لا توجد لحظات يمكنك اختيارها في مسيرتك كلاعب كرة، حيث يحمل كل لاعب معه ذكرياته كحلقة واحدة ما يجعلك تشعر بالفخر بها، لقد حققت العديد من أحلامي بحصد الألقاب مع النصر، ونيل فرصة تمثيل المنتخب الوطني.. وبحب الجماهير وفرحتهم حينما تسجل الأهداف، جميعها أمور بقيت راسخة لا يمكن أن يسلبني أحد إياها مدى الحياة.
أحياناً يجب أن تتخذ القرارات التي تراها الأنسب في ذلك الوقت دون الالتفات للخلف، لكن الرحيل عن النصر عام 2002 ?ما ?زال ?عالقاً ?في ?ذاكرتي ?للوقت ?الحالي، ?وهو ?قرار ?أشعر إزاءه ?بالندم ?عليه، ?لكن ?لم ?أمتلك ?حلاً ?لما ?مررته ?به ?مع «العميد»، ?بعدما ?تم ?إيقافي ?عن ?اللعب، ?وعدم ?إشراكي ?في ?مباراة ?دون ?إيضاح ?السبب، ?وإصدار ?قرار ?بمنعي ?من ?الوجود ?مع ?الفريق ?حتى ?أجل ?مسمى، ?وسحب ?القميص ?رقم ?9 ?الذي ?كنت ?أرتديه، ?وحينما ?علمت ?أنني ?خارج ?الحسابات ?بقرار ?إداري ?خارج ?عن ?إرادة ?المدرب، ?قررت ?أن ?أفتح ?صفحة ?جديدة ?في ?مسيرتي ?لأغلق ?صفحة ?حافلة ?بالعطاء ?مع ?النصر ?بكل ?ما ?فيها، ?من ?لحظات ?فرح، ?أو ?حتى ?أوقات ?صعبة ?تجاوزناها ?معا ?كأخوة ?قبل ?أن ?نكون ?مجرد ?زملاء ?في ?الفريق.
مع المنتخب لعبت أجمل سنواتي، وشاركت في بطولات خليجية وآسيوية، وهو فخر لأي مواطن إماراتي أن يمثل بلده التي يعشقه، وينتمي له بكل جوارحه، لا زال صدى الجماهير، وهي تهتف على المدرجات في استاد مدينة زايد الرياضية وغيرها من الملاعب، أول ما يخطر في بالي، حينما أشاهد مباراة للأبيض حالياً، بذلت أقصى طاقتي من أجل الوطن، ودائماً ما يحيطني إحساس بأني قدمت كل ما أملك لأكون حسن ظن الجميع.
ربما علاقتي تاريخياً مرتبطة بالنصر، لكن لا يخفى على أحد عشقي للعين، هكذا كرة القدم يجب أن تكون الروح الرياضية والتنافس الشريف هي القيم التي نبني عليها أجيال المستقبل، فلا يوجد خاسر بين أبناء الوطن، والكل فائز بفرحة اللقاء، والسعي للفوز بالكؤوس، ولكل مجتهد نصيب في نهاية كل عام وموعد يتجدد دائماً.
عدد اليوم
