الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجنيه المصري يهبط إلى مستوى قياسي جديد

الجنيه المصري يهبط إلى مستوى قياسي جديد
2 يناير 2013 22:52
القاهرة (رويترز) - هبط الجنيه المصري إلى مستوى قياسي جديد وارتفعت تكلفة التأمين على الديون أمس رغم الإجراءات الجديدة التي اتخذها البنك المركزي للإبطاء من تراجع العملة واستنزاف احتياطياته من النقد الأجنبي. ودخل الاقتصاد في أزمة بعد الإطاحة بحسني مبارك في 2011 لكن موجة جديدة من الاضطراب السياسي في الشهر الماضي دفعت مصريين لتحويل ما لديهم من جنيهات مصرية إلى دولارات أميركية. وقال وزير المالية المصري ممتاز السعيد أمس إنه يتوقع أن تستقر العملة قريبا بينما قال مصدر مصرفي إن البنك المركزي قلص نطاق تداول العملة في سوق بين البنوك في محاولة أخرى لإبطاء وتيرة استنزاف الاحتياطي بالعملة الأجنبية. وهبط الجنيه إلى نحو 6,390 جنيه مقابل الدولار في سوق التعاملات بين البنوك. وجرى تداوله عند حوالي 6,185 جنيه مقابل الدولار قبل أن يدخل البنك المركزي نظام عطاءات وقيود إدارية يوم الأحد لإبطاء تراجع العملة. وأظهرت بيانات مؤسسة ماركت أن تكلفة تأمين الديون المصرية لأجل خمس سنوات قفزت 27 نقطة أساس عن إقفالها السابق إلى 515 نقطة أساس مسجلة أعلى مستوى لها في أربعة أشهر ونصف الشهر. وقال الوزير ممتاز السعيد في مقابلة تلفزيونية “أنا أتوقع في خلال شهر أو شهر ونصف الأمور سوف تستقر تماما. “لن أقول إننا سنرجع إلى الستة جنيهات -وهذا أمر محتمل- لكن لن نصل إلى السبعة جنيهات”. لكن بعض الخبراء الاقتصاديين يقولون إن هذا هدف طموح. ويتوقع نيل شيرنج الخبير الاقتصادي لدى كابيتال إيكونومكس أن يصل سعر صرف العملة المصرية إلى سبعة جنيهات مقابل الدولار بنهاية 2013. وقال شيرنج “ما يهم المستثمرين هو كيفية وصول الجنيه إلى هذا المستوى وما إذا كان البنك المركزي سيديره بطريقة شفافة أم سيكون هناك هبوط فوضوي”. البنك المركزي وقال المصدر المصرفي إن البنك المركزي قلص نطاق تداول العملة بين البنوك إلى زائد أو ناقص 0,5? من النطاق السابق وهو 1%. كما باع البنك 75 مليون دولار للبنوك في عطاء للعملة الصعبة اليوم هو الثالث من نوعه منذ أن بدأ العمل بهذا النظام الجديد وبلغ أقل سعر مقبول للدولار 6,3510 جنيه. وأغلقت البنوك أمس الأول في عطلة بمناسبة العام الجديد. وهبطت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي بحدة ويقول خبراء اقتصاديون إن البلاد لا تستطيع تحمل الاستمرار في طرح عطاء يومي بقيمة 75 مليون دولار لأجل غير سمى. وفي نوفمبر انخفضت احتياطيات النقد الأجنبي 448 مليون دولار إلى 15 مليار دولار وهو ما يغطي تقريبا تكلفة الواردات لثلاثة أشهر. وقال البنك المركزي يوم السبت إن الاحتياطيات تراجعت إلى مستوى حرج. ومن المنتظر إعلان أرقام الاحتياطات لنهاية ديسمبر في الأسبوع الأول من يناير. وكان قال صندوق النقد الدولي إنه يرحب بالخطوات التي اتخذتها مصر لوقف نزيف احتياطياتها من النقد الأجنبي والتي أدت لانخفاض الجنيه المصري لمستوى قياسي. وقالت متحدثة باسم الصندوق “نرحب بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري لضمان بقاء الاحتياطيات الأجنبية عند مستوى يدعم تجارته الدولية والمدفوعات”. وأضافت “فريق الصندوق على اتصال وثيق بالسلطات المصرية ومازلنا ملتزمين بقوة بدعم مصر.” وفرضت مصر التي أنفقت أكثر من 20 مليار دولار خلال العامين الماضيين لحماية الجنيه نظاما جديدا للعملة يوم السبت يشمل عطاءات دورية للعملة الأجنبية. وهبط الجنيه لمستوى قياسي في مزادين أقيما الأحد والإثنين فيما تبدو محاولة لخفض قيمة العملة بصورة منظمة. وموافقة صندوق النقد مهمة لأن مصر تأمل في الحصول على قرض بقيمة 4,8 مليار دولار من