الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألعاب الفيديو العنيفة تفرز شخصية عدوانية

ألعاب الفيديو العنيفة تفرز شخصية عدوانية
24 فبراير 2008 00:25
قدمت دراسة أميركية حديثة دلائل جديدة على التأثير السلبي لألعاب الفيديو العنيفة على سلوك الأطفال والمراهقين· وذكر موقع msnbc.com ، أن الدراسة أجراها فريق متخصص من علماء وخبراء علم النفس في جامعة ولاية يُوا الأميركية، يتكون من الدكتور كريغ اندرسون، أستاذ علم النفس بالجامعة، والأستاذ المساعد الدكتور دوغلاس جينتايل، وطالبة الدراسات العليا كاثرين باكلي، حيث قام كل منهم بدراسة منفصلة، ونشرت النتائج في كتابهم الموسوم بـ ''تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على الأطفال والمراهقين''· ويعد هذا الكتاب الأول من نوعه الذي يجمع ويوحد بين عدد من البحوث العلمية والتجريبية، وبين السياسة العامة ذات الصلة بموضوع عنف ألعاب الفيديو· وتوصلت نتائج الدراسة الأولى الى أن مجرد التعرض لألعاب الفيديو العنيفة الكرتونية، أي المُصَمّمة على هيئة الرسوم المتحركة للأطفال الصغار، يترك تأثيرا قصير المدى على تزايد السلوك العدواني، يشابه التأثير الذي تتركه ألعاب الفيديو العنيفة المخصصة للمراهقين· وكانت الدراسة قد ركزت على تأثير هذه الألعاب على مجموعة من المراهقين (من 12 إلى 19 سنة)، وعلى مجموعة ثانية تتكون من (354) طالبا جامعيا· وكان على جميع من شملتهم الدراسة المشاركة عشوائيا في لعب إما لعبة فيديو عنيفة أو غير عنيفة· وتم تعريف الألعاب ''العنيفة'' بأنها تلك التي تسبب ضررا مقصودا للشخصية التي تملك دافعا قويا لتجنب الضرر· هذا التعريف الذي قدمته الدراسة الأولى لم يكن مؤشرا على الطبيعة الدموية أو الجرافيكية لأي عنف يُذكر في اللعبة· وكان الباحثون قد قاموا باختيار لعبة فيديو غير عنيفة مخصصة للأطفال، ولعبتين عنيفتين بألحان موسيقية تعبر عن السعادة، وبشخصيات كرتونية، علاوة على لعبتين عنيفتين مخصصتين للمراهقين· وبالمقابل، قام جميع من شملتهم الدراسة بالاستمتاع بلعبة مصممة لقياس نسبة السلوك العدواني· هذا بالإضافة إلى جمع معلومات مسبقا عن تاريخ كل المشاركين ذي الصلة بالسلوك العدواني، وعن عادات سابقة ذات صلة بمتابعة ومشاهدة وسائل الإعلام ''العنيفة''· وخلصت الدراسة إلى المشاركين الذين لعبوا الألعاب العنيفة، حتى وإن كانت ألعاب فيديو مخصصة للأطفال، عاقبوا خصومهم بغضب وصراخ أعلى مقارنة ممن لعبوا الألعاب غير العنيفة· وأن التعرض المستمر لوسائل الإعلام العنيفة كان عاملا مرتبطا بشدة بالمستويات المرتفعة من معدلات السلوك العدواني الحالية· من جهة أخرى كشفت الدراسة أن مستويات السلوك العدواني تكون أعلى بكثير في حال التعرض لألعاب الفيديو العنيفة، عنها في حال التعرض لعنف وسائل الإعلام التي لا تتطلب تفاعلا، كما في المسلسلات التلفزيونية، والأفلام السينمائية ''العنيفة''· و علق البروفيسور ''جينتال'' على هذه النتائج، بقوله: ''ألعاب الفيديو العنيفة المخصصة للأطفال، والتي لا تراق فيها قطرة دم، تملك تأثيرا سلبيا على سلوك الأطفال والمراهقين وطلاب المراحل الجامعية، مُشابها لتأثير ألعاب الفيديو العنيفة الجرافيكية المخصصة لطلاب الجامعات''· وأوضحت الدراسة الثانية في الكتاب، والتي شملت آراء مجموعة من طلاب مدارس الثانوية العامة، أن الردود التي تعكس ''سلوك العنف'' جاءت من طلاب يشاركون كثيرا في ألعاب الفيديو العنيفة، وأنهم يملكون شخصية عدائية، وغير متسامحة· وقد تم كذلك دراسة حجم التعرض لألعاب الفيديو، والمسلسلات التلفزيونية والأعمال السينمائية العنيفة، ورأي الطلاب في العنف، والاعتقادات التي ترى أن العنف ليس سوى أمر عادي لا داعي لإثارة كل تلك المخاوف حوله· وتفاجأ الباحثون من العلاقة الوثيقة التي ربطت بين ألعاب الفيديو العنيفة، وبين كل تلك السلوكيات والاعتقادات العنيفة في نفوس الطلاب· وأشار البروفيسور ''أندرسون'' الى ذلك، بقوله: لقد فاجأتنا النتيجة التي توصلنا إليها، والتي تقضي بأن التعرض لألعاب الفيديو العنيفة كان العامل والمسبب الرئيسي الأقوى لسلوك الطلاب العنيف، عِوضا عن جنس الطلاب، أو آرائهم عن العنف''· واستطرد: بالرغم من أن جنس الشخصية العدائية، ورأيها في العنف يُعَدّان من العوامل التي تجعلنا نتوقع السلوك العدائي العنيف، إلا أن لعبة فيديو عنيفة لا تزال تحدث فرقا إضافيا أقوى· كما فوجئنا بعدم وجود فرق يذكر في ما يتعلق بتأثير ألعاب الفيديو العنيفة على كل من الشاب والفتاة، أو على المراهقين ممن يتصفون أساسا بالعدائية والعدوانية''· أما الدراسة الثالثة التي تضمنتها دفتا الكتاب، فقد ركزت على متابعة حوالي 430 طالبا في المرحلة الثالثة والرابعة والخامسة الابتدائية، وقرنائهم في المدرسة وأساتذتهم لمدة خمسة أشهر خلال سنة دراسية· وتوصلت الى أن ''الأطفال ممن تعرضوا لنسبة أكبر من ألعاب الفيديو العنيفة في بداية العام الدراسي، تغيرت نظرتهم فأصبحوا يرون العالم من زاوية عدائية، وأصبحوا أكثر عدائية وعدوانية من الناحية الجسدية والفعلية في أشهر العام الدراسي اللاحقة· وقد تم تسجيل معدلات عدائية أعلى، وسلوك اجتماعي أضعف لدى أولئك الطلاب بسبب رفض قرنائهم لهم· وعلق ''جينتايل'' موضحا: لقد ذُعِرْتُ حين اكتشفنا تلك التغييرات التي طرأت على الطلاب في فترة وجيزة، فقد ازدادت عدائية الأطفال في المدرسة كلما تعرضوا أكثر لألعاب الفيديو العنيفة· وكان هذا التأثير كبيرا وواضحا بما يكفي ليلاحظه الأساتذة والمعلمون وأصدقاء أولئك الطلاب في غضون خمسة أشهر فقط''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©