الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من دقَّ الباب ياه اليِواب

24 فبراير 2008 00:24
دخلت البارحة إلى مجلس جدي، ألقيت السلام عليه وضيفه الذي يجالسه وملامح الضيق تبدو على وجهه، فقال جدي كمن يريد أن يختم السالفة بينه وضيفه ''تراك انت الغلطان واللي يدقَّ الباب يّيه اليواب''! بمجرد خروج الضيف من المجلس، اقتربت من جدي لأسأله إن كان ما قاله للرجل هو مثل شعبي محلي؟ بخاصة وأنني أسمع ذات المثل بمفردات متشابهة ومن عدة بلدان عربية أخرى· قال جدي ''بداية فلتعلم أن المثل يعني: ان من يفاتح الناس بما يغيظهم ويغضبهم، سيسمعونه ما يغيظه ويغضبه، كمن يدق باب دار قوم إن أتاهم خيراً فبالخير يجازونه، وإن شراً فبالشر يردونه· ويضرب لتنبيه الناس إلى ضرورة التكلم بود ولطف واحترام مع بعضهم البعض، لأنه كما تُعامِل الآخرين سيعاملونك''· شكرت جدي على نصيحته الثمينة، وأخبرته أن معنى المثل لم يفتني، إنما أرغب بمعرفة المزيد عنه وعن قائله والزمن الذي قيل به، كعادته دائماً حين يرمسني عن أي مثل، فقال: ''لست أدّعي يا ولِدي أنني أعرف قائله، لكن إذا حللنا مفردات المثل نجد أن الناس تناقلته شفاهاً، لأن العرب في صحاريهم لم يعرفوا الأبواب! بل كانوا يسمّون بوابة الخيمة ''الشق'' وفي بلادنا هنا يسمونها ''الدروازة''، لذا يبدو أن المثل وصل إلى المنطقة عن طريق الحجاج العرب الذين يقصدون مكة والمدينة المنورة، فهو معروف فيها وفي بلاد الشام والرافدين ومصر واليمن، وإن بمفردات مختلفة، فيقولون ''كل من يدق الباب يسمع الجواب'' حيث كانت لبيوتهم بوابات حديدية وخشبية تسمى ''أبواب''· أضاف لي جدي في ختام رمسته معلومة مهمة، حين قال لي ''لقد وردت في قصائد الحكمة والنصيحة منذ مئات السنوات، العديد من الأبيات التي ضمّنها الشعراء معنى هذا المثل''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©