الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ضعف الطلب الصيني يقود إلى تراجع أسعار خام الحديد

5 أكتوبر 2014 23:04
يواجه خام الحديد حالة من الضعف الكبير، رغم اعتبار السلعة واحدة من رموز القوة، حيث انخفض سعر الحديد خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 35% لنحو 87 دولارا للطن الواحد، ويعود السبب الرئيسي في ذلك، للزيادة الكبيرة في معدل الإنتاج والتصدير لأكبر ثلاث شركات للسلعة خلال 2014 والتي تعتمد بشدة على خام الحديد في جني أرباحها. وقامت الشركات الثلاث (فيل، وريو تنتو، وبي أتش بي بيلتون)، بتوجيه معظم صادراتها للصين، التي تستهلك ثلثي خام الحديد العالمي الذي يتم نقله عبر البحار. ويمر هذا الكم الهائل من التدفق الذي تسبب في وجود فائض كبير في السوق، بفترة من الهدوء المؤقت. وتتمثل المشكلة الراهنة في الجانب الآخر من المعادلة، أي في الطلب. ويقول كريس لا فامينا، رئيس القسم الأوروبي لأبحاث المعادن والتعدين في مؤسسة جيفريز: «ضعف الشعور في سوق الحديد الصينية نسبياً، وعندما تعلم الشركات العاملة في المجال بالفائض الكبير المتوافر، تدرك أن في مقدورها الانتظار، ما يؤدي إلى تراجع الأسعار». وتؤكد آخر البيانات المتعلقة بالاقتصاد الصيني، فكرة تراجع الطلب بالنسبة للسلع الصناعية، وانخفاض نمو قطاع المصانع في أغسطس لمستوى لم يشهده منذ ثلاثة أشهر. وتشير هذه الأرقام إلى أن معايير التحفيز التي انتهجتها الصين، ليست كافية لتعويض الضعف الذي طال قطاع العقارات، واحداً من أكبر مستهلكي الحديد والخام منه. وفي ظل الكميات الكبيرة التي تكتظ بها مصانع الحديد والموانئ البحرية، ناشدت الجمعية الصينية للمعادن والحديد الصلب، المصانع باستهلاك ما بحوزتها بدلاً من زيادة المخزون، في توقع منها باستمرار أسعار خام الحديد في التراجع، وذلك ليس بعيداً عن الحدوث، ما لم تعود عجلة النمو في الصين للدوران مجدداً. وتقول ميليندا مور، الخبيرة الاستراتيجية للسلع في ستاندرد بنك: «توقع المحللون ارتفاع استهلاك خام الحديد في الصين بين 3 إلى 5% خلال العام الجاري، لكن بدلاً من ذلك، قاربت النسبة الصفر وتبدو متراجعة خلال الربع الثالث، مع توقعات بالمزيد من التراجع خلال الربع الأخير». ومن المؤكد تأثير ذلك على القطاع، خاصة لشركات التعدين الصغيرة والعالية التكلفة. وقد عملت الشركات المنتجة في الصين بالفعل على تقليل حجم الناتج في رد فعل لتدني الأسعار، لتسلك نهجها شركات مماثلة في كل من إندونيسيا وإيران، كما انخفضت أيضاً أسعار أسهم الشركات المدرجة في بورصة لندن والعاملة في دول غرب أفريقيا حيث ينتشر وباء الإيبولا الذي يشكل عاملاً سلبياً أخر. وترجح ريو تنتو، خفض نحو 125 مليون طن من خام الحديد عالي التكلفة خلال العام الحالي معظمه في الصين. وبجانب منافسيها الكبار، تراهن الشركة على مساعدة هذه التحوطات في الحيلولة دون المزيد من الانخفاض في الأسعار، التي تجاوزت حتى فترة قريبة في مارس 2013، سعر 150 دولارا للطن. ولا يقتنع الجميع بتوجه الصين نحو خفض هذه الكميات الضخمة التي بحوزتها من خام الحديد، وذلك منذ أن قررت اغلاق المناجم التابعة للحكومة لا تعتمد فقط على الاقتصاد. لكن لا يخلو ذلك من جلب المخاطر للثلاث شركات الكبيرة العاملة في قطاع الحديد، حيث يتسبب مثلاً انخفاض سعر خام الحديد بمتوسط دولار واحد، في فقدان بي أتش بي لصافي ربح سنوي بعد الضريبة قدره 135 مليون دولار، بينما تقدر الخسارة بالنسبة لشركة ريو تنتو بنحو 122 مليون دولار. وعلى النحو السنوي، يساوي انخفاض الأرباح الكلية بالنسبة للشركتين نحو ما يقارب مليار دولار. لكن لا تزال الشركات الكبيرة تملك رصيداً كافياً يوفر لها الحماية المطلوبة وذلك بفضل مقدرتها على خفض التكاليف. وأعلنت ريو تنتو عن بيع خام الحديد في منجم بيلبارا خلال الربع الأول بنحو 99 دولارا للطن المتري الرطب، بالمقارنة مع تكلفة وحدة الإنتاج بأقل من 21 دولارا للطن، باستثناء عمليات الشحن والعوائد. وأعلن مدير الشركة التنفيذي سام والش، في أغسطس الماضي، عن تحقيق الشركة لهامش ربح قدره 66%، في سوق لخام الحديد يصفها معظم الخبراء بالضعيفة. ويقول: «الوقت ليس مناسباً لأفضل شركة لإنتاج خام الحديد في العالم للتراجع، بل حان الوقت ليشعر الآخرون بالتداعيات الناجمة عن الأسعار مقابل التكلفة التشغيلية واتخاذ القرارات الملائمة». كما أن شركة بي أتش بي، لا تتراجع هي الأخرى، واثقة من عودة قطاع الحديد الصيني في المستقبل البعيد. وتتوقع الشركة زيادة إنتاجها بنسبة 10% إلى 225 مليون طن خلال العام المقبل، عند تدفق الموجة الثانية من خام الحديد العالمي في الأسواق، بيد أنها اعترفت بإمكانية أن يقود ذلك إلى أسعار متوسطة. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©