الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مراقبة مصادر التمويل.. أداة ناجعة لمحاربة الإرهاب

6 أكتوبر 2014 00:05
وفقاً لتقارير أميركية رسمية نشرت عام 2008، تم توصيف «السبيعي» على أنه «ممول وناشط إرهابي قطري قدم الدعم المالي إلى قادة تنظيم القاعدة». . اعتقل «خليفة محمد تركي السبيعي»، الذي سبق له أن لعب دور العقل المدبّر لتمويل هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما اكتشفت الوكالات الاستخباراتية أنه استعاد نشاطه في تحويل الأموال للجماعات الإرهابية، وذلك بعد أن أفرجت عنه السلطات القطرية. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة «ديلي تلجراف» مؤخراً. هذا المواطن القطري الذي سبق له أن أمّن الدعم المادي للإرهابي «خالد شيخ محمد»، دخل السجن عام 2008، إلا أن السلطات القطرية أخلت سبيله بعد ستة أشهر فقط. وهو متهم الآن بتمويل الجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا والعراق. وهناك وثائق كشفت عنها وزارة الخزانة الأميركية، تشير إلى وجود علاقة ارتباط بين «السبيعي» وإرهابي خطير آخر متهم بتمويل «القاعدة» ومتخصص في تفخيخ الطائرات المدنية باستخدام مواد متفجرة محشوة في أنابيب معاجين تنظيف الأسنان. وتمكنت القوات الأميركية من إحباط خطة التمويل خلال ضربة جوية على مركز قيادة التنظيم في سوريا قبل نحو أسبوع. وتكرّس هذه القضية القلق المتزايد من فشل الحكومة القطرية في تفكيك شبكة تمويل الإرهاب التي تنشط داخل الدولة. ومن المعروف أن قطر نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في إقامة علاقات تعاون وثيقة مع بريطانيا. واستثمرت مليارات الجنيهات الإسترلينية في المملكة المتحدة، بما فيها شراء محال «هارودز» الشهيرة، وبناء برج «شارد» الذي يعدّ أعلى مبنى في أوروبا. كما أن هذه الدولة الغنية أثارت جدلاً واسعاً فيما يتعلق بظروف وملابسات فوزها بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وتعززت الآن الشكوك حول وجود علاقة تواطؤ بين قطر والإرهاب العالمي، وإمكان فرض عقوبات عليها لو فشلت في التعاطي مع هذه القضية الخطيرة. وحذّر السير «مالكولم ريفكيند» رئيس لجنة المخابرات والأمن العام في مجلس «العموم» البريطاني، من أن على دولة قطر أن تختار بين أصدقائها وبين معاناة العيش في ظل العواقب والتداعيات التي ستنجم عن سلوكها. وقال البروفيسور «أنتوني جليز» مدير مركز جامعة باكنجهام لدراسات الأمن الوطني والاستخبارات: «لقد حان الوقت للتدقيق والتمحيص في خطوط التمويل القادمة من دول الخليج إلى المملكة المتحدة. وبات من المعلوم تماماً أن العثور على الإرهابيين يقتضي منك تتبع الأموال التي يتبادلونها. والآن، يبدو لنا أنها تأتي من قطر». وجاء في تقرير جديد ينتظر نشره الشهر المقبل من طرف المصالح الأمنية في الولايات المتحدة يفيد بأنها تمكنت من اكتشاف 20 قطرياً من كبار الممولين والداعمين للإرهاب. تم تصنيف عشرة منهم بالفعل كإرهابيين ضمن القائمة السوداء الرسمية للولايات المتحدة والأمم المتحدة. ومن بينهم، «السبيعي» الذي بلغ عامه التاسع والأربعين، والموظف في البنك المركزي القطري. وتم إدراجه في اللائحة السوداء منذ عام 2008، إلا أنه ما زال عضواً نشيطاً في الشبكات الإرهابية بعد خروجه من السجن. ووفقاً لتقارير أميركية رسمية نشرت عام 2008، تم توصيف «السبيعي» على أنه «ممول وناشط إرهابي قطري قدم الدعم المالي إلى قادة تنظيم القاعدة، وعمل مع خالد شيخ محمد قبل اعتقاله