الصندوق. وحصلت مصر بالفعل على موافقة مبدئية على القرض في نوفمبر لكنها أجلت طلب الحصول على الموافقة النهائية إلى يناير لإتاحة مزيد من الوقت لشرح حزمة إجراءات تقشفية للمواطنين. وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قال أمس الأول إن الفترة المقبلة ستشهد استقرارا سياسيا واقتصاديا يؤدي لتحسن الجنيه أمام الدولار بعد أن هبط هذا الأسبوع إلى أدنى مستوى على الإطلاق. شركات أغذية من ناحية أخرى، قال مستثمر سعودي انه استحوذ على حصص في ثلاث شركات أغذية مقيدة في البورصة المصرية خلال الفترة من مايو 2011 وحتى نهاية 2012 مقابل 30 مليون جنيه (4,7 مليون دولار). وأضاف نواف بن دايل في مقابلة مع رويترز إن التوقيت الذي ضخ فيه استثمارات بالسوق المصري “هو الأنسب للاستثمار من وجهة نظري. أسعار الأسهم كانت مغرية للشراء. قطاع الأغذية المصري به فرص قوية للاستثمار والنمو خلال الفترة المقبلة”. واستحوذ بن دايل على 15? من شركة المصرية للدواجن و10? من شركة الشرقية الوطنية للأمن الغذائي و5? من شركة المنصورة للدواجن. وأغلقت أسهم المصرية للدواجن الخميس الماضي عند 2,38 جنيه بانخفاض 4,3? والمنصورة للدواجن عند 16,26 جنيه بانخفاض 4,8? والشرقية الوطنية عند 5,59 جنيه بانخفاض 3,8 بالمئة. وقالت البورصة المصرية في بيان صحفي هذا الاسبوع إن ربحية الشركات المدرجة بها مازالت الأعلى بكل الأسواق الناشئة وذلك رغم عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تمر به البلاد. وأضافت البورصة “معدل العائد على الكوبون للسوق المصري 8,3? مقارنة بنحو 2.6 بالمئة للأسواق الناشئة و3,2? افريقيا والشرق الأوسط وفقا لمؤسسة ستاندرد اند بورز”. وفي ديسمبر قال المستثمر الشهير مارك موبيوس الخبير في الأسواق الناشئة إنه متمسك بما في حوزته من أسهم مصرية ويتطلع لشراء المزيد رغم الأزمة السياسية في البلاد. وقال بن دايل في لقائه مع رويترز في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة “لن يحدث في مصر أسوأ مما حدث.” وتعيش مصر حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي منذ الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011. وحقق المؤشر المصري مكاسب قدرها 51? في 2012 مما يجعله من أفضل مؤشرات أسواق الأسهم أداء في العالم. وقال بن دايل “أنوي الاستثمار طويل الأجل بالشركات التي استحوذت فيها على حصص. كل شركة بها نقاط قوة وضعف. سأتواصل مع مسؤولي الشركات للعمل على إعادة هيكلة الشركات وزيادة نسب الربحية بها”. وأردف بن دايل وهو من عائلة سعودية معروفة بالاستثمار العقاري والغذائي “إذا حدث نزول آخر في أسعار الاسهم المصرية أو تغيير في سعر الصرف قد أضيف استثمارات اخرى في الشركات الثلاث”. وهبط الجنيه المصري إلى مستوى قياسي يوم الإثنين حيث لمح الرئيس المصري إلى أن حكومته ستسمح للعملة بالانخفاض ببطء لعدة أيام أخرى لوقف نزيف الاحتياطيات الأجنبية الذي يدفع الاقتصاد نحو الأزمة منذ سقوط مبارك. وردا على سؤال عن رؤيته لمستقبل القطاع الغذائي في مصر قال بن دايل “لا تنسى أنك لن تستطيع الاستغناء عن الغذاء. أنت في سوق به نحو 90 مليون مواطن وفي زيادة مستمرة. هذا القطاع لن يتراجع فإذا لم ينمو فسيكون مستقرا على الأقل.” ويصل عدد سكان مصر أكبر بلد عربي من حيث التعداد إلى 84 مليون نسمة يعيش 40? منهم في حدود خط الفقر ويعتمدون على الدعم الذي يؤثر سلبا على الوضع المالي للبلاد. ورفض بن دايل الخوض في أي تفاصيل عن حجم استثماراته المالية في السعودية أو المتوقع ضخها في السوق المصري خلال 2013 ولكنه أكد أن أحد أحلامه تكوين كيان واحد في مصر يضم شركات المصرية والمنصورة للدواجن والشرقية الوطنية للأمن الغذائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©