الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا الأزواج.. رومانسية حقيقية أم استقرار أسري مدفوع الثمن؟

هدايا الأزواج.. رومانسية حقيقية أم استقرار أسري مدفوع الثمن؟
6 أكتوبر 2014 20:59
الهدايا لها مفعول السحر على النساء، لكن الكثيرين من الرجال يغفلون هذه الحقيقة، ما يترك أثراً سلبياً على الحياة الزوجية، بينما البعض الآخر ماهر في تقديم الهدايا الزوجية بمناسبة، وحتى من دون مناسبة، حبا في زوجته، وربما لغرض في نفسه أو رغبة في الحصول على شيء ما، وهذا المسلك يحول الهدية إلى رشوة ويفقدها معناها الجميل ودورها في التأليف بين قلوب الزوجين، ومن هنا يتوجب على كثير من الرجال إدراك القيمة الحقيقية لما تمثله الهدية لدى الأنثى، وكيف تكون عاملا رئيسا من عوامل الاستقرار الأسري وسيادة روح المحبة بين الطرفين. إبراهيم جبور (37 سنة)، مدرب تربية بدنية، تزوج منذ 8 سنوات، وحينها لم يكن يعرف شيئاً عن أهمية الهدايا في تلطيف الأجواء الأسرية، كون بداية الحياة الزوجية كثيراً ما تشوبها مشكلات وتوترات لاختلاف طباع الزوجين وبيئتهما، وبناء على نصيحة أحد الأصدقاء بضرورة إحضار هدايا للزوجة كلما سمحت الظروف حتى لو لم تكن هناك مناسبة، قلت حدة المشكلات بشكل كبير بينه وبين زوجته، حيث كان يقوم بشراء أشياء بسيطة مثل قط ع الحلي المستخدمة كإكسسوار مصنوعة من خامات عادية وليست ثمينة، أو حقيبة يد وأحياناً وردة بسيطة، ومع متابعه هذا السلوك سارت حياته للأفضل، يؤكد جبور أنه كان يفعل ذلك حباً في زوجته وفي نجاح حياته الأسرية من دون غرض معين، وهو ما كان موضع تقدير من زوجته التي كانت تحرص في المناسبات التي تخصه مثل أعياد الميلاد أو غيرها، على تقديم هدايا جميلة تسعده وتجعله يشعر بأن هناك عالما آخر مليئاً بالرومانسية والأشياء الجميلة بعيداً عن ضغوط العمل والحياة الاعتيادية. لوم وغياب على الجانب الآخر، لا ينكر سامي محمود، يعمل مدير تسويق في إحدى المنشآت الطبية، أنه يضطر أحياناً إلى تقديم هدايا لزوجته ربما يراها في قرارة نفسه رشوة، حتى لا تلومه كثيراً بسبب غيابه المستمر عن المنزل نظرا لطبيعة عمله التي تضطره إلى الغياب ساعات طويلة عن المنزل يومياً تصل أحياناً إلى 12 ساعة، موضحاً أنه يعرف أن زوجته متضررة من هذا الغياب، ولكنه يفعل ذلك رغما عنه حتى يستطيع ان ينجح في حياته ويعيش في مستوى يليق بطموحاته والصورة التي يحب أن يرى نفسه وأهله عليها. والهدية التي يقدمها على بساطتها أحياناً وغلو سعرها أحيان أخرى توصل رسائل إلى زوجته بأنه يحبها ويقدرها ولكن ظروف العمل هي التي تمنعه من البقاء بجانبها خاصة وأنها مغتربة هي الأخرى بعيداً عن الأهل، وتبقى معظم أوقات اليوم بمفردها وأحياناً تتحدث مع أهلها على الإنترنت. ومن النساء تقول أميمة حامد، إن الهدية هي الهدية عند المرأة وأنها الآن وبعد مرور نحو 13 سنة على الزواج، تسعد إذا تذكرها زوجها باي هدية في المناسبات المختلفة، وتشعرها أنها لا زالت في قمة اهتماماته مثل الحال أيام الخطوبة، وتلفت إلى أن الزوج الذي يقوم بتقديم هدية لزوجته أيا كان دوافعه، هو محب لزوجته ويرغب في أن يجعلها تعيش حالة نفسية جيدة، ولولا هذا الحب ما فكر في الهدية من الأصل ولا بذل أي مجهود في محاولة لإرضائها. وتذكر سميرة الحوسني، أن رجال هذه الأيام أصبحت مصاعب الحياة وطموحهم العملي يشغلهم كثيراً، ولذلك ربما ينسى البعض منهم تقديم هدايا لزوجاتهم، ما يثير بعض الحساسيات بينهما أحياناً، وحين يكسر الزوج هذه القاعدة ويقدم هدية للزوجة، تنتابها المخاوف من وراء هذه الهدية، فربما يكون ارتبط عاطفياً أو رسمياً بأخرى ويتودد إليها، حتى لا تكون ردة فعلها عنيفة إذا علمت بذلك الأمر، كما أن بعض الأزواج يقدمون الهدايا حتى تسكت الزوجة عما يدفعه الرجل لأهله وأصدقائه من مساعدات