الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الله الشحي: «ألما» يوفر موارد جديدة للمياه النقية في الدولة

عبد الله الشحي: «ألما» يوفر موارد جديدة للمياه النقية في الدولة
16 سبتمبر 2013 19:47
شغلته ندرة المياه، التي يعاني منها العالم، كون مصادرها النقية أصبحت شحيحة، وحركه إيمانه بأن المياه المهدرة يمكن استغلالها وتوفيرها، وبحث عن مخرج ليهتدي إلى تطوير أسلوب الحصول على المياه النقية بما يدعم هذا المجال الحيوي، فاخترع المهندس الإماراتي عبد الله الشحي جهازا لتجميع المياه المتساقطة على المسطحات المائية، يستخدم أيضا في تجميع مياه الأمطار والرطوبة الجوية وتنقية مياه البحر التي يمكن الاستفادة منها في توفير مياه نظيفة، أطلق عليه اسم «ألما»، وحصل إثر ذلك على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع «آي بي كونسلت» في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تقوم التقنية المطورة بتوفير مصدر جديد للمياه النقية في الإمارات، تستخدم في ري المزروعات في الدولة، إذ تستهلك الزراعة أكثر من %70 من المياه المحلاة حالياً، وهي نسبة عالية جدا، وفق الشحي. تستخدم المياه التي يجمعها جهاز «ألما»، الذي اخترعه عبد الله الشحي، في المناطق القاحلة من دون الحاجة إلى تحلية مياه البحار أو استهلاك الطاقة، ويتميز اختراعه الذي حصل على براءة اختراع من مكتب في المملكة المتحدة، بقدراته وإمكاناته في إفادة الدول التي تفتقر إلى الموارد المائية، وفق الشحي، الذي أوضح أن الجهاز هو تطوير لأسلوب «حصاد مياه الأمطار» الذي يراه متخصصون حلا جزئيا لمشكلة ندرة المياه والجفاف والتصحر، والتي تقلل الاعتماد على استنفاذ المياه الجوفية، بالإضافة إلى التكاليف العالية لإنشاء محطات تحلية مياه البحر والأثر البيئي لتلك المحطات. ومن المنتظر أن يوفر الجهاز مصدرا جديدا للمياه النقية في الإمارات، يمكن استخدامها في ري المزروعات. إلهام جزر المالديف لكل فكرة سبب، وجهاز «ألما» كانت نواته قبل سنوات، واكتملت على متن يخت في يوم ماطر، أثناء رحلة تأملية في حبيبات المطر واستحضار سقوطها من دون استغلال. إلى ذلك، يقول الشحي «راودتني الفكرة منذ أعوام، وتكونت خلال زيارتي لجزر المالديف، حيث كنت على متن يخت في المحيط الهندي والأجواء ماطرة، والمياه تصب بكثافة في المحيط، فتبادر إلى ذهني سؤال «لماذا لا تستفيد البشرية من تلك الكميات المهدورة من هذه المادة الحيوية؟ ثم تبلورت الفكرة خلال يوم شتوي ماطر أثناء زيارتي لإمارة رأس الخيمة، حيث كانت معظم الأمطار تصب في الخليج بينما زخات بسيطة من المطر تسقط على اليابسة؛ فقمت بعد ذلك بالعديد من الدراسات والبحوث عن أفضل الممارسات العالمية في مجال «حصاد الأمطار»، ووجدت أن تركيز هذا الأسلوب يكون على اليابسة فقط»، مضيفاً «قبل عامين تقريبا قدمت طلباً للحصول على براءة اختراع لدى مكتب الملكية الفكرية في المملكة المتحدة، وتم نشر براءة الاختراع في المجلة الدورية لبراءات الاختراع في بريطانيا في أبريل الماضي، وفي الرابع من سبتمبر الجاري تم إصدار الموافقة الرسمية ببراءة الاختراع. حول خصوصية براءة الاختراع التي حصل عليها، يوضح الشحي «يختلف هذا الجهاز عن أجهزة وطرق لعملية «حصاد المياه «، على وجه الخصوص مياه الأمطار التي تسقط على المسطحات المائية كالمحيطات والأنهار، بالإضافة إلى طرق تجميع الرطوبة والندى». وحول مميزات الجهاز، يقول الشحي إن الجهاز تميزه ميزات عدة، منها تحلية مياه البحر، وتجميع قطرات الندى. ويشرح «براءة الاختراع عبارة عن أجهزة عدة وأساليب تقنية، تجمع أفضل ما توصل إليه العلم الحديث في مجال «حصاد المياه»، وتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة النظيفة كالرياح والطاقة الشمسية، وأثناء فصل الشتاء حين تمطر يقوم الجهاز بالتقاط