الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تعافي القطاع العقاري ينعش الطلب على الإسمنت

تعافي القطاع العقاري ينعش الطلب على الإسمنت
9 سبتمبر 2012
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - استفادت مصانع الإسمنت في السوق المحلية من تعافي القطاع العقاري منذ مطلع العام، مع زيادة الطلب على مواد البناء، وتحسن إيرادات الشركات المنتجة، بعد موجة ركود سيطرت على النشاط الإنشائي العام الماضي. وأدى النشاط الإنشائي إلى تحول 6 شركات إسمنت مدرجة في أسواق المال من الخسارة إلى الأرباح خلال النصف الأول من العام الحالي. وأكد محللون أن تعافي قطاع العقار انعكس ايجاباً على القطاعات المساندة والرديفة، وأبرزها قطاع مواد البناء، وشركات الإسمنت التي استفادت من عودة النشاط إلى حركة البناء في الدولة، بموازاة فتح عدد من أسواق التصدير التي كانت مغلقة أمام الإسمنت المحلي. وقال عبدالله الحوسني مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، إن القطاعات الاقتصادية المغذية أو المعتمدة على العقار، استفادت هي الأخرى من تحسن النشاط العقاري، حيث تحركت اسعار الإسمنت بشكل جيد خلال الفترة الماضية نتيجة ارتفاع الطلب والأسعار معاً، مقارنة بمستوياتها خلال العام الماضي. ووفقاً للنتائج المالية المعلنة، تحولت 6 شركات تعمل في مجال صناعة الإسمنت من بين 10 شركات مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى الربحية خلال النصف الأول بقيمة 69,5 مليون درهم، مقارنة بخسارة مجمعة قدرها 40,5 مليون درهم للفترة ذاتها العام الماضي. والشركات الست هي إسمنت رأس الخيمة، وإسمنت الشارقة، وإسمنت الفجيرة، وإسمنت الخليج، وإسمنت الاتحاد، والفجيرة لصناعة البناء. وحافظت 3 شركات أخرى على ربحيتها، وهي أركان لمواد البناء، وإسمنت أم القيوين، ورأس الخيمة للإسمنت الأبيض، في حين منيت شركة واحدة هي أبوظبي الوطنية لمواد البناء “بلدكو” بخسارة خلال النصف الأول من العام. وحافظت شركة الإسمنت الوطنية، شركة الإسمنت الوحيدة المدرجة في سوق دبي المالي، على نفس الأرباح المحققة في النصف الأول من العام الماضي. وبحسب مسؤولين في شركات إسمنت، شهدت الأسعار طيلة شهور الصيف استقراراً عند سعر 13,75 درهم للكيس زنة 50 كيلوجراماً، وذلك بعد ارتفاعات قياسية خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، دفعت سعر الكيس إلى 15 درهماً، مقارنة بـ11 و12 درهماً خلال العام الماضي. وقال الحوسني “هناك قطاعات اقتصادية عدة يقوم نشاطها على القطاع العقاري، الذي تسبب ركوده منذ اندلاع الأزمة المالية في تعرض هذه القطاعات إلى خسائر فادحة كما حدث مع شركات الإسمنت ومواد البناء”. ولكن تحسن عائدات شركات الإسمنت لم يتوقف على النشاط الإنشائي فحسب. وقال وائل ابومحيسن مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية إن تحول غالبية شركات الإسمنت ومواد البناء إلى الربحية، يعود أيضاً إلى تحقيق محافظ الاستثمار التابعة لهذه الشركات في أسواق الأسهم أرباحاً جيدة، مستفيدة من نشاط الأسواق المالية خصوصاً خلال الربع الأول. واضاف أن جزءاً كبيراً من أرباح شركات الإسمنت لا يعود إلى النشاط الأساسي المتمثل في بيع المادة الإنشائية رغم ارتفاع الأسعار، بقدر ما يعود إلى محافظ الاستثمار في أسواق الأسهم. واستقطبت أسواق الأسهم بأدائها الإيجابي في الآونة الأخيرة المستثمرين الأفراد والمحافظ مجدداً، مع تنامي السيولة المتداولة والارتفاعات التي تحققت في أسعار عدد من الأسهم، على وقع ميزانيات جاذبة لشركات قيادية، وعوائد استثمارية مقنعة. وقال سالم عبدالله سالم الحوسني العضو المنتدب لشركة اسمنت أم القيوين في تقييمه لأداء الشركة للنصف الأول إن النشاط الاستثماري يمثل الركيزة الأساسية والداعمة لأرباح الشركة، حيث بلغت ربحية محفظتها الاستثمارية 19,7 مليون درهم خلال النصف الأول، مقارنة بـ14,8 مليون درهم للفترة ذاتها العام الماضي. ونمت الأرباح الإجمالية شركة إسمنت أم القيوين خلال النصف الأول بنسبة 30%، لتصل إلى 15,64 مليون درهم. النتائج وحققت شركة أركان لمواد البناء أكبر شركة عاملة في القطاع، أكبر الأرباح خلال النصف الأول بقيمة 25,3 مليون درهم، مقارنة بـ20,87 مليون درهم خلال الفترة ذاتها العام الماضي، بارتفاع نسبته 21,5%، وبلغت أرباح الربع الثاني 18,5 مليون درهم، من 11,5 مليون