؤكد الحوسني أنه مشروع سياحي ضخم. ويوضح “وضعنا نصب أعيننا الحفاظ على الطبيعة صونها، وستكون محمية خور عجمان الواجهة البيئية لهذا المشروع مستقبلاً، وسنسعى لتوفير عدد من محطات رصد الطيور للباحثين والهواة لفتح المجال أمام الآفاق العلمية والترفيهية، وهناك مشروع لتطوير السياحة البيئية في المحمية، كما سيتم العمل على زيادة رقعة المانجروف في المحمية؛ لأنها تؤمن الموئل والغذاء، وسنعمل على تعزيز المخزون السمكي من خلال منع الصيد، وبرامج إطلاق إصبعيات الأسماك”. وعن دور المحميات في فتح آفاق المعرفة، يقول الحوسني “سيكون ذلك من أجل التعرف عن كثب على المخلوقات البحرية التي تعيش في المحمية، من خلال الدراسات المتخصصة والعمل على تطوير قاعدة المعلومات البيئية عن طريق المسح النباتي، وإجراء مسح للزواحف والطيور في المحمية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والمنظمات الدولية، والسعي من أجل تطوير الكوادر الوظيفية، وتأهيلها لإدارة المحميات الطبيعية، كما نسعى للحصول على اعترافات دولية وإقليمية من خلال المشاركة في المؤتمرات”. اختلال التوازن تأسست محمية النسيم عام 2012 في المنامة بإمارة عجمان، ويوجد بمنطقة المنامة سهل مملوء بالحصى والرمال، وتتميز منطقة المنامة بالطبيعة الخلابة حيث تضم الجبال العالية والغنية بالمغنسيوم والكروم وأحجار البناء، وتشتهر وديانها بالخصوبة الشديدة وإنتاج المحاصيل الزراعية. ويؤكد الحوسني أن الأسباب التي دعت لاقتراح إقامة محمية طبيعية برية في المنامة بمنطقة النسيم تعود إلى تميز الموقع بعدة مميزات تجعله أهلاً لفرض حماية ورقابة قانونية على الموقع، ومن هذه المميزات احتفاظ الموقع بنسقه الطبيعي، وعدم اختلال التوازن البيئي فيه وذلك صدر قرار منذ أكثر منذ عشرين عاماً بتسوير الموقع، وعدم السماح للإنسان بالتدخل أو الإضرار بالموقع، وظل كذلك حتى هذا اليوم. وتنمو في المحمية النباتات الحميض أو الحماض، وهو نبات حولي، وله أوراق لها طعم الليمون. وهناك أيضاً نبات الحرمل وهو من النباتات المعمرة وهو مزهر على مدار العام، وهو نبات سام غير صالح للرعي، كما توجد في المحمية أشجار السمر وهي منتشرة بشكل واسع في المنطقة الشرقية من الدولة وتتغذى عليه الإبل و الماعز. خطط تطوير حول الخطط المستقبلية لتطوير محمية النسيم، يقول الحوسني: “من ضمن الخطة أن نسعى لتوفير عدد من محطات رصد الطيور للباحثين والهواة لفتح المجال لآفاق علمية وترفيهية، ونسعى لتطوير السياحة البيئية في المحمية، وسيتم تأسيس مركز لإكثار الحيوانات البرية في المحمية، كما أن الإدارة تعمل على مواجهة التحديات التي تواجه المحميات، ومنها التوسع العمراني والتخطيط العشوائي للتنمية، ومواجهة ونقص الكوادر الوطنية المؤهلة لإدارة المحميات في الدولة، كما سيتم البحث في مسألة قلة وعي الجمهور بأهمية المحميات، والعمل على مواجهة التغير المناخي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©