الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يونغ لي تستكشف تأويلات خطاب الحب والعشق

يونغ لي تستكشف تأويلات خطاب الحب والعشق
16 سبتمبر 2013 23:43
في معرضها «النهاية» المقام حاليا في دبي تحاول الفنانة التشكيلية الكورية الجنوبية «يونغ لي»، أن تستكشف تأويلات عديدة لتلك الكلمة ذات الأصل الإغريقي: «أبوريا» التي تعني في اليونانية، «الوصول إلى طريق مسدود»، لتقدم بعضا من اقتراحاتها الفنية التي تنتمي إلى الفن التجهيزي، أو ما يعرف بالأنستوليشن، بالإضافة إلى أعمال فوتوغرافية متداخلة معها، شكلا ومضمونا، أو موازية لها في حين آخر. ففي اعمالها التي تعرض لأول مرة في دبي والمنطقة العربية عموما، ويستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر المقبل في «غرين غاليري»، تستخدم الفنانة العالمية يونغ لي في سلسلة أعمالها الأولى، تعبيرات نمطية عن الحب والكراهية على شكل «إشارات»، هي في الوقت ذاته علامات من الممكن لأي ناظر إلى أعمالها أن يقوم بتأويلها، علامات قد صنعتها يونغ لي من النيون الذي تجعله مضاء تماما مثل تلك العلامات التجارية التي نجدها في كثير من الأحيان وقد أضاءت الليل في المدن الكبرى، ولكنها «تضع هذه الإشارات في مناطق مهجورة» أو بالأحرى تضعها بما يوحي لنا بذلك. أما سلسلة أعمالها الثانية التي تحمل عنوان: «الليل والنهار»، فتركز يونغ لي فيها على رسم لوحات عن «الله والحب»، حيث تقوم بعرض مجموعة من الكلمات أبعادا ومعاني دينية وجعلتها تطفو فوق سطح البحر. وحسب بيان صحفي صادر عن «غرين غاليري» الجهة المنظمة للمعرض فإن هذه الأعمال هي ثمرة التأويل الخاص للفنانة للعمل الأدبي الكلاسيكي «الكوميديا الإلهية» للإيطالي دانتي، كما لو أن طريق الحبّ الحقيقي هو ذاته الطريق إلى الله أو إلى جنته بالأحرى، بما يعزز القول بأن الرغبة الحقيقية هنا هي الرغبة في الخلاص. بحسب ما جاء في البيان ذاته. غير أن معرض «النهاية»، يكشف عن صراع الرغبات مع الذات، تلك الرغبات غير المُجاب عليها والتي هي لغة الحب عندما يكتمل فتجعل من «العاشق – العاشقة» جديرا بها، إنه أيضا «خطاب العاشق ذاته. ويمكن القول هنا أن الأعمال كما لو أنها قد صُنعت لخبرنا بما يفعله الناس العاديون عندما يحبون أو يكونون في «حال عاشق» و»مقام معشوق»، أي أن «العاشق» عندما يُغرم بـ «المعشوق» تصبح مشاعر الأخير غامضة وعصية على الفهم. غير الرغبة هنا هي التعبير عن «العشق» الذي يقود في نهاية المطاف إلى قتل تلك المشاعر، وأيضا إلى قتل الحب عينه. وهذا الفراغ، أو بالأحرى إحساس الفرد بالفراغ، هو الذي يقود إلى مزيد من الإحساس بالعزلة والحزن، في الحياة الراهنة للمدن الكبرى. ولنسمِّ «خطاب العشق» هنا بأنه «لعثمة» تقطع حديثا أو «لهاثا» يقطع النفس (بفتح الفاء)، غير أن الفنانة القادمة من سيئول تضع ذلك الخطاب في هيئة إشارات أو علامات من مادة النيون فتقدم بذلك «نصا» منحوتا من هذه المادة كما لو أنها تتقصد إرسال شيء من الضوء «البارد» على هذه المنطقة الغامضة من حيواتنا الراهنة. يمكن ملاحظة أن هذا النص أكثر وضوحا وأقلّ قابلية للإفراط في التأويل، حيث الصور الفوتوغرافية، فقد وضعت يونغ لي «النص – النيون» في مناطق معزولة أو مهجورة والتقطت صورا لتلك النصوص هناك وهي نصوص إذ تختلط في البعض منها الكلمات من مثل ذلك العمل حيث الكلمات: «الله، والحياة والموت، وإلى الأبد، وأنت، والحب» لكنها في الوقت نفسه تبقى واضحة ومميزة ومن الممكن قراءتها وإعادة ترتيبها من قبل الناظر إلى الصورة كما يشاء، في حين أن الصور الأخرى ترد فيها عبارات مكتملة مثل العبارة: «أحلم بك» أو «أريد أن أكون حبك» أو «كيف أمكن لك أن تفعل هذا بي؟» وسواها من العبارات. والحال أن هذا التأويل الذي يأتي من الأعمال في «النهاية» هو قراءة لها وليس توصيفا، إذ يمكن لأي منا أن يرى غير ذلك خاصة في ما يتصل بالرغبة والعشق، هاتين المتلازمتين اللتين لن تكفّا عن أن تقود مصائر الأفراد في حياتهم، وربما يكون هذا هو جوهر صنيع يونغ لي في «الطريق المسدود».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©