الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الزهايمر» وثيق الصلة بالسكر وأمراض الدم والسمنة المفرطة

«الزهايمر» وثيق الصلة بالسكر وأمراض الدم والسمنة المفرطة
17 سبتمبر 2013 15:19
في واحدة من أهم المبادرات الصحية والإنسانية المشرقة التي تستهدف نشر الثقافة الصحية المجتمعية، من خلال مواكبة أحدث المستجدات الطبية العالمية، استضافت مؤسسة «سلامة بنت حمدان آل نهيان»، ندوة: «النتائج العلمية الحديثة للوقاية وعلاج أمراض السكر والزهايمر» أمس الأول في منارة السعديات بالعاصمة أبوظبي، وفيها حاضر اثنان من أبرز الباحثين العالميين في مجال أمراض السكر والزهايمر، هما الدكتورة ميا كيفبيلتو أستاذة علوم الأوبئة السريرية لأمراض الشيخوخة في قسم علوم الأعصاب بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم، والبروفيسور جاكو تومليهتو أستاذ الصحة العامة في جامعة هلسنكي بفنلندا ورئيس الجمعية الفنلندية لعلوم الأوبئة وعضو الهيئة العلمية لعلوم الأوبئة العصبية في الاتحاد الأوروبي، وقدما تجربتهما البحثية في هذا المجال، والتي تتلخص في «علاقة مرض السكر بألزيهايمر». ما هو مرض الزيهايمر؟ وكيف تتكون أي علاقة بين الزيهايمر والأمراض الأخرى المرتبطة بتقدم السن ؟ وكيف نتوقع المآل الطبي لهذا المرض؟ الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية بمركز الخليج للتشخيص في أبوظبي وزميل الكلية الملكية البريطانية، يوضح أن «ألزيهايمر» مرض يسبب ما يعرف بعته الشيخوخة، ولم يعرف حتى الآن ما هي الأسباب الحقيقية للمرض الذي يؤدي إلى اختلال عقلي لحدوث تغيرات معينة في الدماغ، مهما كانت سن المريض، وإن كان معظم المصابين به قد تجاوزوا العقد الخامس من العمر. وهذا الاختلال يؤدي إلى فقدان القدرات الفكرية والعقلية للشخص المريض، مما يربك نشاطه اليومي، وهذا المرض لا يعتبر من أمراض الشيخوخة لأنه لا يرتبط بتقدم بالعمر. وهناك عدة أعراض للمرض، تبدأ بالتفكير الخاطئ، والإجهاد، وفقدان الذاكرة، وصعوبة تذكر الحقائق والمعلومات التي تجرى حديثاً، ويتم التشخيص من خلال تقييم سلوكي كامل للمريض، والوقوف على مدى إدراكه، والتأكد من حالة الدماغ بالأشعة المقطعية». أعراض يكمل الدكتور السادات: «في المرحلة اللاحقة لتطور المرض تظهر أعراض تشوش الذاكرة، والهياج، والعدوانية أحياناً، والتقلبات المزاجية، وانهيار وتخبط اللغة، وفقدان للذاكرة البعيدة، واضطراب الإحساس بالألم، وعادة ما نلاحظ تشابه أعراض المرض إلى حدٍ ما مع مرض الفصام، ونجد المريض لا يبالي بشيء، ويميل إلى العزلة والانطواء، ومع تطور المرض، تظهر المشكلات الفكرية، إضافة إلى اضطرابات في السلوك مثل الهياج وسرعة الانفعال أوالميل نحو العدوانية، ونقص المهارة السلوكية الشخصية كأن يفشل المريض في ارتداء ملابسه بشكل صحيح، ويفقد القدرة على إيجاد العلاقة بين الأشياء، وفقدان الإحساس بالمكان والزمان، وفي مرحلة لاحقة يمكن أن يصاب المريض بالتشوش الذهني والضياع. ومن ثم يحدث تدهور لوظائف الجسم، مما يؤدى في النهاية إلى الوفاة. وهذا التطور أو«المآل»لا يمكن توقعه أو تقدير الزمن على وجه الدقة». أما عن الآفاق العلاجية، يقول الدكتور السادات:« لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج فاعل لهذا المرض، إلا أن العلاج بالأدوية والعقاقير يساعد المرضى في بداية هذا المرض أو أثناء تطوره على تخفيف الأعراض، ويمكن أيضاً معالجة بعض الأعراض المرافقة للاختلال العقلي، كما يمكن وصف مهدئات لحالات الاهتياج كما