الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الطفل اللص" ابن شرعي للحرمان العاطفي

"الطفل اللص" ابن شرعي للحرمان العاطفي
21 سبتمبر 2011 21:01
"طفلي يسرق"، هذه الظاهرة تقلب هدوء الأسرة رأساً على عقب، فالأب والأم يقفان عاجزين أمام تفسير قيام صغيرهم أو صغيرتهم بالسرقة، ولكن على الأهل أن يتجنبوا رد الفعل المبالغ فيه والتعامل الخاطئ مع الحالة، حتى لا تتحول إلى مرض لا يمكن علاجه على المدى البعيد. تقول رنا عبود، لبنانية (32 عاماً)، وأم لطفلين (بين 7 سنوات و4 سنوات) ، أنها كثيراً ما كانت تفاجأ في سن الحضانة بابنتها الكبرى وهى تعود بأشياء في حقيبتها ليست ملكاً لها، وكثيراً ما قلقت من هذا التصرف لكن بالمناقشة مع المسؤولات في الحضانة أكدن لها أن ما تقوم به ابنتها ليس سرقة بالمعنى المفهوم فهي في سن صغيرة، ولا تدرك التفريق بين ما تملكه وبين ما يملكه غيرها. وتؤكد أن أبنتها أقلعت عن هذا السلوك بمجرد أن كبرت وذهبت للمدرسة وأصبحت تفرق جيداً بين ما تملكه وما يعود للآخرين. وترى أم ميثا، إماراتية (30 عاماً)، أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، أن بعض الأطفال في سن صغيرة قد يلجؤون لأخد أشياء لا تخصهم، ليس بدافع السرقة، وإنما حباً في التملك. وتضيف أن الخطر في استمرار هذا السلوك حتى سن متأخرة، لأنه يعنى أن هناك خللا ما غالباً ما يكون لدى الأهل ويكتسبه الطفل دون أن يدركوا. وتؤكد أم ميثا أن الطفل قد تكون لديه مشكلات نفسية تتعلق بعلاقته بوالده أو والدته وتنعكس عليه في ممارسة السرقة أو فقدانه للثقة بنفسه نتيجة قصور معين يعانيه. أم هالة، مصرية، ( 35 عاماً) أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، تشير إلى أن السرقة ليس لها معنى آخر. فالخطأ واحد دائماً في كل الأحوال. لكنها تقول إن بعض الأطفال لا يدركون هذا المعنى وخطورته، ولذلك فإن رقابة الأم ومعرفة كل صغيرة أو كبيرة عن أبنائها هو الفيصل للإسراع في تعديل هذا السلوك، قبل أن يتفاقم ويصير داء يصعب التعامل معه. وتؤكد أم هالة أن رواية بعض قصص الأنيباء والصديقين ومدى أمانتهم تشكل حافزاً أمام الأطفال للاحتذاء بهم. "قد تكون السرقة بدافع الحرمان"، هكذا يقول أحمد وجدي، مصري، وأب لطفل واحد عمره 5 سنوات. حيث يؤكد أن كثيراً من الأطفال قد يلجؤون إلى السرقة بدافع الحرمان، خاصة مع وجود الطفل في مدرسة قد يكون مستوى زملائه فيها أعلى مادياً، ومن ثم يلجأ إلى السرقة لسد هذه الفجوة من وجهة نظره. ويرى أحمد أن الاهتمام بتنشئة الطفل تنشئة سليمة قد تغني عن لجوء الطفل إلى هذا السلوك المشين، خاصة إذا كان في مرحلة عمرية متقدمة يعي ويفهم كل ما يقال له وكل ما يفعله. وتؤكد د. الهام صابر، أستاذ مساعد الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن هناك فرقا بين السرقة في سن صغيرة ما بين 3 و5 سنوات وبين السرقة في سن أكبر. ففي السن الصغير لا نستطيع أن نطلق على هذا السلوك سرقة لأن إدراك الطفل ووعيه لم يكتمل. والنوع الثاني من السرقة بمعناها المتعارف عيه هو الخطير، وهو الذي يمارسه الطفل في سن 6 أو 7 سنوات ويكون في هذا الحالة على دراية كاملة بما يفعله، لذلك فهو يخفي فعلته عن أسرته التي ربما تكتشف بالصدفة أن ابنها يعاني من داء السرقة. "إذا عرف السبب بطل العجب" هكذا توضح د. الهام، وتقول إنه على الأهل ألا يعيشوا في هول الصدمة كثيراً أذا اكتشفوا ذلك، حيث تعتبرها الأسرة مصيبة وينبغي تعنيف الطفل وأحياناً ضربه. فالبحث عن السبب من وجهة نظرها هو أقصر وسيلة لحل المشكلة. وترى د. الهام أن هناك العديد من الأسباب وراء دافع السرقة مثل الحرمان العاطفي ووجود مشكلات أسرية داخل عائلته أو انفصال أحد والديه، الأمر الذي يجعل الصغير يبحث عن شيء جديد ومختلف قد يتصور أنه يشبع رغباته. أو فقدان الطفل للثقة بنفسه وغالباً ما يكون الأهل السبب في هذا الإحساس أو المدرسة نتيجة المعاملة الخاطئة من بعض المدرسين تجاه الطفل، بحيث يصبح شخصية قلقة ومضطربة وقد يلجأ للسرقة، ثم يقوم بالتخلص من الشيء الذي سرقه، حيث ينتابه شعور بالقلق والذنب تجاه فعلته. و تؤكد د. الهام أن الإحساس بالحرمان قد يكون دافعاً كبيراً لدى الطفل مثل سرقة بعض الألعاب من أصدقائه لكونه يتمنى أن تصير ملكه أو بعض النقود لقضاء حاجاته وشراء ما يتمناه. وتطرح د. الهام الصابر، بعض الحلول لمعالجة السرقة عند الأطفال وأهمها توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة للطفل بقدر الإمكان وعدم إشراك الطفل في وسط اجتماعي، المدرسة أو النادي، أعلى منه اجتماعياً. وتوفر القدوة الحسنة من قبل الأهل حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه فلا يعني شيئأ أن أنهى الطفل عن السرقة أو الكذب وأنا أمارسهما أمام عينيه. وعدم تعنيف الطفل أمام الغرباء ومناداته بكلمة "لص"، حيث إن هذه الطريقة تؤدي إلى إيذاء مشاعر الطفل وجعله يصر على فعلته هذه. وأخيراً ضرب أمثلة من خلال القصص عن مساوئ السرقة وعواقبها الوخيمة في مقابل أن الشخص الأمين يحظى بحب واحترام الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©