الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاريع سياحية ناجحة لمواطنين تربطهم علاقة خاصة بأبوظبي

مشاريع سياحية ناجحة لمواطنين تربطهم علاقة خاصة بأبوظبي
15 ديسمبر 2010 20:53
يتمسك شباب مواطنون بتراثهم ويتطلعون إلى مضي قطاع السياحة للأمام تطوراً وتحديثاً، تلهمهم زرقة شواطئ أبوظبي ومياهها الدافئة وصحاريها الممتدة لتحويل شغفهم بالعاصمة إلى مشاريع سياحية ناجحة. هنا مخيم صحراوي يحاكي طبيعة الحياة التقليدية على طريق العين في منطقة الخزنة، وعلى شواطئ أبوظبي قوارب تسبر أغوار الجزر المحيطة بالعاصمة، ولأعماق البحر أسرار يكشفها عادل بوحليقة الغواص الإماراتي العالمي، من خلال ناديه الخاص بتدريب الغوص الحر. نماذج مشاريع تستعرضها هيئة أبوظبي للسياحة، التي تمضي في رفع مستوى التوطين في القطاع، بينما يواصل رواد الأعمال الإماراتيون طرح المزيد من المنتجات والخدمات المبتكرة. ودعا أصحاب المشاريع الشباب والقطاع الخاص إلى الانضمام لحركة التنمية السياحية في الإمارة كميدان مثالي للاستثمار وتطوير المستقبل المهني للكوادر البشرية. مطر المنصوري، المولود في ليوا، أسس شركة “عيون البادية للسياحة” التي تدير مخيماً صحراوياً في منطقة الخزنة. ويرجع قراره بدخول صناعة السياحة إلى حبه للتراث والأصالة والبداوة الإماراتية الذي غرسه والده في وجدانه. وقال المنصوري “نشأت في واحة ليوا وسط عائلة تحافظ على تقاليدها وتراثها حتى اليوم، وهو ما جعلني أقدر هذا الإرث، ورغبت دائماً في إعطاء زوار دولة الإمارات فرصة اكتشاف الوجه الحقيقي لثقافة وتقاليد مجتمعنا”. وأضاف “أمضيت تسع سنوات في الخارج للانتهاء من دراستي الجامعية وخدمة بلدي في سفارتين. وخلال تلك الفترة، سافرت كثيراً وعشت بين ثقافات مختلفة في الولايات المتحدة الأميركية وإكوادور والمغرب وجنوب أفريقيا. واستمتعت كزائر بطريقة هذه الدول في الحفاظ على ثقافتها وتقاليدها، الأمر الذي جعلني أفكر في القيام بشيء مشابه. وبدأت بتثقيف نفسي أكثر في مجالات السياحة والأعمال”. وقال “أريد منح الزوار فرصة اختبار كرم الضيافة العربي، وخوض تجارب جديدة تترك لديهم ذكريات لا تنسى. وأسعى إلى منحهم فهماً أعمق لثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا”. واختار مطر إقامة مخيم لأنه يستمتع بقضاء وقته في الصحراء، ويعتقد أيضاً أن هذه التجربة ستحظى باهتمام الزوار كذلك. وقال “تتميز الصحراء بطبيعة فريدة من نوعها، لا يمكن تخيلها دون تجربتها. وتمتع دولة الإمارات بأشكال متنوعة من التلال، خاصة في واحة ليوا التي تحتضن أعلى تلال المنطقة”. وأضاف المنصوري “أطمح إلى أن أكون في مستوى مسؤوليتي كمواطن إماراتي يعمل على تنشيط وتشجيع السياحة الصحراوية في أبوظبي. وسعدت كثيراً بمواجهة تحدي جعل هذا المخيم العائلي التقليدي مقصداً ممتعاً يحمل إثارة المغامرة للزوار”. وقال “يفضل الزائر أن يرحب به إماراتيون يستقبلونه في جميع أنحاء أبوظبي، للإجابة على أسئلته، وتعريفه بثقافتنا وتقاليدنا وتراثنا”. ويعتقد المنصوري أن المواطنين الشباب لديهم فرصة كبيرة للاستفادة من الفرص الراهنة المتاحة والمساعدة على تطوير صناعة السياحة في أبوظبي. وبين أن “هيئة أبوظبي للسياحة” تنظم برامج تدريبية على مدار العام للمواطنين وموظفي القطاعين العام والخاص لتعزيز معرفتهم بمقومات أبوظبي السياحية وتاريخها وتراثها العريقين، إضافة الى تدريب الشباب المواطنين للانخراط في قطاع السياحة ليكونوا خير سفراء لوطنهم، وقادرين على تقديم ثقافتنا والمشاريع السياحية للزوار. وأضاف “توفر جامعة زايد برنامج شهادة الماجستير في مجال السياحة، في حين يدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع الكوادر