أن هناك أدوية مضادة للانهيار ولكن لهذه العقاقير آثاراً جانبية مثل القلق، أما في حال تطور المرض إلى مستويات متقدمة فيصعب علاجه ولا توجد أي حلول عملية ناجحة، فالجهود العلاجية لا تتحكم في مساره، لكن قد تخفف من أعراضه، لكن ينصح دائما بالاهتمام وتقديم الرعاية الجيدة للمريض مما يخفف عنه متاعب المرض». مرض عضال أما الدكتورة ميا كيفبيلتو، أستاذة علوم الأوبئة السريريّة لأمراض الشيخوخة في قسم علوم الأعصاب والرعاية المجتمعيّة بمعهد كارولينسكا، ستوكهولم بفنلندا، فقد أشارت إلى أن «الزهايمر» أكثر شيوعاً من الخرف، ويؤذي المهارات العقلية والاجتماعية، ويؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية، وأسبابه ترجع إلى عوامل جينية ووراثية أو عوامل بيئية، وأن نسبة المصابين بالمرض الذين يتعدون سن الـ65 عاماً هي 1%، فيما يتوقع أن يزيد متوسط الأعمار إلى ما فوق الـ 80 عاماً بحلول عام 2050، وأن 80 % من المرضى بالخرف يعانون من الزهايمر، حيث تنفصل الخلايا بالمخ ولا يوجد رابط فيما بينها، يعمل على استمرار عمل الخلايا التي تتعرض للموت والتوقف عن العمل. ومن الصعب فهم الأسباب، لكنه يحدث نتيجة ضمور في خلايا المخ السليمة، مما يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية، ولا ينتج عن عامل واحد فقط، بل هو عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة. وهو مرض عضال لا شفاء منه، إلا أن الاهتمام والرعاية الأسرية والاجتماعية تحسن حالة من يعانون منه. ومن ثم فإن تطوير برامج الرعاية، ودمجهم المرضى في مجتمعات خاصة بهم في دور رعاية المسنين يساعد كثيراً في تحسن حالاتهم». الوقاية تشير الدكتورة كيفبيلتو إلى أن هناك علاقة بين إمكانية الإصابة بمرض «ألزيهايمر» وحدوث جلطات المخ، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والسمنة المفرطة، والتدخين، والتعرض للضغوط النفسية، بينما تكمن عوامل الوقاية من السكري والزهايمر كونهما مرتبطين معاً في القراءة، وممارسة الرياضة وعدم التدخين وتعاطي المخدرات والمواد الكحولية، ولابد من حصول الشخص على الكفاية اليومية من النوم واتباع نهج غذائي صحي، والرياضة اليومية. ففقدان الذاكرة مرتبط بتقدم العمر، لكنه يمكن أن يصيب الشرائح العمرية الأقل، باعتباره مرضا يؤثر في المخ، لكن نسبة الذين يتعرضون للإصابة به تزيد عن كبار السن، لذلك ننصح دائماً بتناول الأطعمة التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط، وأهمها الخضراوات والأسماك والفواكه والمواد الغنية بالفيتامينات، خاصة فيتامين «ب». علاقة تشير دراسة الدكتورة ميا كيفبيلتو إلى وجود صلة ما بين «السكري وألزهايمر»، وأن السكري قد يكون عامل خطورة للإصابة بمرض «ألزهايمر»، فالتلف الذي يصيب الأوعية الدموية هو أحد المضاعفات الناجمة عن مرض السكري، وهو يمكن أن يؤدي بدوره إلى مشكلات صحية أخرى. ويعتبر الخلل الذهني أو ما يعرف بالخرف خللاً خطيراً يصيب الدماغ وينجم عنه فقدان للذاكرة وتراجع في القدرات الذهنية. والخلل الذهني أو الخرف يصيب عادة كبار السن، والزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعاً للخلل الذهني، غير أن دراسات سابقة ربطت ما بين نوع آخر من الخلل الذهني، يسمى الخلل الذهني الوعائي - نسبة إلى الأوعية الدموية – ومرض السكري وذلك نظراً للتلف الذي يطرأ على الأوعية الدموية جراء مرض السكري. ومع تقدم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالزهايمر، لاحظ العلماء أن غالبا ما يترافق تشخيص