عمرو عبيد (القاهرة)
تتغير طرق اللعب في كرة القدم، تتبدل القوانين، وتتطور أساليب التدريب الفنية والبدنية، لكن يبقى اللاعب ذو المهارة الفائقة مُعرَّضاً للعنف والضرب المبرح عبر التاريخ، كرويف ومارادونا ورونالدينيو، وغيرهم من أصحاب المواهب الفذة في تاريخ كرة القدم، واجهوا العديد من اللاعبين الذين ظنوا أن الوسيلة الوحيدة لإيقافهم هي الضرب، ولعل المثال الأبرز يتعلق بحادثة احتفاظ المدافع الإسباني أندوني جويكوتشيا الملقب بجزار بلباو، بالحذاء الذي كسر به كاحل الأرجنتيني الأسطوري مارادونا قبل أكثر من 30 عاماً، وقام جويكوتشيا بوضع الحذاء داخل صندوق زجاجي في منزله للتباهي والتفاخر بفعلته النكراء !
ولأن البرغوث الأرجنتيني هو صاحب المهارة الخارقة للطبيعة في الحقبة الحالية، بل إن البعض يراه الأعلى موهبة على الإطلاق عبر التاريخ، فمن الطبيعي أن يتعرض دائماً للركل والضرب والعرقلة، في محاولات يائسة لإيقاف مراوغاته الخيالية التي تبهر العالم أجمع، وهو أسلوب يائس بالفعل لا ينجح على الإطلاق في منع ليو من تسجيل وصناعة الأهداف الحاسمة.
وفي ظل الأجواء المشحونة التي أحاطت بديربي كتالونيا الأخير في الليجا بجانب سوء حالة الطقس، لجأ ارنيستو فالفيردي مدرب البارسا لحماية النجم الأرجنتيني بالإبقاء عليه بديلاً في تلك المباراة، لكن تقدم إسبانيول بهدف أجبر الإسباني على الدفع بأسطورة البلوجرانا في الدقيقة 59 من اللقاء، ليستقبله قائد إسبانيول فيكتور سانشيز مباشرة عقب دخوله إلى الملعب بكم كبير من الخشونة، لدرجة أنه مَزَّقَ جزءاً من قميص ميسي في إحدى اللقطات العنيفة، ثم هاجمه بعرقلة مخيفة أفلت منها البرغوث بأعجوبة، وبعدها اقتنصت الكاميرات لقطة بدا خلالها ميسي يوجه بعض كلمات العتاب لفيكتور، راجياً إياه بالتوقف عن محاولاته الخشنة، ليربت الأخير على وجه ليو معتذراً لكنه لم يتوقف عن ملاحقته طوال اللقاء، وبرغم كل محاولات الإيقاف العنيفة استطاع ميسي أن يصنع هدف التعادل القاتل لصالح البارسا قبل النهاية بثماني دقائق، ليرفع رصيده إلى 10 تمريرات حاسمة في الليجا ويحافظ على سجل فريقه خالياً من الهزائم.
ميسي برهن على فشل محاولات إيقافه العنيفة أكثر من مرة في الآونة الأخيرة، فلن ينسى أحد صناعته للهدف الثالث في شباك الغريم الملكي خلال ديسمبر الماضي من دون حذاء، عقب مراوغته للبرازيلي مارسيلو الذي لم ينجح في إيقافه برغم العرقلة، وفي كلاسيكو الدور الثاني من الموسم الماضي تعرض ميسي للضرب المبرح لدرجة أدمت فمه، بسبب لكمة مارسيلو قبل أن يُطرَد راموس عقب عرقلة عنيفة ضد ليو، وجاء رد الأرجنتيني صاعقاً بهدف قاتل في الدقيقة 90 منح فريقه الفوز آنذاك بنتيجة 3/&rlm&rlm&rlm 2 !
عدد اليوم
