الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لن نحصد ميدالية أولمبية ولو أنفقنا 10 مليارات درهم

لن نحصد ميدالية أولمبية ولو أنفقنا 10 مليارات درهم
9 سبتمبر 2012
معتز الشامي (دبي) - لا تزال دول العالم التي سبقتنا، تلجأ لصناع الإنجاز الذين صعدوا منصات التتويج في مختلف المحافل، ليكونوا قادة العمل الرياضي والمسؤولين عن التطوير وحل المشكلات وعلاج السلبيات وتصويب الأخطاء، فيما نحن لا نزال نتشبث بالمثل القديم القائل «اعط الخبز لخبازه»، حتى بات خبزنا بلا طعم أو لون أو رائحة، فلا يسمن ولا يغني من جوع. وبعد الإخفاق الأولمبي لرياضيينا في أولمبياد لندن، وما تبعه من تصريحات أدلى بها الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لـ”الاتحاد”، شرحت بعمق واقعنا وطالبت بزيادة موازنات الإعداد للألعاب الرياضية إلى مليار و600 مليون درهم في 4 سنوات، كان لا بد من الوقوف في محطة الشيخ أحمد بن حشر، أول وآخر من حصد الذهب باسم دولة الإمارات في لعبة الرماية في أثينا 2004. والشيخ أحمد بن حشر ليس فقط بطلاً أولمبياً حصد لنا الذهب وهو لاعب، ولكنه أيضاً بات مدرباً عالمياً محترفاً، قاد رامياً إنجليزياً للفوز بميدالية ذهبية في أولمبياد لندن مؤخراً، فيما فشلت رماية الإمارات في تحقيق أي إنجاز رغم ما يرصد لها من ميزانيات. الشيخ أحمد بن حشر المدرب والخبير الأولمبي الذهبي كشف في حواره مع «الاتحاد» أسراراً لم ترو من قبل، ووقائع لم تُحك، بجرأة تنم عن رغبة صادقة في تصحيح الوضع القائم عبر محاولة لإلقاء حجر ضخم في المياه الراكدة، لعلها تحرك ساكناً وتسفر عن قرارات تغير من تفاصيل المشهد الحالي، فإلى تفاصيل الحوار الساخن. في البداية، أبدى الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم البطل الأولمبي تفهمه لمطلب إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بضرورة توفير مليار و600 مليون درهم من أجل إعداد أبطال في عدد معين من الألعاب الرياضية للمنافسة الحقيقية في الأولمبياد، وحصد ميدالية تسهم في رفع علم الإمارات عالياً خفاقاً. وقال: “أتفق تماماً مع طرح عبد الملك الذي وضع يده على الجراح الغائرة، هناك مشاكل مادية كبيرة، كما أن الهيئة باتت تعرف بيت الداء، وتسعى إلى الوصول للدواء المناسب، والمطلوب مواجهة سلبيات الأداء الرياضي ودعم خطط التطوير الجادة”. وتابع: “العبرة أيضاً ليست في وفرة المال فقط، بقدر ما هي في كيفية إنفاق هذا المال، والعمل على وضع خطط للتطوير وتحقيق الهدف المنشود، والهيئة في تصريح الأمين العام، أكدت أن هناك خططاً واستراتيجيات ومتابعات للتطوير نفسه، ولكن ليتم ذلك على نحو صحيح يجب أن يقوم خبراء حقيقيون بالإشراف على توجيه الألعاب المتوقع أن تحصد ميداليات، على أن يكون لهم إنجازات أولمبية وقدرات فنية عالية وتاريخ حافل، وليس كما هي الحال الآن”. وزاد: “بعض الاتحادات يديرها من ليست لديهم خبرات ولا إنجازات دولية حقيقية، وبعضهم لا يمتلك الرؤية الواضحة، وفاقد الشيء لا يعطيه أبداً”. وأشار البطل الأولمبي إلى أن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تحتاج للاهتمام بمحاسبة الاتحادات ومراجعة خططها للتأكد بنفسها من أن الأموال تنفق في الطريق الصحيح، لأن الوصول إلى ميدالية