درهم، خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وعزا سهيل مبارك العامري رئيس مجلس الإدارة في تقرير المجلس بشأن أداء الشركة للنصف الأول، تحسن الأرباح إلى الارتفاع الذي شهدته أسعار الإسمنت، مقارنة مع مستويات الأسعار خلال النصف الأول من العام الماضي، مما أدى إلى زيادة الايرادات. وارتفعت ايرادات شركة “أركان” خلال النصف الأول إلى 204,2 مليون درهم، من 128,8 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. واتفق إم كي فيجيكومار المدير المالي لشركة إسمنت الشارقة مع العامري في أن التحسن الذي سجلته أسعار الإسمنت يقف وراء تحول الكثير من الشركات للربحية، مضيفاً في التقرير المالي للشركة أن ارتفاع كميات الإسمنت المصدرة للخارج أسهم ايضاً في ارتفاع العائدات. وارتفعت ايرادات إسمنت الشارقة خلال النصف الأول إلى 321,5 مليون درهم، مقارنة مع 280,7 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي ساعد الشركة على التحول للربحية بقيمة 12,7 مليون درهم، مقارنة مع خسارة بقيمة 2,1 مليون درهم، وحققت الشركة أرباحاً للربع الثاني بقيمة 8,9 مليون درهم، من خسارة بقيمة 9 ملايين درهم. وسجلت شركة إسمنت الاتحاد أكبر الأرباح، بين شركات الإسمنت المتحولة من الخسارة للربحية خلال النصف الأول بقيمة 26,5 مليون درهم، مقارنة مع خسارة بقيمة 8,78 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت أرباحها للربع الثاني 18,3 مليون درهم، من خسارة بقيمة 1.75 مليون درهم وحولت شركة إسمنت الفجيرة خسائرها البالغة 8,75 مليون درهم في النصف الأول من العام الماضي، إلى أرباح بقيمة 20,27 مليون درهم، وبلغت أرباحها للربع الثاني 15 مليون درهم، من خسارة بقيمة 6 ملايين درهم. وحققت شركة إسمنت رأس الخيمة ارباحاً نصفية بقيمة 8,5 مليون درهم، مقارنة مع خسارة بقيمة 4,9 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الماضي، وبلغت أرباحها للربع الثاني 5,4 مليون درهم، من خسارة بقيمة 5,2 مليون درهم. وسجلت شركة إسمنت الخليج ارتفاعا طفيفا في أرباح النصف الأول بقيمة 65 ألف درهم، من خسارة بقيمة 4,85 مليون درهم، بيد أنها منيت بخسارة خلال الربع الثاني بقيمة 2,87 مليون درهم، مقارنة مع أرباح بقيمة 13,3 مليون درهم. بالمقابل، نمت أرباح شركة إسمنت أم القيوين خلال النصف الأول 30% لتصل إلى 15,64 مليون درهم، من 12 مليون درهم، بيد ان ارباحها للربع الثاني انخفضت بنسبة 65,8% لتصل إلى 751 ألف درهم، من 2,2 مليون درهم. وقال الحوسني إن انخفاض الطلب على الإسمنت وتراجع الأسعار، كان سبباً رئيسياً في حالة الركود التي أصابت القطاع خلال النصف الأول من العام الماضي، مضيفا أن القطاع العقاري لا يزال يعاني من زيادة المعروض، ومن المتوقع استمرار ذلك خلال العام الحالي، مما يؤثر على أسعار الإسمنت. وحولت شركة الفجيرة لصناعة البناء خسائر بقيمة 5,1 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الماضي إلى أرباح بقيمة 1,7 مليون درهم، وبلغت أرباحها للربع الثاني 1,4 مليون درهم، من خسائرة بقيمة 4,3 مليون درهم. وانخفضت أرباح شركة رأس الخيمة للإسمنت الأبيض، خلال النصف الأول بنسبة 47% لتصل إلى 27,10 مليون درهم، من 51,43 مليون درهم، وبلغت نسبة الانخفاض في أرباح الربع الثاني 64,5% لتصل إلى 8,26 مليون درهم، من 23,24 مليون درهم. وشركة الإسمنت الوحيدة التي منيت بخسارة خلال النصف الأول، هي شركة أبوظبي لمواد البناء “بلدكو” وبلغت خسارتها نحو 10,93 مليون درهم، مقارنة مع أرباح بقيمة 525,6 ألف درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت خسارتها للربع الثاني 2,73 مليون درهم، من خسارة بقيمة 2,53 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. وعزت الشركة خسارتها إلى تراجع مبيعاتها وانخفاض الطلب على مواد البناء، نتيجة تراجع عدد المشاريع المنفذة. وانخفضت مبيعات الشركة خلال النصف الأول إلى 128,5 مليون درهم، مقارنة مع 187,9 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. وحافظت شركة الإسمنت الوطنية، شركة الإسمنت الوحيدة المدرجة في سوق دبي المالي، على نفس مستويات ربحيتها للنصف الأول من العام عند 40,87 مليون درهم، مقارنة مع 40,83 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت أرباح الربع الثاني 25,25 مليون درهم، من 25,65 مليون درهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©