الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل الحر يفجّر طاقات النساء

العمل الحر يفجّر طاقات النساء
24 فبراير 2008 00:29
سواء كانت الهواية أو الحاجة (مادية أو معنوية) هي السبب في اقتحام المرأة لسوق العمل الحر، فالنتيجة في الحالتين إيجابية ومبشرة لأنها تقود في النهاية إلى تحقيق مساهمة المرأة في التنمية المجتمعية· وإذا ما وضعنا في الحسبان أن ''الأمور بخواتيمها'' فإننا أمام مجموعة من التجارب النسوية التي أصرت على تحقيق الذات، والتعبير عن الطاقات الدفينة في الأعماق، وكافحت من أجل الهدف، وكلها أمور تحسب لهن· صور عديدة، وتجارب متباينة يمكن أن يلتقي بها المرء هنا وهناك، نلقي عليها الضوء في هذا التحقيق· ''هوا'' الدار بين ''الهوا'' والهواية تتحرك تجربة أم سيف، ولأن في لفظة ''الهوا'' والهواية شيئاً من ''الهوى'' قررت أن تطلق على مشروعها الصغير اسم ''هوا الدار''، تقول أم سيف عن تجربتها في سوق العمل الحر: ''أطلقت على مشروعي الصغير هذا الاسم لأنه الحلم الذي أصبح حقيقة، واستطعت من خلاله أن أفرغ طاقة إبداعية وأفكارا خلاقة ظلت حبيسة مؤسسة لم تمنحني فرصة إثبات جدارتي، وتنفيذ ما احمله من خطط ودراسات بقيت هي الأخرى رهينة الأدراج والعقول الجامدة التي تخاف من التطور· لهذا قررت أن أطوي صفحة الحياة المهنية التي لم أتمكن عبرها من تحقيق حلمي، واتجهت إلى عملي الخاص، واستطعت من خلاله أن أبني جسورا من العلاقات التجارية مع كبرى الشركات العالمية· ووجدت نفسي قد خطوت خطوات واسعة على الصعيد المهني والشخصي في وقت قصير من عمر مشروعي، وأثبت جدارتي ونجاحي رغم الصراع الذي يشهده سوق العمل الذي لا مكان فيه للضعيف· تفريغ الطاقات فيما أعربت أم جوري عن سعادتها بما تقدمه من عمل أتاح لها تفريغ طاقة ظلت مشحونة في ذهنها، وهواية أبت إلا أن ترى النور، وذلك بإقامة مشغل يعنى بتنفيذ تصميماتها التي حققت قبولا واسعا من النساء، مما جعلها تجتهد لتطوير أفكارها وتتبع آخر ما توصلت إليه عوالم الموضة· وعبر المشاركة في المناسبات النسائية المختلفة نسجت شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية، مؤكدة أن عملها هذا لم ينسها أسرتها التي توليها الاهتمام الأول، في سلم أعمالها· الهواية أيضاً كانت مدخل جويل بوجكلي إلى العمل الحر، تقول: جاء مشروعي نتاج هوايتي وعشقي لتصميم المجوهرات الذي وجدت له صدى طيباً لدى النساء الحالمات بالجمال· وأعتقد أن الإبداع ينبع من الإحساس بالجمال، لهذا أسير في حياتي وعملي وفق قواعد أساسية هي: الاستمرار في طريق الإبداع بتقوية الخيال والإحساس، وتوجيه المشاعر نحو الأهداف الجميلة، وتنمية الفكر وإثراء المخزون الثقافي بتتبع كل ما هو جديد، وتبسيط الحياة وعدم الانشغال كثيراً بهمومها التي تقتل بذور الإبداع، مع محاولة تقديم أفكار وأعمال جديدة باستمرار· تباريح الألم أما أم محمد، فوجدت خلاصها الحقيقي في العمل، تقول: بسبب الواقع الاجتماعي البائس اضطررت على مضض إلى قبول أبشع صور الخيانة التي لا تبارح ذهني إلى الآن، لكن حياتي تحولت إلى جحيم، وعانيت أشد صنوف العذاب النفسي والجسدي إلى حد أنني فقدت الأمل والرغبة في الحياة· لقد وجدت نفسي كسيرة ومجبرة على الخنوع رغبة في احتضان أبنائي تحت سقف واحد لكن ''للصبر حدود'' كما يقال، وقد نفد صبري فطلبت الانفصال· وكان هذا القرار الصعب نقطة الضوء التي خلصتني من الظلم والظلام وفتحت لي باباً للأمل من ناحية، لكنه حملني مسؤولية جسيمة هي إعالة الأسرة وسد احتياجاتها، ولم يكن أمامي سوى البحث عن الرزق، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أطرق باب العمل الحر، وفرض عليّ العمل ليل نهار لتحسين الوضع الاجتماعي وتحقيق الهدف الذي وضعته نصب عيني· وفي السياق نفسه، تأتي شهادة روزينا التي تؤكد أن واقع الحياة المعيشية الصعبة التي تعيشها بعض الأسر نتيجة الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء، دفع العديد من النسوة للبحث عن مشاريع تحقق لأسرهن مدخولا إضافيا، فالمرأة عموما تمتلك ذائقة فنية لا بأس بها يمكنها توظيفها بشكل يعود عليها بمردود مادي· والعمل بطبيعة الحال يشغل وقت المرأة ويكسبها دراية بالتطور الذي يشهده سوق العمل· وتذهب أمل الشافعي مشرفة الدورات الفنية في جمعية النهضة النسائية بدبي مذهباً آخر في فهمها لقيمة العمل في حياة المرأة، تقول: إن لعمل المرأة دورا هاما لا يقل أهمية عن عطائها في منزلها وتربية أبنائها، إضافة إلى تحولها من فرد مستهلك إلى منتج، ما يعني أنها ستنشر ثقافة الإنتاج في محيط أسرتها· ولا بد أن تسعى المرأة إلى تأهيل نفسها من خلال المشاركة في دورات تدريبية معينة تعمل على إكسابها مهنة أو حرفة تؤهلها لاقتحام سوق العمل بثقة أكبر· وهذا ما دفع العديد من النسوة إلى الالتحاق بالدورات التي تقدمها الجمعية، وهناك بالفعل عدد من المنتسبات للجمعية أصبحن نساء عاملات يساهمن في دفع عجلة التنمية من خلال تواجدهن في سوق العمل· وتؤكد الشافعي أن عامل الثقة هو مفتاح العبور إلى النجاح، وهو الأمر الذي ينبغي أن يضعه أي شخص في اعتباره عندما يقرر الشروع في أي عمل·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©