أولمبية يمر عبر بطولات ومشاركات ومعسكرات مختلفة، وبالتالي يجب تقييم العمل كل موسم، لأن هذه الأموال أمانة في رقبة الهيئة”. ومضى الشيخ أحمد بن حشر ليؤكد: “لو رصدنا 10 مليارات درهم ميزانية للهيئة، فلن يحقق ذلك ميدالية أولمبية، والسبب هو أن الهرم لا يزال مقلوباً، وما ينفق قديماً كان ينفق بشكل خاطئ، لأن قاعدة الممارسة ضعيفة في كثير من الألعاب، والاهتمام بها قليل، بالإضافة إلى أن من نأتمنهم على إدارة بعض الألعاب الرياضية، غير جديرين بذلك، لأنهم لا يعرفون كيف يخططون أو يضعون استراتيجية لتطوير لاعبيهم، كما أن بعضهم قد يكون غير ممارس للعبة على المستويين الدولي والأولمبي”. وأضاف: “أنا لا أقول إن المال الوفير غير مطلوب، بل هو ضروري لصناعة بطل، لأن الأمر مكلف، ويحتاج لوقت كافٍ، ومن دون المال لن ننجز شيئاً، لأن كل شيء مكلف، ولكن إذا كانت الهيئة تطلب هذا الكم من المال، وهي تمتلك خططاً ورؤية واضحة، وتشرك خبراء حقيقيين معها، وتدقق جيداً كيف وأين ومتى تنفق هذا المال؟، فلا مانع من ذلك، ولكن أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه، ونضخ أموالاً بلا طائل، فهذا أمر غير مجدٍ، وسيؤدي لاستمرار إهدار المزيد من الأموال”. وتابع شرح وجهة نظره عندما أكد: “لو حسبنا كم أنفقنا على الرياضة بشكل عام في السنوات العشر الأخيرة، فستجدها تجاوزت عشرات المليارات، ولكن بلا أي إنجاز، ولهذا يمثل إنجازي في أثينا 2004 أول وآخر إنجاز أولمبي، لأنني أشك في قدرتنا على تكراره في ظل الأوضاع الحالية، خصوصاً في الرماية، ما لم يحدث تغيير جذري في المفاهيم كافة”. وأضاف: “المطلوب هو توفير المال الذي تطلبه الهيئة، ومن ثم يوضع في خزينة لدراسة كيف ينفق وأين؟ وما هي الفترات التي ينفق فيها لنضمن أن الميزانية ستوزع بصورة عادلة ودقيقة وتذهب لمن يستحق عبر برنامج مدروس له نتائج مرحلية ومستقبلية، لأن الميزانيات الكبيرة وحدها، لن تصنع بطلاً، وهناك أموال باهظة أنفقت، ولكنها لم تصنع لنا شيئاً، أو حتى أي إنجاز، وفي المقابل هناك أبطال تمت صناعتهم من دون المال”. وأكد البطل الأولمبي الذهبي أن «صناعة البطل لا تأتي من فراغ، بل تحتاج لتوافر شروط مجتمعة عدة، يأتي عنصر المال في وسطها، حيث من الضروري أن يتطابق كل شرط مع الذي قبله تطابقاً كاملاً»، وحددها كالتالي: «أولاً يجب اختيار الخبير صاحب الخبرات والإنجازات على المستويين الأولمبي والدولي، ثم يقوم هذا الخبير بالبحث عن الموهبة، وثانياً يجب غرس الطموح والرغبة في الفوز لدى تلك الموهبة، وثالثاً يجب أن يتحلى الجميع بالصبر، بداية من الاتحاد، ومروراً بالمدرب واللاعب نفسه الذي سيطالب بتحمل مشقة الاستعداد للمنافسات الدولية والعالمية». وتابع: «علينا توفير هذه الشروط، حتى نحقق إنجازاً، وإلا فسنظل ندور في حلقة مفرغة دون تحقيق نتائج تذكر حتى ولو طلبت الهيئة 10 مليارات، وليس ملياراً و600 مليون درهم كما ذكر إبراهيم عبدالملك الأمين العام». وطالب الشيخ أحمد بن حشر بضرورة توفير كل وسائل الأمان النفسي للاعب، خاصة إذا ما نجح في مشوار إعداده للأولمبياد، وقال: «كلما زاد مستوى اللاعب وحقق الإنجازات الدولية والقارية في طريقه نحو الأولمبياد، زاد الاهتمام به وتأمين حياته ومستقبله، وتخصيص دخل محترم