الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الطيران الخليجية تواجه نقص العمالة وتكدس الأجواء

شركات الطيران الخليجية تواجه نقص العمالة وتكدس الأجواء
24 فبراير 2008 00:06
بدأت شركات الطيران الغنية في منطقة الشرق الأوسط تكتشف أن الأموال المكدسة ليس بمقدورها وحدها إصلاح المشاكل التي تهدد النمو المتسارع والمتمثلة في السماوات المزدحمة والندرة في أعداد الموظفين المؤهلين· وبعد أن تسلحت بالإيرادات النفطية المرتفعة والازدهار المستمر في اقتصاداتها، شرعت دول الشرق الأوسط في بناء شركات للطيران من الفئة العالية بوتيرة متسارعة مدعومة بطلبيات شراء هائلة للطائرات وخطط للتوسع بالغة الطموح· ولكن وفي الوقت الذي تزداد فيه أعداد الرحلات المقلعة سرعان ما تواجه الشركات مشكلة الندرة في أعداد المستخدمين المؤهلين وبشكل جعل التنفيذيين يحذرون من أن خطط النمو الطموحة ربما سيتعين عليها أن تتوقف أو تتسم بالتباطؤ على الأقل· ويقول تيم كلارك الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات والتي طلبت شراء عدد يصل إلى 195 طائرة جديدة كما تخطط لمضاعفة أسطولها الحالي الذي يبلغ 113 طائرة إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2015 ''إن السعة الجوية في منطقة الخليج أصبحت تشكل عائقاً محتملاً للنمو في المنطقة''· وشهدت عدد الرحلات في دبي والإمارات الست الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً هائلاً بنسبة 630% في الفترة ما بين عامي 2001 و2007 وفقاً لإحصائيات مجموعة سيركو لتزويد الخدمات في بريطانيا والتي تدير الحركة المرورية الجوية في منطقة الخليج بموجب عقد· أما الحركة المرورية الجوية العالمية فقد شهدت ارتفاعاً بمعدل 37% فقط في نفس الفترة، وفي الوقت الذي تخطط فيه الشركات الجوية الحكومية مثل طيران الإمارات والقطرية لعمليات توسع هائلة فإن الأجواء في المنطقة أصبحت تعاني من المزيد من التكدس والازدحام· إذ تقدر منظمة السفر الجوي العالمي (إياتا) المجموعة التجارية العالمية أن أعداد المسافرين الدوليين إلى منطقة الشرق الأوسط سوف ترتفع بنسبة 30% إلى 105 ملايين مسافر بحلول عام ·2011 وكما يقول مجدي صبري نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (إياتا) إن البنية التحتية وإجراءات السيطرة على حركة المرور الجوية ليست كافية للتحكم في هذه المشكلة· وكما يبدو فإن المشكلة قد فاقمتها كثافة الحركة المرورية في أجواء الخليج العربي إذ إن دول البحرين وقطر والإمارات العربية أصبحت لديها 6 مطارات في مساحة لا تزيد على 500 كيلومتر مربع· وفي الوقت الذي لم تؤثر فيه الاضطرابات السياسية حول المنطقة خاصة في العراق وإيران على النمو في الحركة الجوية إلا أنها أدت إلى انسداد وتكديس السماوات حيث إن أجزاء كبرى من أجواء منطقة الشرق الأوسط لاتزال تخضع لحظر الطيران أو تجبر الناقلات على تجنبها لأسباب تتعلق بالسلامة· على أن الازدحام المتزامن مع التوسع في أعداد الطائرات بات يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بسلامة الطيران· وبينما لا يزال من الممكن إدارة المستويات الحالية للحركة الجوية إلا أن أعداد الطائرات التي سيجري تسليمها للمنطقة في فترة السنوات القليلة القادمة - بالاشتراك مع الحركة الجوية الجديدة القادمة من جميع أنحاء العالم - سوف تعمل على زيادة عبء العمل وبشكل ملحوظ على كاهل المراقبين الجويين وتدفع الطائرات للتحليق بالقرب من بعضها البعض· علماً بأن هذه العوامل المشتركة هي التي تسببت في معظم الحوادث التي شهدتها أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة· وكما يقول الان برينشلي مستشار خدمة الملاحة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات: ''إن أجواء دولة الإمارات أضحت أصلاً مناخاً معقداً للحركة الجوية ويحتاج إلى إدارة ماهرة بحيث تتعامل بسلامة أكثر مع عمليات توجيه وهبوط وإقلاع الطائرات في أجواء المنطقة''· ويذكر أن آخر حادثة طيران مروعة شهدتها منطقة الخليج في فبراير 2004 عندما تحطمت طائرة قادمة من جزيرة كيش الإيرانية من طراز فوكر 50 أثناء محاولتها الهبوط في مطار الشارقة الدولي· بيد أن الحكومات لم تكف عن محاولة شغل المزيد من مساحة الحركة المرورية، فالدول الست في مجلس التعاون الخليجي تعمل حالياً في مشاريع تتراوح ما بين إضافة مدرجات لتوقف الطائرات وبناء المزيد من محطات الركاب الجديدة باستثمارات تبلغ 17,8 مليار دولار وفقاً لشركة بروليدز للبحوث في دبي، بينما تستثمر دبي وحدها مبلغ 82 مليار دولار في مشاريع الطيران المدني والصناعة الجوية من ضمنها المطار الذي تأمل أن يصبح أكبر محور للركاب والبضائع في العالم· وسوف يصبح بإمكان مطار آل مكتوم الدولي استقبال 120 مليون مسافر في كل عام، أي ضعف ما تتعامل معه كبريات المطارات في عالم اليوم مثل مطار أوهير في شيكاغو ومطار هيثرو في لندن· ويشير بول جريفث المدير التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي التي تدير مطار دبي الدولي الحالي ومرافق مطار آل مكتوم القادم إلى ضرورة العمل على زيادة سعة مراقبة الحركة الجوية المطلوبة لإنجاح العمل في المطار الجديد· وحتى في حال عدم التكدس والازدحام في الأجواء فإن المسؤولين في الصناعة يشيرون إلى النقص القادم في العمالة البشرية المؤهلة· فالشركات الناقلة في جميع أنحاء العالم بدأت تطارد أعداداً محدودة من المتخصصين أو الحاصلين على الشهادات في مجال الطيران المدني ابتداء من مراقبي الحركة الجوية ونهاية بفنيي الصيانة ومفتشي السلامة· وسوف تحتاج منطقتا آسيا الباسيفيكية والشرق الأوسط إلى 150 ألف مستخدم إضافي من أجل إسناد طلبيات الطائرات الجديدة خلال فترة السنوات القليلة القادمة وفقاً لإحصائيات مركز الطيران لآسيا الباسيفيكية في سيدني· ولكن الشركات الناقلة في منطقة الخليج شرعت في التصدي لهذه المشكلة عبر اعتماد برامج مكثفة للاستخدام والتوظيف أو إنشاء برامجها الخاصة بتدريب الطيارين والفنيين· عن صحيفة ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©