مادية وغيره من الالتزامات المادية. وتؤكد الحوسني أن السلوك الأخير رغم أنه مرفوض، إلا أنه منتشر بين قطاع كبير من الرجال ويعتبرونه أفضل أسلوب لتسيير أمور الحياة الزوجية والبعد بها عن المشكلات بقدر الإمكان. مفهوم الهدايا عن الهدايا ومفهومها لدى الرجال وتأثيرها على النساء والعلاقات الأسرية، تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة غادة الشيخ، إن الرسول الكريم «صلّى الله عليه وسلم»، أوصانا بضرورة التهادي بقوله «تهادوا تحابوا»، إيماناً منه بدور الهدية في التقريب بين البشر، خاصة بين الأزواج. باعتبارهما طرفي العلاقة الأهم في الحياة والقادرين على تنشئة أجيال صالحة إذا كانت علاقتهما جيدة وتسير من حسن إلى أحسن، علما بأن المحبة بين الزوجين لاترتبط أبداً بالهدايا، ولكن المرأة أكثر من الرجل في التأثر بالهدايا من الناحية النفسية، وحين يقدم الرجل إلى زوجته هدية ما، تكون سببا قويا في إدخال السرور على قلبها، بغض النظر عن الهدف الذي اشترى من أجله الزوج الهدية وقدمها لشريكة حياته، مع التأكيد على أن الهدية المقدمة من غير مناسبة لها أثر نفسي كبير يفوق الهدية في أوقاتها، كونها تشعر الزوجة أنها محل تقدير ودوماً في بال وقلب رب الأسرة. وتشير الشيخ إلى أن بعض الأزواج يستخدم الهدية باعتبارها نوعا من الرشوة، ومقدمة لطلبات معينة، وهذا السلوك صار شائعاً بشكل لافت، حتى أن بعض الزوجات حين يتلقين هدايا، يتوجسن من طلب الزوج لأشياء قد تثير حفيظتهن. وهذه بطبيعة الحال ظاهرة سيئة وليس مفروضاً بالمرة أن تكون الهدايا بين الزوجين مقابل شيء ما، وإلا انتفت عنها صفة الهدية وصارت ثمنا لخدمة أو مقابل لسلوك معين. وتلفت إلى وجود تاثيرات سلبية لإغفال الزوج أهمية الهدية، خاصة وأن هناك قطاعا كبيرا من الرجال لا يؤمنون بالهدية وليست لديهم ثقافة التهادي، وربما كان الزوج كريماً وينفق أموالا طائلة على الزوجة في نواح أخرى، لكنها لا تأخذ شكل الهدية، التي تعبر عن شيء خاص ومشاعر معينة. والتأثير السلبي البالغ لعدم إدراك قيمة الهدية لدى الزوجة، يتمثل في أنها تشعر بأنه لا يقدرها بينما يكون مجاملاً لأقصى درجة مع الآخرين في مناسباتهم المختلفة، حينها تصل الرسالة إلى الزوجة بأنها لا تعني شيئاً بالنسبة له، وأنها لا تستحق الهدية ، وعلى الرجل أن يدرك أن تقييم الشخص نابع من تقييم الهدايا في عرف كثير من النساء، وذلك ليس مصدره قيمة الهدية ذاتها وإنما في إحضار الزوج للهدية وتقديمها إلى شريكة دربه. راحة نفسية توجه الاستشارية الأسرية الدكتورة غادة الشيخ، مجموعة من الرسائل إلى الأزواج، فعليهم أن يعرفوا تماماً أن اهتمامات الأنثى تختلف عن اهتمامات الرجل، فبالنسبة للنساء مهما كانت تحصل على أموال طائلة من العمل أو كانت ثرية بالوراثة، إلا أن أي هدية مهما كانت بسيطة من الزوج لها مفعول السحر عليها، وتعني لها الكثير وتمنحها شعورا رائعا تجاه رب الأسرة، وراحة نفسية تنعكس على الجو العائلي. وصايا الزوجات هناك مجموعة من الوصايا يجب على الزوجات اتباعها فيما يتعلق بالهدايا، منها ضرورة فهم الزوجة طبيعة وشخصية زوجها، وبمرور الوقت تحاول أن تحدث تغييراً في نمط شخصيته وتفكيره، والشيء الآخر أن الزوجة العاقلة عليها أن لا تستخدم هذه المشكلة في تضخيم الأمور وإحداث توتر في المنزل نتيجة هذا المسلك من الزوج، وعليها أن تتعامل مع الأمر بشكل أكثر سلاسة، والأهم هنا أن لا تقارن الزوج بأي شخص آخر في محيط العائلة وأصدقاء الأسرة، كون هذه الطريقة تقضي على أي أمل في إصلاح هذا العيب البسيط في شخصية الزوج، وعلى الزوجة التي تتلقى هدية مهما كانت بسيطة، إظهار الحب والفرح بهذه الهدية، وذلك يشجعه على تقديم المزيد وإظهار مشاعر الحب بشكل أكثر إلى شريكة حياته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©