الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ألغام تنتظر مبادرة موسى في بيروت

17 ديسمبر 2006 03:02
بيروت - جودت صبرا: كل المؤشرات في لبنان توحي بأن الأزمة السياسية ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات بانتظار عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى بيروت مطلع الاسبوع الحالي لاستئناف مبادرتهما العربية· وفيما لوحت المعارضة بخطوات تصعيدية في حال تأخرت عودة موسى واسماعيل الى ما بعد يوم الثلاثاء المقبل، أكدت مصادر الأكثرية بأن المبادرة العربية لم تستأنف قبل بلورة نتائج المساعي والاتصالات الإقليمية والدولية الناشطة على أكثر من صعيد، وخاصة بين واشنطن وباريس وبروكسيل من جهة وموسكو التي زارها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من جهة ثانية·ونسبت جريدة ''اللواء'' (تنتمي في ولائها للأكثرية) الى مصادر دبلوماسية (لم تسمها) قولها إن ثمة توجهاً غربياً بأن تلعب العاصمة الروسية (موسكو) دوراً محورياً في حلحلة العقد مع كل من دمشق وطهران، نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط البلدان الثلاثة من جهة، اضافة الى حاجة موسكو للقيام بهذا الدور من جهة ثانية، في مقابل الملفات العالقة لها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة· وربطت هذه المصادر بين هذه المساعي والاتصالات وتمدد الأزمة في لبنان بعد تعليق مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية مهمته لبضعة أيام، وكشفت أن واشنطن أبلغت موسكو رفضها البحث بأي حوار مع العاصمتين السورية والايرانية تحت الضغط الحاصل على حكومة السنيورة في لبنان· وينتظر أن يركز موسى واسماعيل في الجولة المقبلة من محادثاتهما في العاصمة اللبنانية على ما تم التوافق بشأنه شفهياً بين جميع الأطراف على قيام حكومة وحدة وطنية وأبرزها تحديد الجهة التي ستختار الوزير المحايد بعدما تم الاتفاق على حجم الحكومة (19 + 10 + 1) فضلاً عن تحديد الجهة التي ستدرس ما ستتوصل إليه اللجنة التي اتفق عليها لإعادة النظر في مشروع قانون المحكمة الدولية·وقالت مصادر جامعة الدول العربية في بيروت: إن الوضع ما زال في دائرة التعقيد لأن ''الشيطان كامن في التفاصيل'' فضلاً عن أن ما يعيق الوصول الى تفاهم هو عامل انعدام الثقة بين المتنازعين وهذا ما لمسه كل من موسى واسماعيل من خلال محادثاتهما مع المعنيين·وأكدت المصادر نفسها أن موسى واسماعيل لن يعودا الى بيروت قبل حصولهما على دعم اركان الأكثرية والمعارضة، وقيادات عربية لها تأثيرها في الأزمة خصوصاً من دمشق والرياض والقاهرة· وبيدو أن الهدنة التي فرضتها جهود موسى واسماعيل على الأكثرية والمعارضة، حافظت نسبياً على التهدئة المطلوبة لاستكمال الاتصالات في أجواء ملائمة لتمرير الأعياد على الأقل، الاّ انها لن تبدل شيئاً برأي أقطاب المعارضة الا اذا حصل خرق في مكان ما من شأنه المساعدة على توفير الحل·وأوضحت مصادر الأكثرية والمعارضة في آن معاً بأن الأزمة رغم الضوابط لاحتوائها فإنها معرضة للاهتزاز، لاسيما وأن أعلام الفريقين لم يلتزم كلياً بمضمونها، وكل فريق يتوقع كل الاحتمالات لاسيما اختراقات أمنية محددة· ولوحظ أن القيادات العليا اللبنانية من فريقي المعارضة والأكثرية عملت على تعزيز الحراسة حولها في ظل تنامي معلومات أمنية محلية وخارجية ترد الى بيروت وتتحدث باضطراد عن مخاوف من اغتيالات جديدة لاسيما فريق الأكثرية الذي يعتبر نفسه الأكثر استهدافاً في مخطط التصفيات الجسدية· وأبدت مصادر مراقبة في بيروت خشيتها من تعرض قيادات من خارج فريق الأكثرية الى الاستهداف بهدف استجرار ردة فعل، تؤدي الى اضطرابات تعيق أية محاولة لمناقشة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي في البرلمان، وإعادة خلط أوراق الأزمة من جديد لعرقلة مهمة موسى واسماعيل وإطالة عمر الأزمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©