بشكل ثابت له، فلا يعقل أن نكتفي فقط بالتكريم في حفل استقبال بعد العودة من أي إنجاز، وأن نمنح اللاعب ظرفاً به مكافأة مالية قلّت أو كثرت، ثم نقول له كثر الله خيرك». وعن مطلب الأمين العام للهيئة بضرورة التركيز على عدد معين من الرياضات والعمل على تطويرها، وضخ الأموال فيها لتحقق الإنجازات والابتعاد عن الرياضات التي لا طائل من ورائها سوى المنافسات الداخلية فقط، قال: «الأمر قد يصدق بالفعل، ولكن يجب أن يكون هناك منهج علمي في اختيار هذه الرياضات المراد التركيز عليها دون غيرها، فمثلاً لعبة مثل القوس والسهم، تحتاج إلى سنوات حتى تحقق الإنجاز الدولي، وليس الأولمبي». وقفات مع التجربة التدريبية في الأولمبياد جلبت ذهبية لإنجلترا بأقل من 10% مما ينفق على رماة الإمارات دبي (الاتحاد) - تحدث الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم عن التجربة التي خاضها مع إنجلترا وتولى خلالها تدريب الرامي بيتر ويلسون، وقاده إلى الفوز بالميدالية الذهبية في لندن مؤخراً فقال: “وجدت اهتماماً كبيراً من اللجنة الأولمبية الإنجليزية، والاتحاد الإنجليزي للرماية الذي يعد أحد أعرق الاتحادات في العالم بخبراتي، وفي أول اجتماع رحب الجميع بقراراتي ومطالبي وبدأت العمل طوال 3 سنوات ونصف السنة، ولم يتدخل أحد في عملي، بل آمن الإنجليز بقدراتي بصفتي رامياً أولمبياً، وتفهموا رؤيتي لتطوير اللعبة وحصد ميداليات أولمبية باعتباري مدرباً، وهو ما لم أجده هنا”. وتابع: “حتى عندما اخترت الرامي بيتر ويلسون لم يعترض أحد، رغم أنه كان خارج حسابات المنتخب وقتها، وكان الرامي مثالاً للاعب الذي يحترم مدربه، وينفذ تعليماته من دون تفكير، حتى أنني أحدثت تغييراً جذرياً على طريقته في اللعب ولم يعترض، بل كان أكثر ولاء واحتراماً، من جميع لاعبينا هنا”. وأكد الشيخ أحمد بن حشر أن بعض رماة الإمارات المواطنين استهزأوا بقراره لتدريب لاعب انجليزي رأوا بنظرتهم القاصرة أنه لاعب فاشل، ولن أنجح في قيادته لأي إنجاز وزاد: “قالوا إنني لن أحقق معه أي إنجاز، وسأضيع وقتي هباء، واستهزأوا بقراري تدريب الإنجليزي بيتر، وكان ردي عليهم بذهب لندن” وأشار الشيخ أحمد بن حشر إلى أنه قوبل بحفاوة لم يكن يتوقعها عقب قيادته بيتر لمنصات التتويج الأولمبية، سواء من الإعلام البريطاني أو المسؤولين الإنجليز، وقال: “شعرت أنني الفائز بالميدالية وليس بيتر”. وأكد أنه حقق إنجازاً أولمبياً بلاعب أنفق عليه في 3 سنوات ونصف السنة ما لا يزيد على 10% مما ينفق على نظيرة الإماراتي، وقال: “الرامي عندنا مدلل، في سفره وسكنه ومشاركاته الخارجية، بينما لاعب إنجلترا يسافر بالطائرة على الدرجة السياحية، وينزل في فنادق عادية، وما ينفق على الرماية الإماراتية “الخرطوش” أكثر مما ينفق على اللعبة نفسها عند الإنجليز بألف مرة”. وتابع: “أذكر أنه في بطولة أوروبا بإيطاليا لفريق الخرطوش، أنفقت الرماية الإماراتية أكثر من مليون درهم على المشاركة، وينفق على منافسات الخرطوش بشكل عام، والتراب والدبل تراب والإسكيت، عشرات العشرات من الملايين سنوياً، فاللعبة تجد دعماً من الدولة ومنذ 16 عاماً، ولم تتأهل للمنافسة على ميداليات أولمبية منذ 16 عاماً ولم يتحقق لها سوى إنجازي في 2004”. ومضي ليؤكد: “ما أنفقه الاتحاد الإنجليزي على الرامي الذي تبنيته ودربته، من الممكن أن ينفق هنا لدينا، ولكن كيف وعلى من، ومن يدير هذا الإنفاق؟”