الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاضر الغائب

18 ديسمبر 2006 00:50
أقامت مدرستنا دعوة لأولياء الأمور لاستلام شهادات أبنائهم التلاميذ، حتى تضمن إدارة المدرسة وصول الشهادات إلى أولياء الأمور، ويشعر ولي الأمر بدوره تجاه ابنه، وتتلاقى أيدي وحناجر وقلوب المعلمين مع أولياء الأمور في حضور المحور الثالث وأساس العملية التعليمية وهو التلميذ، وحتى يزداد التواصل بين البيت والمدرسة، فأنا كمعلم لخمسين تلميذاً لم أقابل خلال العام الدراسي من أولياء الأمور إلا أربعة فقط، وربما من أتى منهم كان مجيئه من أجل شكوى معينة وليس من أجل السؤال عن مستوى فلذة كبده، ونظراً لبعد المسافة بين مكان مدارسنا ومحل إقامتنا مكثنا في المدرسة حتى يحين وقت الاجتماع وساعة اللقاء مع أولياء الأمور الأفاضل، وكان الوقت المحدد للاجتماع من الساعة الخامسة حتى الساعة الثامنة مساءً، ولا أخفي عليكم حضر الكثير من أولياء الأمور وبصحبتهم أبناؤهم التلاميذ، وهذا التواجد بعث في نفسي السعادة والأمل، ولكن ما أحزنني وأثر في نفسي وجعل اليأس يتملكني أنني سلمت شهادات صفي للآباء الأفاضل كل في قبضة يده وبكل أسف لم يسألني أحدهم عن مستوى ابنه أوالمعوقات والمشكلات التي يواجهها لمحاصرتها والتغلب عليها، وما كان عليه الا استلام الشهادة ووضعها في مخبئه دون أن يكلف الكثير منهم نفسه بالنظر إليها وملاحظة أوجه القصور أو المواد التي يعاني ابنه من ضعف فيها ومناقشة الأسباب مع معلميه لتلافي الضعف وإصلاح المعوج، والعجب العجاب أنني قابلت أحد أولياء الأمور يسأل عن صف ابنه فامتلأت حسرة وضيقا وألما من هذه اللحظة، وأقصد لحظة اللقاء بأولياء الأمور أيقنت تماماً ظلم الآباء لأبنائهم ومعلميهم، وأن المعاناة التي يعاني منها الكثير من التلاميذ وتدني مستواهم منبعه وأول أسسه الجلية هم الحاضرون الغائبون أولياء الأمور، الذين لا يسألون إلا عن الأمور التافهة، ويهملون أو يجهلون الهدف الأسمى من اللقاء، وهو تلافي القصور وبحث المشكلات التي يعاني منها التلاميذ مع المعلمين، والسبيل لإنقاذهم من براثن الجهل والتخلف والعمل على صقل إبداعاتهم وتنمية مهاراتهم لترقى هممهم وتسمو رايتنا· محمود عبد الباقي مدرسة الحباب بن المنذر
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©