الزهايمر مع تشخيص إصابة المريض بالخلل الذهني الوعائي، وأنه في مرحلة ما قبل مرض السكري. ونتيجة لذلك، بات الاختصاصيون يشددون على أهمية الوقاية. ويشكل التحكم بمستوى السكر في الدم والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي صحي بعضاً من الطرق المهمة التي تساعد على تفادي تطور حالة ما قبل السكري إلى الإصابة بالسكري، وفي الحد من الضرر الذي يسببه السكري. فهذه التدابير ليس من شأنها فحسب أن تقي من الإصابة بمرض الزهايمر والخلل الذهني الوعائي، لكنها تساعد أيضا على الوقاية من أمراض القلب والشرايين وعلى الحفاظ على سلامة العقل والذهن. دراسة تؤكد دراسة يابانية أجريت على أكثر من ألف مريض من الجنسين، ممن تجاوزوا العقد السادس من العمر، ـ بحسب موقع «هيلث.كوم» ـ أنه إلى جانب مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية التي قد يسببها مرض السكري، فإن الداء يزيد بشكل دراماتيكي من خطر إصابة مرضاه، وفي وقت لاحق من العمر، بالزهايمر أو أشكال أخرى من أمراض الخرف، التي تتفاقم مع التقدم بالسن. واكتشف الباحثون أن مرضى السكري، أكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بالزهايمر خلال فترة زمنية، مدتها 15 عاماً، كما يتهددهم، وبنسبة 1.7 في المائة، خطر الإصابة خرف الشيخوخة أو العته. وعقبت ريشيل ويتمر، اختصاصية علم الأوبئة بمنظمة «كايز بريمانتي بكارولاينا الشمالية، على نتائج الدراسة التي لم تشارك فيها: «من المهم للصحة العامة الإدراك بأن السكري عامل خطر رئيسي لكل أنواع العته» ، إلا أنها لفتت إلى أسئلة عدة تظل عالقة بشأن الرابط بين السكري والعته، مضيفة أن الدراسة قدمت «أدلة جيدة بأن مرضى السكري مهددون أكثر بخطر الإصابة بالخرف. وقد يساهم مرض السكري في الإصابة بالخرف بطرق عدة، يعمل الباحثون على تحديدها، فمقاومة الأنسولين التي قد ينتج عنها ارتفاع مستوى السكر في الدم، وقد تسبب أحياناً السكري من الفئة الثانية، قد تتداخل مع قدرة الجسم على تكسير بروتين (اميلويد)، ويؤدي ترسبه في الدماغ إلى تدمير الخلايا العصبية المرتبطة بالزهايمر، كما أن ارتفاع الغلوكوز بالدم ينتج نوعاً من الأكسجين يحوي جزئيات قد تدمر الخلايا، وهي العملية المعروفة بـ«الإجهاد المؤكسد». بالإضافة إلى ذلك يلعب ارتفاع السكر بالدم بجانب مستويات الكولسترول دوراً رئيسياً في تصلب وضيق الشرايين في المخ، وهي الحالة المعروفة بتصلب الشرايين المسببة للخرف الوعائي، الذي يحدث عندما يؤدي الانسداد لقتل أنسجة المخ. مقارنة مستويات البروتين تذهب كثير من الدراسات اليابانية التي يعود تاريخها إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتي اعتمدت على تشريح أدمغة 135 شخصاً من قرية واحدة، ماتوا خلال الفترة ما بين 1998 و2003، وذلك لفحص مستويات البروتين لديهم ومقارنتها ببياناتهم الطبية، أن المصابين بداء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر والأنواع الأخرى من الخرف، لكن تلك الأبحاث شابها الكثير من التضارب. وجزمت دراسة أخرى مشابهة وجود رابط بين السكري من النوع الثاني، وهو الذي لا يظهر بالولادة، وبين مرض الزهايمر وخرف الشيخوخة، وعدد آخر من المشكلات الذهنية. كما أقرت الدراسة بأنها لم تتوصل إلى فهم كامل لأسباب الترابط بين السكري والزهايمر، فطرحت مجموعة احتمالات، بينها وجود عوامل جينية أو أن ارتفاع الأنسولين في الدم يؤدي إلى تعطيل عمل الأنزيمات التي تنتج البروتين في الدماغ.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©