دموع في أبوظبي وأفراح في البرازيل!

"لا أحد يمثل الوطن سوى المنتخب الذي يحمل اسمه، والأندية لا تمثل إلا نفسها، حتى في البطولات القارية والعالمية"، حقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء في الأوساط الكروية بأوروبا وأميركا اللاتينية، فلا أحد يمكنه مطالبة جماهير الريال بأن تشارك أنصار البارسا فرحتهم بالفوز بدوري أبطال أوروبا، ولا أحد يمكنه أن يلوم عشاق الفريق الكتالوني، حينما ينفجرون فرحاً بعد أي هزيمة يتلقاها النادي الملكي في "الشامبيونزليج"، وبالطريقة ذاتها وعملاً بنفس المبدأ خرجت مظاهرات الفرح في بورتو أليجري بالبرازيل عقب الهزيمة المذلة لفريق إنترناسيونال البرازيلي على يد مازيمبي الكونغولي في نصف نهائي مونديال الأندية بأبوظبي، وانطلقت الهتافات من حناجر جماهير نادي جريميو البرازيلي "العدو الكروي التقليدي لإنترناسيونال". وبناء على ما تناقلته الصحف البرازيلية لم تحدث مصادمات بين جماهير الناديين في بورتو أليجري، فقد انسحب الآلاف من عشاق إنترناسيونال في هدوء وهم يشعرون بالصدمة التي لم يتوقعها أكثرهم تشاؤماً، وعلى الجانب الآخر لم يتوقع الآلاف من جماهير جريميو أن تأتيهم الفرصة على طبق من ذهب، وهو ماجعلهم يحتفلون طويلاً بضياع حلم منافسهم التقليدي في معانقة لقب مونديال الأندية للمرة الثانية في تاريخه، والمثير في الأمر أن فرحة جماهير جريميو قادتهم إلى الهتاف طويلاً باسم فريق مازيمبي، وكان الهتاف الموحد"عاش مازيمبي.. عاش مازيمبي"، وعلى وقع الألحان الموسيقية التي عزفتها فرقة متخصصة في تشجيع النادي البرازيلي انطلقت الألعاب النارية في السماء في مشهد احتفالي بدا وكأنه يحدث في إطار فوز جريميو بلقب مونديال الأندية أو الدوري البرازيلي مثلاً. مشهد "الشماتة" يعيد إلى الأذهان المشاهد بعينها التي حدثت في "لا بلاتا" بالأرجنتين في الفترة ذاتها من العام الماضي، فقد انفجرت مظاهرات الفرح في شوارع المدينة الأرجنتينية بواسطة جماهير خيمناسيا المنافس التقليدي لنادي استوديانتس حينما تلقى الهزيمة على يد البارسا في نهائي مونديال الأندية في نسخته الماضية بأبوظبي، وحدثت مصادمات بين جماهير الناديين أسفرت عن إصابات وحملة اعتقالات لتهدئة الأوضاع. وكانت هزيمة إنترناسيونال الصاعقة على يد مازيمبي الكونغولي مساء الثلاثاء قد تسببت في صدمة الآلاف من عشاق الفريق البرازيلي الذين زحفوا خلفه، وقطعوا آلاف الأميال.