الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد تقارع الموت باجترار أماسيها الخوالي!

17 ديسمبر 2006 03:05
بغداد - د ب أ: عندما تشرف الشمس على المغيب في بغداد تبدأ ليالي الشتاء الطويلة التي تتسم بالرتابة· وبالرغم من شعور الناس بالراحة بأنهم وأسرهم ما زالوا على قيد الحياة ليوم آخر، فإنهم يشعرون بالجدران تحيط بهم وهم يغلقون على أنفسهم بيوتهم في المساء فلا أحد يخرج في الشتاء بعد الخامسة مساء لاسباب أمنية· يقول مصطفى حسين الطالب الذي كان سابقا يقضي أماسيه في لعب البليارد مع الأصدقاء أوفي المقهى: ''بعد الغروب يحل الضجر والبؤس''· والشاب الذي يبلغ من العمر 25 عاما يفكر حاليا مثل أقرانه في شيء واحد هو الهجرة· يقضي العديد من الشباب الامسيات في الشارع كحراس متطوعين لمراقبة الحي وحراسته· يخرجون وهم يحملون بنادقهم الآلية إلى الشوارع المغلقة بجذوع الشجر والقمامة· يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال الهواتف الخليوية وإذا ما اقترب غريب يطلقون صفيرهم كإشارة محذرين· وبالرغم من الجهد الذي يبذلونه فان ما من أحد يجرؤ على الخروج بعد الظلام، حتى لزيارة جاره· وبدلا من ذلك يجلس كل أفراد العائلة أمام التلفاز لمشاهدة القنوات الفضائية· أما الطاقة الكهربائية فمصدرها مولد يشارك فيه الكثيرون من أهل الحي· والتيار الكهربائي العادي لا يستمر سوى ست ساعات في اليوم· دور السينما في بغداد والتي ألف الناس مشاهدة عدد كبير من أفلام الحركة فيها أغلقت جميعها· المسرح الوطني هو الملاذ الوحيد الذي يستطيع المرء مشاهدة عرض فيه· لكن نهارا فقط· ومع ذلك فان القليل من الناس يؤمونه· المطاعم في حي المنصور الراقي في ضواحي بغداد تغلق جميعها عند المساء· وهجرت المطاعم السياحية وأماكن شواء السمك على طول نهر دجلة قبالة المنطقة الخضراء التي أغلقتها الولايات المتحدة والحكومة العراقية· يتنهد وليد خالد (59 عاما) الذي تقاعد مؤخرا: ''كم كانت بغداد تبدو رائعة عند المساء أما اليوم فإنها مدينة يحكمها الخوف''· يشده الحنين إلى الماضي وهو يتذكر بغداد قبل الحرب، ''الزوار العرب والاجانب كانوا يتنزهون سيرا على الاقدام مساء· سيمر وقت طويل حتى تعود تلك الأيام''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©