. هناك من قيّد يدي أكد بطلنا الأولمبي أحمد بن حشر أنه بكى عندما حقق نجاحاً وهو مدرب فاز بذهبية أولمبية، مكرراً إنجازه لاعباً يحصد ذهبية في 2004، وقال: “رغم سعادتي بالإنجاز، إلا أن ما أحزنني هو أنني لم أحققه لبلدي مدرباً، لأن هناك من قيّد يدي، ورفض الاستفادة من خبراتي، وأجبرت على تحقيق الإنجاز للاعب أجنبي، لا لشيء إلا لغيرة في نفوس البعض، وعدم احترام لخبراتي، وما أمتلكه من موهبة وقدرات في مجال الرماية”. رسائل للجنة الفنية الأولمبية كيف يشارك في التخطيط من مارس الرياضة في «الفريج» فقط؟ دبي (الاتحاد) - واصل بطلنا الذهبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم سرد مشكلات الإعداد الأولمبي في إطار تشريحه للعقبات القائمة، وكيفية القضاء عليها، ومن ثم العمل وفق منهج علمي لا يراعي الأهواء أو المجاملات، وتذكر الشيخ أحمد بن حشر المعاملة المثالية والاحترافية التي حظي بها من قبل اللجنة الفنية الأولمبية البريطانية، بعد قراره تبني الرامي الإنجليزي بيتر ويلسون، ولفت إلى أن جميع أعضاء “الفنية” أبطال سابقون، وأصحاب إنجازات عالمية وأولمبية في مجالات ألعابهم، ولهم نجاحات تدريبية مشهودة. وقارن الشيخ أحمد بن حشر بين ما يحدث في إنجلترا وما يحدث عندنا فقال: “الفنية الأولمبية أمر آخر، فهي تضم أعضاء محترمين، يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة، ولكن ليس في مجال الرياضة والتخطيط الرياضي، لأنه ببساطة لا يوجد بينهم من حقق إنجازاً دولياً أو أولمبياً أو متخصصاً أكاديمياً في الإعداد الأولمبي، بل إن بعضهم مارس الرياضة وكرة القدم في الفريج فقط”. وتابع: “مسؤولو الفنية الأولمبية عندنا لا يعرفون كيفية تطوير بطل أولمبي، ولا يوجد بينهم من شارك في الأولمبياد ونافس على الألقاب، لذلك فالفارق بين الفنيتين الأولمبيتين في الإمارات وانجلترا، مثل الفارق بين السماء والأرض”. وزاد موضحاً: “يكفي القول إن المسؤولين في اتحاد الرماية الإنجليزي وليس الفنية الأولمبية فقط، جميعهم أصحاب إنجازات وبطولات وخبرات عالمية ودولية، ويفهمون أدق تفاصيل اللعبة، بينما نحن هنا، لا نزال ندير الرياضة بقوة الدفع الشخصية». وأشار الشيخ أحمد بن حشر إلى أنه عندما جلس لعرض خطته لتطوير مستوى الرامي الإنجليزي لم يستغرق ذلك سوى دقائق معدودة، لأنه كان يتحدث مع أبطال مثله، وأصحاب إنجازات ويعرفون كل كلمة ويدركون كل مطلب، وقال “لو كان الأمر مع «ربعنا» بالفنية الأولمبية في الإمارات، فسأحتاج للحديث عن خطط الإعداد والتطوير أشهراً حتى أشرح أدق التفاصيل، لأنهم ببساطة ليسوا من أهل اللعبة، ولا يفهمون في تفاصيلها الدقيقة ولا كيفية تطويرها وما تحتاج إليه من أساسيات». ولفت إلى أن مجالات العمل في الدولة كافة تلجأ للمتخصصين، وتجلبهم من دول العالم إلا في الرياضة التي لا تزال تعهد لمن هم دون التخصص، وقال: “كيف يعقل على سبيل المثال أن نعطي كيميائياً مسؤولية بناء عمارة أو برج سكني!”