السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيادة الراتب تحقق الأحلام المؤجلة

زيادة الراتب تحقق الأحلام المؤجلة
24 فبراير 2008 00:13
ختم العام المنصرم أيامه بالقرار السار الذي أبهج الناس وأطلق مسراتهم، حين أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في العشرين من نوفمبر بزيادة رواتب العاملين فى الحكومة الاتحادية من مدنيين وعسكريين عاملين في وزارة الداخلية بنسبة 70 بالمائة من قيمة الراتب الأساسي، وكذلك زيادة معاشات المتقاعدين، بنفس النسبة اعتباراً من يناير ·2008 و فور صدور القرار وقبل أن يستلم الموظفون المشمولون بالمكرمة أي زيادة على رواتبهم، بدا أن الأحلام في طريقها لتصبح حقيقة، وانطلقت عشرات الاحتمالات والمشاريع المرتقبة التي قرر من يشملهم ويشملهن القرار استثمار الزيادة فيها· ''دنيا الاتحاد'' حاولت رصد ما يفكر به الناس، والوقوف على خططهم التي سيستثمرون من خلالها زيادة الراتب، وقبل أن يجيبوا على سؤالنا ماذا ستفعلون بالزيادة، بادر كل المشاركين في هذا التحقيق بتوجيه الشكر للوالد خليفة وتمنوا لسموه طول العمر· يقول سيف محمد الكعبي: قمت باستخدام الزيادة قبل الحصول عليها فعلياً، لأنني اقتنيت سيارة جديدة، وأجهزة إلكترونية بمستوى عال وشاشة (FUll HD) وكمبيوتر ماك وإلكترونيات أخرى، وهي وإن كانت كماليات ترفيهية لكنني كنت أحتاجها منذ زمن وأجلّت شراءها طويلاً· سيارة وزوجة أما خليفة المزروعي، فيقول: لا أفكر في أي مشروع تجاري، لأن التجارة سلاح ذو حدين، وتحتاج رأس مال وتفرغ، بينما تضمن لي زيادة الراتب عيشاً كريماً لا يحيجني إلى المشاريع التجارية، لذا سأستثمر الزيادة في تبديل سيارتي بموديل حديث، ومن ثم الزواج، فالزيادة إلى جانب معونة صندوق الزواج تضمن لي عرساً رائعاً وزواجاً مستقراً· بينما يفضل سلطان الفلاحي أن ''يوفر كل الزيادة لسداد قرض أحصل عليه قريباً، بغرض شراء قطعة أرض وبناء سكن خاص لي، وبفضل هذه الزيادة التي تبلغ نحو 100 ألف درهم سنوياً، قد أتمكن من سداده خلال خمسة أعوام على أكثر تقدير''· جولة حول العالم من جهته يؤكد سيف القمزي أن ''الزيادة التي تبلغ قرابة 10 آلاف درهم ستسمح لي بتحقيق حلم حياتي، وهو القيام بجولة حول العالم تشمل زيارة 20 بلدا خلال عامين! ''أما المشاريع التجارية والزواج، فملحوق عليهم، مب مستعجل وايد''· في حين قرر ناصر أحمد النيادي الاستفادة من الزيادة في العمل الخاص لأنها ''فرصة هامة للاستثمار التجاري خاصة في مجال العقارات، لأن الإمارة تعيش طفرة على هذا الصعيد، لذا وضعت في خطتي أن لا أمس الزيادة، كي أدفعها مقابل إيجار مكتب أخصص نشاطه للأعمال العقارية، فأقدم خدمات للآخرين من خلال الإيجار والبيع والشراء، وأستفيد مادياً''· بيت العمر ولا يخفي باسل طارق نجار فرحته بالزيادة لأنها ستحقق حلمه، يقول: أفرحتني زيادة الراتب بشكل لا يصدق، فأنا أعمل من 7 سنوات في أبوظبي ولم أتمكن من توفير أي مبلغ، لذا سأستثمر كل مبلغ الزيادة الذي يبلغ قرابة 3,500 درهم شهرياً في شراء شقة سكنية ببلدي، يمكنني سداد أقساطها خلال ثلاثة أعوام''· أما (هنَّ) فأكدن أن 70% زيادة غير قليلة أبداً، بل تعتبر -تقريباً- راتبا كاملا، وبما أنهن تأقلمن مع دخولهن السابقة في تدبير أمورهن الحياتية والمعيشية، فإن فالزيادة بمثابة فائض لذا سيضعنها في مشاريع تجارية صغيرة، فماهي هذه المشاريع؟ تقول حصة عبيد: تبلع الزيادة نحو 7000 درهم شهرياً، وهي كافية مبدئياً لاستئجار محل، سأخصص نشاطه لخياطة العباءات النسائية وتطريزها، وبذلك أبدأ مشروعي الاستثماري من دون قروض، خاصة انني أدّخر مالاً يكفي لشراء ''ماكينتي'' خياطة وتطريز، وبالتالي أستفيد مادياً، وأمارس هوايتي في تصميم رسوم التطريزات''· صالون تجميل أما مهرة المهيري فستحصل أخيراً على ما كانت تحلم به ولا تستطيع تحقيقه بسبب عدم وجود المال الكافي، تقول: منذ زمن وأنا أطمح إلى امتلاك صالون تجميل للسيدات، وكان العائق المادي هو السبب لأنني أحتاج ضعف راتبي لتحقيق هذا الطموح، والآن تمّ لي ذلك بفضل الزيادة، لذا بدأت جدياً البحث عن شقة وأجهزة خاصة بمحال تصفيف الشعر والتجميل والحناء، وهكذا أحقق عائداً مادياً لي ولأسرتي، وأوفر فرص عمل لما لا يقل عن خمس فتيات يحتجن إلى العمل· كانت مريم الكتبي تنوي إنفاق الزيادة بشكل عشوائي، لكن نصيحة من أهلها وزوجها باستثمارها غيرت تفكيرها، فقررت استثمارها في مشروع تجاري وفتح محل لبيع ألعاب وألبسة أطفال، وبالفعل بدأت البحث والتحضير لهذا المشروع، الذي سيعود بالربح المادي على بيتي، ويشغل أوقات فراغي بما يفيد، فعالم الأطفال مدهش ورائع· بينما تقول موزة أحمد: على الرغم من أن زيادة راتبي لا تتجاوز 6000 درهم شهرياً إلاّ أنني لا أحب الاقتراض من البنوك، لذلك شجعني أخي -كوني أصغر شقيقاته- وعرض علي شراء فرن وأجهزة خاصة لعمل الحلويات، كي أفتتح محل باتسيري وحلويات محلية (فوالة) في مدينة ''الشهامة'' أشرف عليه بنفسي، على أن أتكفل بدفع إيجار المحل من راتبي· ''كافيه نت'' في حين تقول بدرية القبيسي: الحمد لله إن زيادة راتبي تبلغ نحو 9000 درهم، وآثرت استثمارها في مشروع اقتصادي ومعرفي في آن معاً، لذا قررت مع زميلتين لي في الدائرة أن نفتتح ''كافيه نت'' بحيث تدفع كل منا زيادة راتبها الشهري في المشروع· وها نحن نعدّ لهذه الخطوة التي ستجهز خلال شهر بإذن الله، فنحقق دخولاً مادية جيدة، وننشر المعلومة والمعرفة عبر الإنترنت لمرتادي المقهى· وتؤيدها ميرنا جرجس، وتقول: على الرغم من أن زيادة راتبي أقل من قيمة زيادة راتب بدرية، لكننا اتفقنا مع زميلة ثالثة أن نشترك في هذا المشروع الذي نعوّل عليه في تحقيق الربح والفائدة، لذا سألتزم دفع زيادة راتبي بأكملها في هذا المشروع· لعل الحياة وتجاربها، تدفع المرء بعد أن اختبرها طويلاً، فتعلّم وعمل وأنتج وطمح وأعطى وبات ينشد بعض الهدوء والسكينة، أن يكون -ربما- أقلّ حماسة، بل اندفاعاً عن جيل الأبناء من الشبان والشابات· فبعض الموظفين المتقاعدين الذين التقيناهم، عبّروا عن امتنانهم لهذه الزيادة التي اعتبروها مكرمة من الوطن وقائده -حفظه الله- وقالوا: إن طموحاتهم تتمثل في مشاريع صغيرة تزيد من دخولهم الشهرية، من ضمنها ( دكان بقالة، مغسلة ملابس، بيع أدوات كهربائية، نجارة، تصليح سيارات····) أي محل يتسم بثبات دخله وعدم دخوله في لعبة الربح والخسارة· أيضاً، كان الاستثمار عبر ''الأسهم'' مرفوض بالنسبة إليهم، لأن جلّ اهتمامهم تأمين مصدر مادي ييسر شؤون حياتهم، فيستمتعون بها ويعوضون بعض ما فاتهم سابقاً من مسرات الحياة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©