الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيد أهل الجبال .. عادات وتقاليد خاصة

عيد أهل الجبال .. عادات وتقاليد خاصة
5 أكتوبر 2014 23:09
موزة خميس (دبي) لدولة الإمارات عادات وتقاليد في الأعياد تختلف من منطقة وأخرى، فالعادات والتقاليد عند أهل الحضر، تختلف عن مثيلاتها عند أهل الساحل وأهل البادية والجبال، حول العادات والتقاليد المتوارثة بين الأجيال في عيد الأضحى المبارك، تقول شيخة الوالي، باحثة تراثية، من منطقة دفتا التابعة لإمارة رأس الخيمة التي التقيناها في وجود مجموعة من صديقاتها القدامي: «عيد الأضحى نمارس فيه بعض الشعائر، ومنها تقديم الأضحية كما يقدم الحاج الهدي في مكة، ولهذا نعيش الأجواء التي يعيشها الحجاج. ومنها أن نحرم قص الشعر والأظافر، ونصوم يوم الوقفة بعرفة، كما ننتظـر الخـروج من صلاة العيد لنبدأ ذبح الأضاحي، ويمكن لأي عابر أن يلاحظ أن الطرقات في المناطق الجبلية تعج بالحركة، والأطفال يمرون في جماعات على البيوت من أجل العيدية ولتناول الحلويات. وكما نحرص على تصفية أي خلافات بيننا، والجميع يتجمعون مع بعضهم في مجموعات للجلوس في مكان ما للتحدث، وفي غالب الأمر يقرر الرجال من أعيان المنطقة أو القرية الخروج للسلام على الحاكم، وهو أول من يذهبون لتهنئته بعد أن يهنئ بعضهم البعض في المنطقة الواحدة، وقديماً كان ذلك يتم بالخروج سيراً على الأقدام أو كل من لديه دابة يمتطيها، فيخرجون في جماعة، ولا يزال البعض يفعل ذلك حتى اليوم». كسوة ومؤن غذائية من جهتها، تقول شيخة محمد: «لم تكن لدينا رفاهية في الماضي، ولذلك كان الاستعداد للعيد يبدأ قبل شعبان، ويكون للعيدين معاً من حيث التحضيرات، ويبدأ استعداد الرجال للرحيل إلى الشارقة أو دبي، وكان يستغرق ذلك ستة أيام في الذهاب ومثلهم في الإياب، وربما يمشون ليلاً، خاصة في فصل الصيف، وفي النهار يستظلون في مكان ما بعيداً عن الشمس، وهم يحملون معهم الثمار التي تم جمعها لتباع ويشترى من عوائدها كسوة العيدين والمؤن الغذائية، وكان كل من لهم أهل أو أقارب في مناطق أخرى يخصصون لهم يوماً من أيام العيد، يخرجون فيه لزيارتهم، وهم يحملون معهم ما تم إنتاجه يدوياً من سمن ويقط وربما بعض الدواجن». وتشير أم خالد إلى أن العيد لم يكن كما كان في الماضي، متابعة: «فنحن اليوم نستطيع أن نذهب لأي مكان ونعود في اليوم ذاته، حيث نأتي بكل ما نحتاج لأنفسنا وللضيافة، وقديماً كانت الطرق غير معبدة، أما الآن فالطرق في الدولة على أحدث ما يكون، ما يسهل من حركة تنقلات الأشخاص بين المدن والمناطق كافة». وتضيف: «كل سيدة كانت تطبخ صنفاً من الطعام وتحمله لنذهب إلى بيت واحدة من الجيران ونجتمع عندها، ونكرر ذلك يومياً طيلة العيد، أما الرجال فيكون لهم غداء أو عشاء في أول أيام العيد عند أمير المنطقة، وأيضاً من الأمور القديمة التي تتجدد كل عام لتوزيع لحوم الأضاحي، ونحن نحث بعضنا وأبنائنا على التراحم وتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الأهل والأقارب». أوقات مفيدة «كانت تجمعاتنا ولا تزال إلى اليوم وسيلة لمزيد من المحبة والمودة والرحمة»، هكذا تقول فاطمة عبد الله، وتضيف: «كما كانت أوقاتنا غير ضائعة في الثرثرة، فقد كنا نعمل ونحن نتحدث، فهناك من تخيط وهناك من تصنع الأدوات المنزلية من سلال وأوانٍ من سعف النخيل، وأيضاً في الوقت ذاته «نتقهوى» ونحن نتجهز للعيد، وقديماً أيضا كنا في الأيام التي تسبق العيدين نقطف أوراق الحناء، ونعمل على تجفيفها ثم سحقها ومن ثم ننخلها، لنصنع عجينة الحناء لاستخدامها في الشعر والكفوف، وتعد الحناء بديلاً عن المجوهرات والذهب، وتعجن كل سيدة لنفسها ولبناتها وتأتي جارتها لتضع الحناء للجميع، وفيما بعد أصبحت المرأة التي «تحني» هي المحنية، التي تفعل ذلك مقابل شيء من البيض أو السكر يعطى لها كهدية لقاء تعبها». فيما قالت راية خلف: «في العيد كنا لا نتخلى عن الحناء إلا في أوقات الحزن كفقد عزيز بالموت، لأن الحناء دليل على السرور والفرح، كما كانت المرأة تمتنع عن وضع الحناء عند سفر زوجها، لأنه من الزينة ولا يصح أن تتزين المرأة لغير زوجها إلا إذا أذن لها، وبالنسبة للصغيرات اللاتي هن تحت سن الخامسة، ولأنهن لا يتوقفن عن الحركة مما يؤدي إلى تلف النقوش، فإننا كأمهات نقوم بعمل قطعة من الحناء داخل الكفين، ثم تربط بقماش حتى لا يلوث الفراش أثناء النوم، ثم تلف اليد بقماش قطني وتربط بشريط من القماش ذاته، وتسمى هذه الطريقة قصعة، وربما تفعل ذلك بعض السيدات الكبيرات، لأنهن يعتقدن أن النقوش تصلح للصغيرات والشابات، وفي يوم العيد من لا تلبس حلي الذهب تكون مرتديه أجمل زينة، وهي الحناء ذات الأحمر القاني في الكفوف».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©