البشرية المواطنة، ومول بالفعل العديد من المتقدمين لإنشاء شركات في مجالات السياحة وخدمات الضيافة”. وبالنسبة لأبوبكر السقاف، مهدت هواية ركوب الدراجات الطريق أمام مغامرته السياحية، حيث يمتلك حالياً FunRideSports التي تؤجر الدراجات على كورنيش أبوظبي. ويعتقد السقاف أن المواطنين الذين يتحلون بخبرات ومهارات في مجال السياحة، يجب عليهم تطويع قدراتهم لما فيه مصلحة الوطن. وقال “أدعوهم للتحلي بشجاعة الإقدام على بدء مشروعهم الخاص الذي يؤمنون بنجاحهم فيه. وإذا قاموا بالاستعداد الجيد على نحو فعال وبسيط وواضح، سيحظون بالتأكيد بدعم عملائهم”. “سي كروزر” ياسر الحميري، 41 عاماً، إماراتي يعشق شواطئ ومياه وجزر أبوظبي، وهو ما ألهمه إطلاق مشروع “سي كروزر” لتنظيم رحلات بحرية على امتداد شواطئ أبوظبي. وأوضح ياسر “تطلعت دوماً للمساهمة في إتاحة المجال أمام الجميع لاكتشاف شواطئ أبوظبي ومياهها الدافئة وما تتمتع به من حياة طبيعية غنية، وذلك من خلال تجربة بحرية استثنائية وبأسعار مناسبة”. وقال “امتلكت سابقاً قوارب صغيرة اعتدت استخدامها في الصيد، وكان أصدقائي يطلبون مني أخذهم في رحلات حول الجزر الصغيرة المحيطة بمدينة أبوظبي. وقد شجعني هذا الطلب والإقبال المطرد على المضي قدماً نحو إطلاق مشروعي الخاص، مستعيناً بيخوت أكبر حجماً”. ومثل المنصوري، حظي الحميري بدعم مالي قدمه “صندوق خليفة”، الذي يُساعد رجال وسيدات الأعمال المواطنين، بهدف دفع عجلة خطط تنويع مجالات النشاط الاقتصادي. وتبدأ جولات “سي كروزر” يومياً من رصيف سوق السمك في أبوظبي. وقال الحميري “حصلت على أول ترخيص في أبوظبي لتنظيم رحلات بحرية باليخوت، ومنحتني الهيئة دعماً كبيراً خلال اجراءات الحصول على هذا الترخيص الجديد”. ورغم حداثة “سي كروزر”، تبدو طموحات ياسر الحميري بلا حدود، ويخطط لشراء يختين إضافيين قريباً لتلبية الطلب الكبير من الفنادق الراغبة في تنظيم جولات لنزلائها. وقال: “تشكل الرحلات البحرية وسيلة مثالية للتعرف عن قرب على الجزر الطبيعية المحيطة بالعاصمة الإماراتية، والاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة تبدو في خلفيتها معالم أبوظبي”. وقال “أترقب افتتاح المراسي الجديدة في الإمارة، وتوسعة البرنامج ليصحب الزوار من كورنيش أبوظبي، وينطلق بهم عبر الشاطئ إلى أرقى معالم الجذب والمطاعم في جزر الريم والسعديات وياس. ستكون بالتأكيد تجربة رائعة للجميع”. ووقف البحر كذلك وراء مشروع الإماراتي عادل بوحليقة الذي تعاون مع الغواص أليكس بولتنغ لتأسيس نادي غيص الإمارات لتدريب الغوص الحر، وهو الوحيد من نوعه في دولة الإمارات. سجل بوحليقة، الذي بدأ الغوص الحر عام 2006، رقماً قياسيا إماراتياً في الغوص الحر سواء في الأحواض أو المياه المفتوحة عام 2009، ويشارك بصفة منتظمة في المسابقات العالمية. وقال “نؤمن بأن مميزات أبوظبي لا تقتصر على أنها مكان مثالي للغوص الحر في مياهها الصافية الدافئة وسط أحياء بحرية نادرة ورائعة فحسب، بل لأنها توفر أجواءً استثنائية لاستكشاف أسرار البحار”. وأضاف “يجمع أبوظبي ورياضة الغوص الحر العديد من الروابط المشتركة، حيث استخدم صيادو اللؤلؤ الغوص الحر لقرون طويلة في ممارسة عملهم”. عادل واليكس غواصان معتمدان من الاتحاد الدولي لتطوير الغوص الحر، ويحملان شهادات في الإسعافات الأولية وشهادات CPR. ويوفر نادي غيص الإمارات لتدريب الغوص الحر دورات أساسية مصممة خصيصاً لتعريف ممارسي هذه الرياضة للمرة الأولى بمبادئها واشتراطات السلامة والتمرين على المهارات الرئيسية، ولا تحتاج هذه الدورات إلى تدريب في المياه المفتوحة. والارتباط بالتقاليد والتراث المحلي هو ما دفع الشيف الإماراتي علي سالم البدواوي إلى