وبتجميع وتخزين مياه المطر، وفي الأجواء المشمسة تستخدم الطاقة الشمسية في عملية تسخين ماء البحر وتكثيفه باستخدام الطاقة الشمسية، بحيث يمكن للجهاز تبخير مياه البحر ومن ثم تكثيفها كمياه عذبة نقية، كما يقوم بتكثيف الرطوبة في حال كان الجو رطبا أو ضبابيا، فهو بذلك يعمل على مدار السنة». ويهدف الشحي، الذي يؤكد أن جهازه يؤسس لمفهوم متطور لحصاد الأمطار، إلى توفير مصدر لا ينضب من المياه للدولة، والتقليل من الأثر البيئي المترتب على صناعة تحلية المياه في الدولة، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية، لافتاً إلى أن اختراعه ستستفيد منه الدول الدول التي تفتقر لمصادر المياه. آفاق مستقبلية يتوقع الشحي أن اختراعه سيتم استخدامه بشكل تجاري واسع في المستقبل القريب في جميع أنحاء العالم، لحل مشكلة ندرة المياه. ويقول الشحي إن حصول جهازه على براءة اختراع من بريطانيا خطوة ستشكل له دافعا كبيرا لتفعيل هذا الجهاز هنا في الإمارات والعمل على تصنيع أجهزة أخرى مشابهة. في هذا الصدد، يقول الشحي «يعتبر الحصول على براءة الاختراع الخطوة الأولى التي تسبق التطبيق الفعلي، حيث إن المشروع يتطلب الدعم المادي واللوجستي والفني، إذ قمت بمخاطبة جهات عدة مختصة في الدولة كشركة «مصدر»، والمركز الوطني لأبحاث الطاقة والمياه التابع لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ووزارة البيئة». وعن تقنية حصاد الأمطار، يشرح أنها تستخدم في عمليات ري المحاصيل، حيث لجأت مختلف الدول إلى استغلال واستثمار حصاد مياه الأمطار كإحدى ممارسات إدارة الطلب على المياه التي توفر كميات مهمة من المياه والطاقة، وتساهم في تقليص التعرية أو انجرافات التربة الناتجة عن سيولات مياه الأمطار، وتشهد بعض البلدان الرائدة في هذا المجال إلى أسلوب حصاد وتدبير مياه الأمطار بتقنيات تقليدية، تتمثل في جمع وحفظ مياه الأمطار، مثل الأسطح والمطفيات والخطارات والسواقي في مختلف القرى لمواجهة عدم انتظام التساقطات المطري، بينما أسلوبي يختلف عن ذلك على الرغم من أن الفكرة تتشابه في كونه يجمع مياه الأسطح والرطوبة وقطرات الندى وتخزينها من دون الحاجة إلى تنقيتها». ووفق الشحي فإنه لا توجد حاجة لتنقية المياه، فالجهاز يقوم بجمع المياه المنقاة أصلا، إلا في حالة الأجواء المشمسة، فالجهاز معد لتسخين وتكثيف الماء عن طريق الطاقة الشمسية. خلفية علمية عبد الله الشحي، حاصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة هدر سفيلد في بريطانيا، وتخرج في عام 2001، ويعمل حاليا مديراً تنفيذياً لشركة «كيوتو»، المتخصصة في الحلول البيئية. ? بين «المعبأة» و«النقية» حول الفرق بين المياه المعبأة والمياه النقية، يقول الشحي: «المياه المعبأة هي المياه التي تكون موجودة غالباً في القارورات. وتأتي من مصدر تحت الأرض وقد تكون أو لا تكون معالجة ومنقاة، وبالرغم من أن مياه الينابيع (النقية) تبدو أكثر جاذبية، إلا أنها لا تعتبر بالضرورة أفضل مياه للشرب إذا كان المستهلك يمتلك خيارات أخرى، وقد وجدت أبحاث علمية، بعض الملوثات في المياه المعبأة في العبوات (مثل الزرنيخ والفثالات)، وكثير من المياه المعبأة تباع على أنها مياه ينابيع، لكنها في الحقيقة تكون مأخوذة من مصدر حكومي، ولا تعدو كونها مجرد مياه صنابير راقية، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية تصدر كتيبا دوريا تفصيلا بالمعايير العالمية التي يجب اتباعها لضمان جودة المياه. تكلفة الجهاز عن تكلفة جهاز «ألما»، يوضح الشحي أنه يدخل ضمن أسلوب الحصاد المائي الذي يعتبر من الأنظمة سهلة التشغيل، والتركيب وذات الكلفة البسيطة مقارنة بالأنظمة الأخرى، وتوفر كماً مناسباً من الاستهلاك، موضحاً أنه خاطب شركات عالمية متخصصة لتسعير الجهاز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©