. وتابع: “كذلك لا يعقل أن نضع التخطيط الأولمبي في يد لجنة فنية، لأن المسؤولين عنها لم يمارسوا الرياضة إلا في الفريج”. وعن كيفية الحل من وجهة نظرة، قال الشيخ أحمد بن حشر: “الحل في اختيار خبراء حقيقيين، وأن تشكل اللجنة الفنية الأولمبية لدينا ممن هم أهل تخصص وأصحاب إنجازات حتى لو نضم إليهم خبراء دوليين عالميين لهم إنجازات أولمبية في الألعاب المراد التركيز عليها للمنافسة الأولمبية”. وأكد الشيخ أحمد بن حشر أن هناك حقائق غير معروفة، ستكون بمثابة صدمة للشارع الرياضي وجرت خلال الإعداد الأولمبي الأخير، وأشار إلى أن اللجنة الفنية، وضعت قرار اختيار المدرب بيد لاعب في إحدى الألعاب، حيث كان اللاعب يأمرهم باختيار هذا دون الآخر، وكانت الفنية تستطلع رأي اللاعب في المدرب أولاً قبل أن تتخذ قراراً بالتعاقد معه. وقال: “الفنية فاوضت مدرباً، واتفقت معه بناء على طلب أحد اللاعبين، غير أن اللاعب نفسه عاد وطلب عدم الاستعانة بالمدرب رغم أنه كان قد طلبه سابقاً لسبب ما في نفسه، ما دفعها لتغيير موقفها وإلغاء اتفاقها مع المدرب قبل أن ينفذ، فهل يعقل هذا؟!”. وتابع: “هكذا يدار الإعداد للمشاركات الأولمبية، وهذا يحدث عندنا فقط، فالصحيح أن تضع الفنية الأولمبية بنفسها معايير وأسس اختيار المدرب لمحفل بحجم الأولمبياد، وتكون تلك المعايير والأسس هي الفيصل في تفضيل مدرب عن الآخر، وليس الأهواء والمجاملات”. وأوضح الشيخ أحمد بن حشر أن التخبط في الإعداد للمشاركات الأولمبية لم يتم قبل لندن فقط، بل تم أيضاً قبل المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في جوانزهو قبل أكثر من عام، حيث كان قد دعي للمشاركة في وضع تصور للإعداد لهذه البطولة، ولكنه فوجئ بأن أعضاء اللجنة الفنية غير ملمين بالتفاصيل كافة ولا يتحدثون عن فنيات الألعاب المشاركة، حيث لم ير أن هناك رؤية واضحة لديهم في هذا المحفل، ولا حتى في كيفية تطوير الألعاب نفسها، وقال «وجدت أن الفشل قادم لا محالة فقررت الاعتذار، وتحفظت على المشاركة في هذا التخبط». توجهت إلى لندن بـ «الجينز والتي شيرت» لأنهم لم يوفروا ملابس رسمية! دبي (الاتحاد) - كشف البطل الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر ملابسات المشاركة الأولمبية الأخيرة، وأشار إلى أنه عانى طيلة أكثر من شهر، قام خلالها بعشرات الاتصالات مع اللجنة الفنية الأولمبية للاطلاع على الملابس التي ستخصص للمشاركة في لندن، حيث كان يشارك فيها بصفته مدرباً للشيخ جمعة بن دلموك الذي قاده للتأهل في بطولة قطر، وقال: «كان من المفترض أن توفر اللجنة الأولمبية الملابس المخصصة للاعبين المشاركين رسمياً باسم الدولة قبل المشاركة بوقت كاف للتأكد من أنها مناسبة للعبة وللمنافسات، على أن يرتديها الرياضيون منذ لحظة توجههم للمطار كبعثة رسمية، ولكن ما حدث يكشف فداحة ما وصل إليه الأمر، فقد ظللنا نرسل مندوبينا، ونجري اتصالات للحصول على الملابس ومعرفة ما إذا كانت مناسبة لنا أم لا، وذلك حتى قبل موعد السفر بساعتين، ولكننا لم نتلق رداً سوى الأعذار والوعود، فغادرت متوجهاً إلى لندن كمشارك في الحدث مدرباً للاعب إماراتي نمثل كلانا الدولة، وأنا أرتدي (تي شيرت وبنطلون جينز)، وذلك لأن مسؤولي الفنية الأولمبية لم يوفروا ملابس رسمية، فهل يرضي ذلك مسؤولينا وقياداتنا وشيوخنا؟». وتابع قائلاً: «تلقينا الملابس بعد وصولنا إلى لندن بيومين، والمفاجأة الأكبر أن ألوان الملابس وعلم الدولة