منصبه الحالي كرئيس طهاة مطعم مزلاي في قصر الإمارات، وهو أول مطعم فاخر متخصص في الأطعمة الإماراتية التقليدية. وقال الشيف علي “إنه حلم تحول إلى حقيقة بالنسبة لي. أستطيع النجاح في أي مطبخ ايطالي أو فرنسي أو شرقي، ولكن الأمر يختلف مع تقديم فنون الطهي الإماراتية، أنها تجربة أصيلة صادقة تجعلني فخوراً بمشاركة تراث قومي العريق مع الآخرين”. بدأ الشيف علي، المولود في حتا، الطهي مطلع التسعينيات خلال أسفاره العديدة. وأضاف “تعبت من أكل الوجبات السريعة بصفة دائمة، لذلك سألت والدتي عن وصفات الأطعمة التقليدية، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن الطهي. إعداد طعام حقيقي يجعلني سعيداً، وهذا النوع من الوجبات يتميز بالمذاق ويمنح الصحة”. ومع تحول هوايته المفضلة إلى مهنة، عمل الشيف علي في عدد من الفنادق الرائدة في دولة الإمارات، وحصل على جائزة “أفضل شيف عربي” في الدولة في مسابقة الطهي للعام 2006، وهو كذلك أحد نجوم البرنامج التلفزيوني “عوافي”. وأوضح “حالفني التوفيق بالانضمام إلى مطعم مزلاي برفقة فريق عمل موهوب يضم اثنين من السيدات، وطاهيين عملا سابقاً في خدمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لمدة 18 عاماً. وندعو جميع الشباب الإماراتي المهتم بمهنة الطهي للانضمام لنا والتدرب معنا”. العدد المتزايد من الإماراتيين الذين يشقون طريقهم في صناعة السياحة يحقق أهداف “هيئة أبوظبي للسياحة” التي تطمح إلى الارتفاع بمستوى تمثيل المواطنين في وظائف القطاع إلى 2% بحلول نهاية العام الجاري مقارنة بـ1% في الوقت نفسه من العام الماضي. وقال مبارك حمد المهيري، مدير عام الهيئة إن السياحة هي أكثر القطاعات الاقتصادية توفيرا للوظائف، وتتضمن العديد من فرص التطور المهني. وقال: “تقدم هذه المجموعة الرائعة من رواد الأعمال الإماراتيين نموذجا للالتزام بتحقيق أهداف محددة والرغبة في تقديم تجارب سياحية تجسد قيم تراثنا العريق”. واتخذت الهيئة مبادرات عديدة لتشجيع الطلاب والخريجين الجديد على الانضمام إلى قطاع السياحة، حيث تنظم، بالتعاون مع برنامج تطوين، معرض أبوظبي للتوظيف في القطاع السياحي يومي 15 و16 ديسمبر في “عالم فيراري أبوظبي”. وأوضح بول رام براكاش، مدير التطوير المهني لقطاع السياحة في الهيئة أن المعرض يقتصر على المرشحين المدعوين فحسب، ويستهدف طلاب وخريجي الجامعات. وتعاون برنامج توطين مع “هيئة أبوظبي للسياحة” على تطوير “مشروع توطين قطاع السياحة” لعام 2010، والذي تضمن العديد من البرامج الناجحة، منها برنامج “أجيال السياحة”، و”الأيام التعريفية”، و”خبرات العمل”، و”محادثات سفراء المدارس”، و”معرض أبوظبي للتوظيف في القطاع السياحي”. وقال محمد النعيمي، مدير برنامج توطين في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي “تعتبر السياحة من أهم القطاعات الرئيسية في الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لإمارة أبوظبي، ونعمل بجد لإعداد الكوادر الوطنية ليكونوا مؤهلين لدخول هذا القطاع، وتحقيق النجاح المهني فيه”. وتعتزم “هيئة أبوظبي للسياحة” المشاركة شهر يناير المقبل في معرض “توظيف”، حيث تسلط الضوء على فرص العمل الشاغرة بالهيئة التي حصلت للعام الثاني على التوالي على جائزة أفضل مجلس سياحة ضمن جوائز السفر العالمية 2010. وقال خالد الهاشمي، مدير إدارة الشؤون الإدارية في الهيئة “نتطلع إلى استقطاب المواطنين الراغبين في ترك بصمتهم في صناعة واعدة تنهض بدور رئيسي في خطط تنويع مجالات النشاط الاقتصادي في أبوظبي. ويحظى موظفونا بميزة العمل في هيئة تدعم تطور مستقبلهم المهني بالتدريب وخطط التنمية الشخصية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©