في شهر مارس 2003». ووصف «خالد شيخ محمد» بأنه «المهندس الأساسي لهجمات 11 سبتمبر 2011»، وهو الآن سجين في خليج جوانتانامو. وكان يعيش طليقاً في قطر سنوات عدة من عقد التسعينيات على الرغم من أنه كان مطلوباً من طرف السلطات الأمنية في الولايات المتحدة بسبب مخالفاته المتكررة للقوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب. واتهمت السلطات الأميركية «السبيعي» بأنه قدم «دعماً مالياً لقيادة تنظيم القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية، وعمل مع نشطاء القاعدة على تجنيد متطرفين في التنظيم وإلحاقهم بمعسكرات التدريب، والعمل على إنشاء قنوات اتصال بين التنظيم وأطراف ثالثة في منطقة الشرق الأوسط». ودانت محكمة بحرينية «السبيعي» غيابياً بتهم متعددة مثل «تمويل الإرهاب، وممارسة أعمال التدريب على الإرهاب، وتسهيل سفر الإرهابيين إلى خارج بلدانهم لتلقي التدريبات، والعضوية في منظمة إرهابية». وبعد ذلك بشهرين، وبالضبط في شهر مارس 2008، تم اعتقاله في قطر وسجن بناءً على هذه الجرائم. وأثارت برقية دبلوماسية أرسلت في مايو 2008 خلافاً حاداً بين الوكالات الاستخباراتية القطرية والرجل القوي في قطر الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء «حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني» فيما يتعلق بمعالجة قضية «السبيعي». وجاء الإفراج عن السبيعي بعد ستة أشهر أي في شهر سبتمبر 2009، ولكنه أضيف إلى قائمة الأمم المتحدة للأشخاص المعرضين للعقوبات بسبب ارتباطهم بالإرهاب بمجرد إطلاق سراحه. والآن، تشير آخر الوثائق التي كشفت عنها وزارة الخزانة الأميركية إلى أن «السبيعي» تابع عمله المتعلق بتمويل النشاطات الإرهابية. كما كشفت تلك الوثائق التي نشرت آخر شهر سبتمبر الماضي عن أن «السبيعي» يتواصل مع إرهابيين جديدين أردنيين إلا أنهما يحملان هويات شخصية قطرية. يدعى أحدهما «أشرف محمد يوسف عثمان عبد السلام»، وهو الذي يقاتل في سوريا منذ بداية العام الجاري ويعتقد أنه ساعد «السبيعي» على نقل مئات الألوف من الدولارات إلى قيادة تنظيم «القاعدة» في باكستان. كما وصف عبد السلام من طرف المخابرات الأميركية بأنه الداعم المالي الأكبر لتنظيم «القاعدة في العراق» و«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» في سوريا. وكشفت الوثائق أيضاً عن أن «السبيعي» على علاقة وطيدة بالمدعو «عبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام» الذي يعرف أيضاً باسمه الحركي «عمر القطري». وجاء في الوثائق أن «عمر القطري» أرسل عام 2011 عشرات الآلاف من الدولارات إلى «محسن الفضلي» قائد «تنظيم خراسان» في سوريا التابع لتنظيم «القاعدة». ويسود الاعتقاد بأن الفضلي هو الذي ابتدع فكرة استخدام الحشوات المتفجرة داخل أنابيب معجون الأسنان لتفجير طائرات الركاب الأوروبية والأميركية، ويعتقد أنه قتل في غارة جوية أميركية على أحد معاقل التنظيم في ريف حلب أواخر الشهر الماضي. واستناداً لهذه الوثائق المنشورة حديثاً، فإن «عمر القطري» قام بتحويل عشرات الآلاف من العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» إلى قادة تنظيم «القاعدة» عن طريق الإنترنت بالتعاون مع «السبيعي». وأصبح «القطري» الآن نزيل أحد السجون اللبنانية بعد القبض عليه عام 2012 عندما كان يهمّ بالصعود إلى طائرة قطرية توشك على الإقلاع وكان يحمل آلاف الدولارات. عن صحيفة «ديلي تلجراف»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©