عليها بهتت وتداخلت مع بعضها، بمجرد ملامستها للمياه، فيا للعار على هذا الإعداد». وعن طبيعة الحال في «الأولمبية الإنجليزية»، قبل وخلال المشاركات، قال: «هناك أطقم تعمل ليل، نهار لتلبية احتياجات المتأهل الأولمبي كافة الذي سيمثل بريطانيا، فلو رفع سماعة الهاتف يطلب شيئاً تكون التلبية سريعة ومباشرة». البطل الأولمبي يكشف واقع رماية «الخرطوش» ويؤكد: هؤلاء أهانوني من وراء ظهري وشككوا في إنجازي دبي (الاتحاد) - كشف الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم الواقع الأليم الذي سيطر على لعبة رماية «الخرطوش»، رافضاً أن توصف اللعبة بأنها الأقدر على تحقيق إنجاز أولمبي، رغم أنها كانت مرشحة بقوة لذلك خلال المشاركة الأخيرة بلندن، وقال: “كنا بعيدين تماماً عن اللقب في لندن، وكنت على ثقة أننا لن نحقق أي إنجاز يذكر في تلك المشاركة، لأن اللعبة تدار بشكل خاطئ من رأسها إلى قدميها، رغم أنها تعتبر اللعبة الوحيدة التي تجد دعماً مادياً يصل إلى عشرات العشرات من الملايين كل عام، ولكنها تنفق في الهواء كونها تدار وفق منظور الأهواء الشخصية، ولدي البراهين والأدلة التي تدعم صدق كلامي، وبالتالي لن تصل للمستوى الأولمبي الذي يتطلب فكراً وتخطيطاً وعملاً مختلفاً تماماً عن المتبع حالياً”. وعن قراره بقيادته بيتر ويلسون الرامي الإنجليزي في الأولمبياد، ونجاحه في حصد ذهبية لبريطانيا، عبر تبني هذا الرامي، في الوقت الذي لم يول اهتماماً برماة الإمارات، ولم يتفرغ لقيادتهم لتحقيق إنجاز للدولة على يديه بعد إنجاز الذهب باعتباره رامياً محترفاً، قال: “بكل أسف مددت يدي لرماة الإمارات وفتحت بابي للجميع، رغبة في أن أفيد بلدي، وأسخر خبراتي لخدمتها، ولكني لم أجد إلا نكران الجميل والتنكر لتوجيهاتي، وعدم الالتزام بها، بل وصل الأمر لإهانتي من وراء ظهري بالمحافل الدولية والمعسكرات الخارجية عبر التشكيك في إنجازي نفسه، الذي أنجزته باسم الدولة، وأكثر من ذلك عندما قالوا عنه إنه تحقق بضربة حظ، وإن العالم لم يكن يهتم بلعبة الدبل تراب وقتها، ولا أستبعد أن يكون دافع من قال ذلك الحقد والغيرة”. وأضاف الشيخ أحمد بن حشر: “بمجرد أن أبدأ في توجيه الرامي الإماراتي، ومنحه جزءاً من خبراتي في اللعبة أجده وقد بدأ مغروراً، وينظر إلي بطرف عينيه، ولا يسمع نصائحي، والسبب هو أن بعض رماة الخرطوش المواطنين مدللون، ويعلمون أن طلباتهم مجابة”. وتابع: “هناك ميزانية ضخمة تهدر على رماية الخرطوش، وهي لن تحقق شيئاً، لأن التخطيط للعبة يتم بصورة خاطئة، ولا يشارك فيه خبير دولي يسهم في وضع التصور الخاص باللعبة”. وأشار إلى أن بعض رماة الإمارات المواطنين ليس لديه ثقافة احترام مدربه، وكيفية تقديس تعليماته وخبراته بصفته صاحب إنجازات ونجاحات. إنجاز بالمجان للرد على من حاربوني دبي (الاتحاد) - أكد الشيخ أحمد بن حشر أن اللجنة الفنية الأولمبية البريطانية والاتحاد الإنجليزي للرماية ظلا طيلة 3 سنوات يمارسان ضغوطاً لتكون علاقته بهما رسمية عبر توقيع عقد معتمد محدد الراتب والمكافآت، ولفت إلى أنهم عرضوا عليه مبلغاً ضخماً، غير أنه رفض ذلك كونه كان مدرباً للشيخ جمعة بن دلموك خلال تلك الفترة، ولقناعته بأن بلده هو الأولى بالحصول على خبراته التدريبية. وقال: «اخترت أن أستمر مع الرامي الإنجليزي ووضعت خبراتي لجلب الذهب على يديه، وذلك لأرد على من شكك فيّ وحاربني، وقلل مما أمتلكه من خبرات وقدرات تدريبية حققت بها إنجازاً عالمياً في التدريب». وتابع: «أنا أكبر من كل ذلك ولا أتأثر بمثل هذه الحروب، ولكني قررت أن يكون ردي عليهم عملياً بتحقيق إنجاز عالمي مدرباً». «الاتحاد» تسأل: كم نحتاج لصناعة بطل أولمبي إماراتي؟ دبي (الاتحاد) - رداً على سؤال يتعلق بالفترة الزمنية لصناعة بطل أولمبي، فجر الشيخ أحمد بن حشر مفاجأة عندما أكد أن لعبة رماية «الخرطوش» مجال تخصصه، تحتاج للبدء من الصفر، وقال: «لو توليت مسؤولية التدريب في رماية الخرطوش وتوافرت لي كل المتطلبات للخطط التي أضعها، سأحتاج ما لا يقل عن 8 سنوات حتى أرى ما إذا كنا قادرين على العثور على نجم ينافس أولمبياً على الذهب أم لا؟ وذلك لأننا نحتاج لوضع أسس سليمة لتطوير اللعبة، وهذه الـ8 سنوات ستشهد عملاً متواصلاً، حتى نحدد ما إذا كنت قادراً على حسم ميدالية في أولمبياد 2020”. وقال: “أولاً سنعمل سنوات وسنوات لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي زرعت، ولن أواصل على ما تم بناؤه، لأنه ببساطة لم يتم بناء شيء حتى الآن، وما وضع أساساً هو خاطئ،لم ولن يحقق شيئاً”. الأسرة الإماراتية معذورة في افتقادها الثقة بالرياضة دبي (الاتحاد) - رد الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم على غياب الوعي لدى الأسرة الإماراتية فيما يتعلق بأهمية المشاركة في صناعة البطل، عبر ترك أبنائهم للحصول على التدريبات اللازمة والانخراط في المعسكرات التدريبية الخارجية والداخلية حتى ولو كانت لفترات طويلة وفي سن صغيرة، وقال: “الأسرة الإماراتية معذورة .. أنا أدافع عن الأب والأم، لعدم قناعتهما بالرياضة، فالأسرة لا ترى مستقبلاً لأبنائها، فلا مردود مالي ولا معنوي، ولا يوجد مستقبل لأبنائها لو انخرطوا في لعبات غير كرة القدم». وتابع: «ما يطبق في الواقع حالياً لن يحقق شيئاً، لا سيما عدم تخصص القائمين على المشاريع الخاصة بالاهتمام بالنشء والمواهب الصغيرة، نتيجة لعدم وفرة الميزانيات اللازمة للصرف، وهي كلها عوامل تؤدي للإخفاق في اكتشاف المواهب، وفي أوروبا مثلاً تجد وزارة التعليم تقف إلى جوار اللاعبين الموهوبين في مراحل سنية صغيرة، وتسهل عليهم كل شيء، وتمنحهم درجات على التفوق الرياضي، فتجد الأسر هناك هي من تدفع أبناءها للانخراط في الرياضة بالتوازي مع الدراسة، فيتم خلق وصناعة الأبطال”. واتفق مع طرح إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة الذي نادى بضرورة توافر أكاديمية مثل إسباير القطرية، بما لها من دعم لوجستي ومالي وفني، وطالب بضرورة أن يتم تنفيذ تلك الفكرة ولكن على مراحل. مستعد لمناظرة تلفزيونية دبي (الاتحاد) - أكد الشيخ أحمد بن حشر أنه مستعد لتقبل أي رأي يعترض صاحبه على حديثه لـ«الاتحاد»، وقال «مرحباً بأي معترض، خصوصاً في اللجنة الفنية الأولمبية، فأنا على أتم استعداد لتقبل الرد وتفنيده ودحضه، ولكن في مناظرة تليفزيونية، تبث على الهواء حتى يعلم الشارع الرياضي ومسؤولونا وشيوخنا، فداحة ما يحدث والذي بسببه تتراجع الرياضة والنتائج الدولية خطوات وخطوات للوراء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©