الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أفلام ترصد قصصاً مستوحاة من واقع الحياة اليومية

أفلام ترصد قصصاً مستوحاة من واقع الحياة اليومية
15 ديسمبر 2010 22:30
يشهد مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة التي تستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري المزيد من العروض ضمن تظاهراته المتنوعة، وقد شهد يوم أمس عرض مجموعة من الأفلام الهندية والأفريقية والعربية التي تقدم صورا ومناخات مختلفة. فقد شهد يوم أمس عرض مجموعة من الأفلام الهندية والجنوب أفريقية التي تروي قصصاً مستوحاة من واقع الحياة اليومية. حيث قدم المخرج خالو ماتابانه في فيلمه “حالة عنف”، دراما قوية تدور أحداثها في جنوب أفريقيا الحديثة وتحديداً في المناطق المنسية التي يسودها الغضب والعنف، وتروي قصة نجم صاعد من نخبة رجال الأعمال السود. يعود بوبدي إلى البيت مساء الاحتفال بترقيته إلى منصب الرئيس التنفيذي لشركة تعدين ضخمة، ليجد أن هناك من اقتحم بيته. ويقع صراع مع الدخيل وتقع زوجته قتيلة أمام عينيه. ويتضح لدى المشاهد مباشرة أن ثمة أبعاداً أخرى للمأساة، وعندما يقرر بوبدي إزاء إحباطه من تحريات الشرطة أن يحقق العدالة بيده، نتعرف أكثر إلى ماضيه ونكتشف أسراراً مدهشة. ومن العراق عرض الفيلم “ماندو” للمخرج إبراهيم سعيدي، الذي يقدم قصة عائلة مزق النزاع على الأرض والسلطة أوصالها. ويتابع الفيلم الفتاة الكردية شيلان، التي هاجرت عندما كانت طفلة مع أبويها إلى السويد، مخلفة وراءها بقايا عائلة، وحياة يسو دها القلق والاضطراب في عراق صدام. وقد مرت 20 سنة عليها وهي طبيبة ناجحة في السويد، لكنها تشتاق للتواصل مع جذورها العائلية. ويشجعها سقوط عهد صدام حسين على تقصي أخبار عمها، فتقرر العودة إلى الوطن، لكن بعد فترة قصيرة من وصولها إلى العراق ولقائها بالعائلة، يصاب العم بجلطة. وتعجز شيلان عن أن تدير ظهرها للعائلة المفجوعة ومقاومة العواطف الجياشة، وتقرر خوض رحلة محفوفة بالمخاطر مع العائلة إلى كردستان الإيرانية تلبيةً لأمنية العجوز الأخيرة وهو على فراش الموت. أما الفيلم الهندي “ضجيج”، للمخرجين راج نيديمورو وريشنا دي كي، فتدور أحداثه حول قصة معاصرة تحكي بأسلوب مبتكر عن الطاقة الفوارة والفوضى العارمة والصخب الذي يبعث على الصمم في مومباي، إذ نغوص مع هذه الدراما الكوميدية القاتمة إلى عمق المدينة أثناء مهرجان “غانيشا” الذي يجعلها في حالة أشبه بالجنون من فرط النشاط. ونركز من بين كل هذه الجموع الغفيرة من البشر على ثلاث قصص متباينة. ومن العروض والمشاهدات المميزة في تظاهرة “المهر العربي”، عرضان أردني ومغربي، فقد عرض المخرج الأردني محمد الحشكي فيلمه الروائي الأول “مدن ترانزيت” الذي تقوم ببطولته بجدارة الفنانة صبا مبارك، في دور امرأة أردنية تزوجت وهاجرت إلى أميركا وأمضت أربعة عشر عاماً، ثم طلقت وعادت إلى عمان، لتكتشف مدى التحولات الهائلة التي جرت في غيابها، على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وحجم الخراب الذي أصاب المجتمع، خصوصاً عائلتها، وبصورة أشد خصوصية في ما يتعلق بوالدها (قام بالدور الفنان القدير محمد القباني) الذي يرفضها ويبدو منكسراً ومهزوماً، بعد أن كان ذلك المثقف المناضل المتمرد، فتبدأ صدمتها وصراعها مع المحيط، متمردة وساخطة من كل ما تواجهه، وخصوصا ما يتعلق بمظاهر التدين الشكلية، نتيجة الشعور بالغربة عن المجتمع الذي عاشت فيه، ثم عادت ولم تتعرف على أقرب الناس إليها، بمن فيهم واحد من أقرب الأصدقاء إليها. ويشتغل المخرج هنا بصورة أساسية على بناء شخصية الممثلة- البطلة، فيقع في قدر من المبالغة على مستوى تشخيص رغبتها في التحرر ضمن مجتمع ما يزال محافظا وتقليديا، رغم كل التحولات التي جرت فيه، فهي ليست سوى تغييرات في الشكل، وعلى مستوى الانفتاح الخارجي الذي لا يطال أعماق المجتمع والناس الذين بدوا مستسلمين وخانعين. لكن المخرج يعمل بجد على التقاط أبرز الهموم والمشكلات التي يعاني منها المجتمع الأردني، ويخوض معركة صعبة مع المجتمع، كما أنه يقدم تجربة ناجحة على مستوى العناصر الفنية المتعلقة بالتمثيل والإضاءة والمؤثرات الصوتية والعلاقة مع المكان. ويمكن اعتبار فيلمه هذا الأكثر أهمية في الأفلام الروائية الأردنية الطويلة. أما فيلم “ماجد” للمخرج المغربي نسيم عباسي، فيطرح قصة طفل يعيش مع شقيقه، ويحاول كل منهما ترتيب شؤون حياته، فيقوم ماجد ببيع أشياء مختلفة، ويبدأ ببيع الكتب أمام المسجد، حيث يقوم إمام المسجد بضربه وطرده لأنه لم يؤد الصلاة، كما يتعرض للصفع من سائق متهور، ويبدأ يستعيد ذكرياته مع والده ووالدته، في مشاهد حميمة تجمعه بشقيقه وببعض الأطفال الذين يبيعون السجائر وأشياء متنوعة، لكنه يمثل صورة للطفل المتشرد المنبوذ. ويقدمه المخرج بصورة شقي متمرد يواجه العالم بقوة وسخرية، ما يجعل من الفيلم علامة في السينما المغربية والعربية عموما.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©