الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزهور ترجمان الأشواق

الزهور ترجمان الأشواق
24 فبراير 2008 00:14
ترتبط الورود ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان، فهي تسبقه قبل الولادة لتزين مهده الصغير، وتلحق به بعد الموت مع لحده ، وبين هذه وتلك تشاركه فرحة نجاحه وذكرى ميلاده وتخرجه وزواجه ومناسبات عديدة في حياته· إضافة إلى أنها ترجمان العواطف والمشاعر والأشواق، وإحدى أدوات التعبير عن الحب والتهنئة، وتنتهي بفضلها - في أحيان كثيرة- حالة خصام أو عتاب· ويحمل كل نوع ولون منها معنى معيناً، فثمة زهرة تشي بالصفاء أو المودة أو الغيرة أو التقدير أو الشكر أو العتب أو الحزن أو الفرح (وفق اعتقادات العامة)· فضلاً عن دلالة الزهور ورمزها لدى الشعوب، فشقائق النعمان في الثقافة الشعبية العربية ترمز للتضحية والإيثار والذود عن الوطن· والورد الجوري يرمز إلى الحب كما في قصة ''الأب فالنتاين''· كما لقّبت بعض المدن بأسماء الزهور، كدمشق مدينة الياسمين، وباتايا مدينة الأوركيد· مكانة الزهور تلك دفعت لقطفها وتزيين القصائد والقصص والمسرحيات والكتب واللوحات التشكيلية والمنحوتات بها· وعبر التاريخ كان حضورها كبيراً في الزمان والمكان، فأكثر من أمة حجزت للزهرة مكاناً في سجلاتها ومنحوتاتها، كزهرة اللوتس لدى الفراعنة التي كشفت عنها قطع أثرية· وهناك أكثر من أسطورة ارتبط سياق وقائعها بالزهرة، كملحمة جلجامش، والأوديسا والإلياذة، وأساطير وحكايا شعبية أخرى من كل أنحاء العالم· أخطاء شائعة خلال زيارة له إلى الدولة قادماً من كندا التي يعمل فيها مستشاراً في علم النباتات والزهور، التقينا الأخصائي الزراعي ملحم صوايا، ليخبرنا عن عالم الزهور، فقال: ''بداية لا بد من تصحيح خطأ شائع يتصل بالمسمى، فاسمها الصحيح هو الزهور وليس الورود، لأن هذه الأخيرة - أي الورود - هي نوع من الزهور، تسمى زهرة الوردة''· وأشار إلى خطأ آخر يتمثل في أن ''مصدر العطر لا يكون من وريقات الزهور فقط كما يظن الناس، بل من ''الفواغي'' قلب الزهرة النابض، وغالباً ما يكون لونها أصفر أو أبيض أو أحمر''· واستناداً إلى خبرته وعمله في مجال زراعة وتهجين الزهور منذ نحو ثلاثين عاماً، يقول: ''يوجد في العالم ما لا يقل عن عشرين ألف نوع من الزهور، نصف هذا العدد فقط معروف بين القارات لأنه يتم تصديره، بينما النصف الآخر يتم تداوله ضمن كل بلد، لسببين: إما حفاظاً عليه كثروة زراعية محلية - لندرة تكاثره وخشية انقراضه- او لأنه يحتاج بيئة مماثلة لموطنه، كالبرد الشديد أو الحر الشديد أو تربة محددة''· وعن تجربته الشخصية في ''تهجين الزهور''، قال ''إنه برع في تهجين أنواع من زهرة الزنبق، لأنها من أكبر وأهم فصائل النباتات الزهرية، وتصلح تركيبتها وخصائصها في المستنبتات، كونها معمرة، قوية ليست رقيقة، ثابتة الساق ومتماسكة في ورقتها الملتفة على هيئة قلب، بينما الفاغي الأصفر فيها قوي ونفاذ ويمكن تلقيحه بسهولة، مما يساعد على ابتكار و ''تهجين'' أنواع منها، حيث هناك 195 نوعاً من الزنبق -المعروف منها في البلاد العربية نحو 33 نوعاً- يصل ارتفاع بعضها إلى 100 سم''· تجربة الإمارات أما الإمارات التي لفتت بنهضتها أنظار العالم في مجال الزراعة وامتداد اللون الأخضر فيها على الرغم من كونها منطقة صحراوية، فتابعت مفاجآتها في مجال زراعة الزهور في أرضها، بل وتصدير أنواع منها، كالورد الجوري في مزارع العين، و زهور المشموم والخزامى والأراك، وأنواع من الرياحين والياسمين· وبحسب القسم الزراعي في بلدية أبوظبي فإن البلدية تستورد شتلات زهور صغيرة للحدائق والدوّارات والشوارع (زهور الزينة غير نباتات الزينة) من عدة بلدان أوروبية وإفريقية وآسيوية· باستثناء ما تستورده مؤسسات ومحال بيع الزهور من أنواع عديدة أبرزها الزنبق الصيني والقرنفل· وبعيداً عن الاستخدام الشخصي وتزيين البيوت والمكاتب والمستشفيات والأعراس والمناسبات العامة، فإن الآلاف من أزرار الزهور تنفق في فنادق الدولة من فئات 6 و 5 و 4 نجوم يومياً، عدا عن باقات عملاقة تزين بهو كل فندق وأخرى كبيرة تزين الردهات· وبحسب قسم المشتريات في أحد فنادق أبوظبي فئة 5 نجوم فإنه يستهلك يومياً حوالى 300 زهرة من مختلف أنواع الزهور المحلية والمستوردة، يتم تنسيقها وتوزيعها على الزوايا والمطاعم والغرف، باستثناء باقات البهو والردهات الكبرى التي تضم حوالى 300 زهرة يتم تغييرها أسبوعياً· عدا عن ضرورة وجود أقسام ''الفلاور شوب'' في تلك الفنادق كي تستحق تقييمها الدوري· ولأن هناك كما ذكر الأخصائي صوايا 20 ألف نوع من الزهور، يمكن القول أن هناك 20 ألف زهرة على الأقل يفوح عبيرها يومياً في الدولة، وتنشر في أرجائها البهجة والجمال· مهرجانات يقام أكثر من معرض ومهرجان للزهور سنوياً في العديد من دول العالم، تُعرض خلالها أنواع شتى من الزهور، يتخللها الجديد المهجن في مجال الزهور وزراعتها، أشهرها في العالم معرض جنيف للزهور، ومعرض باريس للزهور· أما في الإمارات، فأشهرها معرض الزهور في العين الذي يستقطب آلاف الزوار سنوياً، وكذلك ''أسبوع الزهور'' في مفاجآت صيف دبي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©