بكين - (د ب أ): تنتهي الصين هذا العام من إعادة توطين غالبية المواطنين البالغ عددهم 4ر1 مليون نسمة الذين تعين نقلهم بسبب بناء سد الخوانق الثلاثة وبرنامج الطاقة الكهرومائية وهو أكبر مشروع للهندسة المدنية في الصين· ومع ذلك فإن عملية الانتقال الهائلة لسكان المنطقة التي يقام فيها سد الخوانق الثلاثة إلى بلدات حضرية ومدن جديدة هي مجرد جانب يسير من أكبر وأسرع حركة تمدن عرفها العالم على الإطلاق·
وفي إطار هذه العملية سيتم نقل ما يقدر بـ 500 مليون من سكان المناطق الريفية إلى بلدات حضرية ومدن على مدى السنوات الـ 30 المقبلة بما يزيد من نسبة سكان الحضر في الصين البالغ تعدادها 3ر1 مليار نسمة من 43 في المئة إلى 75 في المئة حسبما أعلن نائب وزير الاعمار كيو بوكسنج في نوفمبر الماضي· وسيتم نقل نحو 15 مليون مواطن سنوياً من المناطق الريفية إلى مناطق حضرية·
وبسبب ضخامة العدد الذي تشمله حركة النقل والفقدان الحادث بالفعل للأرض الزراعية لصالح التصنيع والتحول إلى الحضر فإن الحكومة تحاول إبعاد معظم المهجرين عن مدنها الأكبر والأكثر رخاء·
وتعكف حكومات الأقاليم حاليا على تطوير مئات القرى وتحويلها إلى بلدان حضرية وتوسيع البلدان الحضرية لتصبح مدنا كبيرة مع العمل في نفس الوقت على التقليل من التهديدات المتزايدة التي تمثلها المشكلات البيئية·
وقال وين تيجون مدير كلية الزراعة والتنمية الريفية بجامعة الشعب في بكين ''إن الخبرة الاجنبية تتلخص في مقولة التلوث أولا ثم التخلص من التلوث لاحقا''· وقال وين لوكالة الأنباء الألمانية (د·ب·أ) ''إنه لتحاشي هذا النمط فإننا طرحنا فكرة تطوير المناطق الحضرية الصغيرة·
ويعني هذا تطوير المدن الكبيرة والبلدات الحضرية الصغيرة في آن واحد والوصول إلى هدف تحويل سكان الريف إلى سكان حضر من خلال نقل السكان إلى بلدات صغيرة بدلا من المدن الكبيرة· وقال وين ''إن بلدنا سيواصل دعم سياساته الخاصة بالتحكم في الاقتصاد الكلي وتشجيع الاستثمار في المدن المتوسطة والصغيرة''·
ويزيد عدد المدن الرسمية الصينية الحالية على 660 مدينة يعيش فيها 560 مليون نسمة علاوة على 200 مليون عامل ريفي مهاجر بشكل مؤقت يعمل معظمهم في المناطق الحضرية· وتمثل الدول- المدن مثل سنغافورة وهونج كونج منذ أمد بعيد نموذجا للمراكز الحضرية الصينية في المستقبل أيا كان واقع محاولة تكوين الثروات والنظام على هذه الدرجة الواسعة·
وقال لورانس ما، الخبير في الشؤون الصينية من إدارة الجغرافيا والتخطيط بجامعة اكرون بالولايات المتحدة ''إن عددا كبيرا من المخططين الصينيين زاروا سنغافورة وتأثروا بشدة بالواقع الحضري النظيف والمنظم والكفء والجذاب في سنغافورة''·
وقال مان ل (د·ب·أ) ''إنهم يحبون أيضا حقيقة أن الدولة لعبت دورا رئيسيا في صياغة شكل الدولة المدنية''· وسيكون لدى الصين بحلول عام 2010 نحو 125 مدينة يبلغ عدد سكان المدينة الواحدة مليونا أو أكثر قليلا·
ويعتبر بعض المحللين شنغهاي بالفعل مركزا لتجمع حضري يحتضن 70 مليونا من البشر ويضم عشرات المراكز الحضرية والمدن·
وتعد عملية التمدن ضمن العناصر الأساسية لتحقيق أهداف الحزب الشيوعي الواسعة طويلة المدى وبناء مجتمع ''متجانس'' و ''ينعم بقدر معقول من الرخاء'' بحلول عام 2020 وهو ما يعني في النهاية استمرار حكم الحزب الواحد في الصين لكن أهداف الحزب ربما لا تجد طريقها إلى الواقع بسبب حزمة مشكلات منها الاضطرابات في المناطق الريفية والمشكلات البيئية والبطالة والفساد وانتشار الجريمة·
عدد اليوم
