تشهد أوروبا هذه الأيام عرسين في وقت واحد؛ ففيما كانت العاصمة السويسرية تغصّ بالزوّار ورجال الأعمال والإعلام الذين جاؤوا لمتابعة فعاليات الدورة التاسعة والسبعين لمعرض جنيف الدولي للسيارات الذي افتتح أبوابه أمس الأول الخميس ويستمر حتى يوم الأحد المصادف للخامس عشر من شهر مارس الجاري، كانت مدينة هانوفر الألمانية على موعد مع معرضها الدولي السنوي للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية (سيبيت) الذي افتتحته الأربعاء الماضي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحضور حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزينيجر، وتتواصل فعالياته حتى يوم الأحد المصادف للثامــــن من شهر مــــارس الجاري·
وبين جنيف وهانوفر، قصص وحكايات تروي المسيرة التطورية الطويلة لصناعة السيارات التي فاق عمرها القرن الكامل، وصناعة الأجهزة الإلكترونية التي تسابق الزمن في سرعة تطورها·
وفي جنيف، كان هناك الكثير من المفاجآت والمشاهد غير المسبوقة بانتظار الزوّار، ومن ذلك أن هذا المعرض ذا التاريخ العريق، شهد هذه المرة أفول نجم الحسناوات اللاتي اعتدن على الاستئثار بعملية كشف الغطاء عن السيارات الجديدة التي تعرض لأول مرة، وذلك عندما ظهر الروبوت البشري الياباني (آسيمو) على مسرح الأحداث ليتولى إطلاق سيارة هوندا الهجين الجديدة الواعدة (إنسايت) بالحركة والصوت· وخلال هذا الاستعراض المدهش بدا (اسيمو) في غاية الأناقة وكأنه مخلوق بشري أتى من إحدى الحضارات التي تستوطن كواكب النجوم البعيدة، ورأى فيه البعض أنه يشكل عامل الارتباط القوي بين معرضي جنيف وهانوفر باعتباره يمثل قمة التطور الذي تشهده صناعة الأجهزة الإلكترونية·
وكان زوّار جنيف على موعد مع سيارات مدهشة وصفها الخبراء بأنها تأتي لتحدث انقلاباً حقيقياً في مفهوم الانتقال من مكان إلى آخر بالطرق الميكانيكية· ومن أمثلتها سيارة كهربائية صارخة عرضتها شركة (سمارت) الألمانية تحت اسم (إليكتريك درايف) ويمكن شحن بطارياتها من المفاتيح الكهربائية العادية، ويزيد مداها الأقصى بعملية الشحن الواحدة عن 200 كيلومتر· وعرضت شركة (رينسبيد) الألمانية المتخصصة أصلاً بتعديل السيارات الفاخرة، سيارة رياضية جديدة أطلقت عليها إسم (آي- تشينج) ىوفَهم وتتميز بأناقتها وتصميمها الرائع· وقدمت شركة (سبارو إسبيرا) سيارة رياضية مكشوفة وذات مقعدين تحت إسم (سبارو إسبيرا سبورت كونسيبت) ذات تصميم يحاكي تصميم سيارات سباق (الفورميولا ون)·
وفي هانوفر، تزحف أعداد غفيرة من هواة متابعة التطورات التي تطرأ على الأجهزة الإلكترونية على مركز المعارض لمشاهدة أحدث الأجهزة والأنظمة الإلكترونية بما فيها أجهزة الموبايل والكاميرات الرقمية ووسائل وأنظمة الاتصالات المختلفة بما فيها أجهزة الترفيه والألعاب الإلكترونية·
ويواجه المعرض هذا العام تحدياً كبيراً بعد تراجع عدد العارضين وخسارة مجموعة من أشهر الاسماء التي كانت تشارك فيه· حيث قال المنظمون إن معرض هذا العام يتركز بشكل أساسي على عدة موضوعات من بينها أمن تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الكمبيوتر الصديقة للبيئة وتطبيقات الإنترنت· ورغم تقلص عدد المشاركين في دورة هذا العام إلا أن القائمين على المعرض قالوا إن مشاركة 4300 شركة في معرض 2009 الذي يتزامن مع الأزمة الاقتصادية يعد زنجاحاس·
وتقلصت أيضاً مساحة المعرض وفقاً لبيانات القائمين عليه بنسبة 20%· والجدير بالذكر أن معرض سبيت وسسبيتز تشير إلى الأحرف الأولى من أسمه الكامل بالألمانية (مكتب ومركز تكنولوجيا المعلومات) الذي تأسس عام 1970 في معرض هانوفر الصناعى· وأصبح سبيت في النهاية معرضاً متكاملاً مستقلاً في عام ·1986 وكان أكبر معرض سبيت على الإطلاق في عام 2001 في ذروة ازدهار الكمبيوتر عندما شغل 8100 عارض مساحة 430 ألف متر مربع من ساحات العرض وهو ضعف مساحة المعرض في العام الحالي·
عن موقع cebit.de
ووكالة DPA
عدد اليوم
