السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمدادات الأميركية لأفغانستان··· والخطوط البديلة

الإمدادات الأميركية لأفغانستان··· والخطوط البديلة
6 مارس 2009 23:57
يحاول الجيش الأميركي جاهداً في هذه المرحلة تعزيز خط إمداداته الهش الذي يمر عبر باكستان وآسيا الوسطى، وذلك في إطار سعيه الدؤوب لتوسيع حجم تدفق الإمدادات إلى أفغانستان بحوالي 50% على الأقل لتلبية احتياجات عشرات الآلاف من الجنود الذين سترسلهم الإدارة الجديدة إلى ذلك البلد المضطرب، حسب ما صرح به مسؤولون عسكريون أميركيون· ويجري حالياً اختبار طريق جديد سينقل أول شحنـــة عسكريــة مكونة من مواد لا تضم أسلحة عبر الأراضي الروسية، ووفقاً لما نقلته وكالة ''إنترفاكس'' الروسية، فقد أخذت الشحنـــة طريقهـــا فعلاً إلى أفغانستان مروراً بكازخستان· وقد تضافرت مجموعة من العوامل؛ مثل تنامي الهجمات على قوافل الإمدادات التي تعبر الأراضي الباكستانية، والإغلاق المرتقب لقاعدة ''ماناس'' الجوية في قرغيزستان بعد أقل من ستة أشهر، ثم التقدم البطيء في عملية فتح طريق جديد للإمدادات عبر الشمال··· لتعطي طابعاً استعجالياً لجهود الولايات المتحدة الرامية إلى تعزيز الدعم اللوجيستي لقواتها المزمع زيادة حجمها خلال الفترة المقبلة· وفي هذا الإطار يقول الجنرال ''دونكان ماكناب''، قائد وحدة النقل في الجيش الأميركي: ''إذا سألتني عما يقضّ مضجعي لقلت لك: الهجمات المتكررة التي تتعرض لها خطوط إمداداتنا إلى أفغانستان''· ويضيف القائد الأميركي أن ما لا يقل عن 130 سائقاً متعاقداً مع الجيش الأميركي لقوا حتفهم خلال نقلهم الإمدادات عبر باكستان، وما إن تدخل القوافل إلى أفغانستان حتى يضطر الجيش إلى نقلها جواً بسبب خطورة بعض الطرق التي تسيطر عليها قوات التمرد· وبحسب ''ماكناب''، فإن الجيش الأميركي يسعى إلى توسيع حجم تدفق شحناته إلى أفغانستان بحوالي 50% على الأقل لتصل إلى أكثر 100 حاوية في اليوم، وذلك لتلبية احتياجات الزيادة المقررة في عدد القوات الأميركية والمقدرة بحوالي 17 ألف جندي خلال العام الجاري، ويذكر أن عدد القوات الأميركية المرابطة حالياً في أفغانستان يبلغ 38 ألف جندي فيما طالب قادة الجيش برفع ذلك العدد إلى حوالي 60 ألف جندي لمواجهة القوة المتنامية لحركة ''طالبان''· ولحد الآن تمر 90% من المؤن الأميركية الموجهة للجيش، مثل المواد الغذاية والوقود والماء ومواد البناء، عبر الأراضي الباكستانية لتدخل أفغانستان من خلال معبر ''خيبر'' ومن بوابة ''شمان'' في الجنوب· ويوضح مشكلة نقل الإمدادات الأميركية ومعضلة إيصالها إلى أفغانستان ''جريج مولاني''، الذي كان ضابطاً في الجيش الأميركي بأفغانستان قبل أن يصبح مستشاراً عسركياً للرئيس أوباما قائلاً: ''إننا فعلاً نواجه مشكلة في نقل الإمدادات عبر نقط محددة أصبحت أكثر هشاشة من ذي قبل''· لذا يتطلع الجيش الأميركي إلى فتح طرق جديدة لإيصال الإمدادات الضرورية للجنود عبر الشمال، وخاصة استخدام خطوط السكك الحديدية الأوزبكية التي تتوغل في الأراضي الأفغانية بحوالي عشرة أميال، وقد وافقت أيضاً كل من طاجكستان وتركمانستان في الشهر الماضي على السماح للجيش الأميركي بنقل الإمدادات غير العسكرية عبر خطوط السكك الحديدية إلى أفغانستان· لكن هذه الخطوط الجديدة التي تمر من الشمال مازالت محدودة الفعالية بسبب المشاكل البيروقراطية، وهو ما يعبر عنه أحد المسؤولين العسكريين قائلاً: ''هناك بعض المشاكل التي تعترضنا عند اجتياز حدود مجموعة من البلدان وما يتطلبه ذلك من تصريحات وتراخيص''· وفيما عدا الطرق البرية، يقوم الجيش الأميركي بنقل الإمدادات العسكرية الخطيرة، فضلاً عن الجنود أنفسهم جواً، هذه الإمدادات التي تتكون من الذخائر والأسلحة والآليات العسكرية المختلفة، فضلاً عن أجهزة الاتصال، ويتوقع قائد وحدة النقل في الجيش الأميركي أن يزداد الطلب على النقل الجوي بعد إعلان الرئيس أوباما إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان· غير أن الجهود الأميركية للتركيز على النقل الجوي واجهتها انتكاسة كبرى عندما اتخذت قرغيزستان قرارها في الشهر الماضي بإغلاق القاعدة الجوية ''ماناس'' التي تعد آخر قاعدة أميركية في منطقة آسيا الوسطى بعد إغلاق أخرى في أوزبكستان عام ·2005 وكانت قاعدة ''ماناس'' إحدى النقاط المهمة بالنسبة للولايات المتحدة في المنطقة تستخدمها للقيام بالعديد من المهمام الجوية، فضلاً عن نقل 50 ألف طن من الشحنات، وتزويد أكثر من خمسة آلاف طائرة بالوقود لمواجهة التمرد في أفغانستان· والأهم من ذلك أن الجيش الأميركي سيواجه مشكلة عويصة إذا اضطر إلى إزالة حاوية الوقود الضخمة التي كان يستخدمها لتزويد طائراته في حال أصرت قيرغيزستان على إغلاق القاعدة الجوية كما هو مقرر، لاسيما بعد المرونة التي ألمح إليها الرئيس القيزغيزي مؤخراً عندما صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأن ''الأبواب مازالت مفتوحة''، حيث مازال وزير الدفاع الأميركي متفائلاً بأن يتم تمديد الاتفاق مع قيرغزستان لإبقاء القاعدة الجوية مفتوحة أمام الجيش الأميركي· وفيما يرى بعض الخبراء أنه بالإمكان توفير بدائل للطائرات الأميركية بشحنها في القواعد العسكرية المننشرة في الشرق الأوسط، إلا أن المسافة ستكون بعيدة، وهو ما سيضاعف التكلفة وسيهدر الكثير من الوقت· ويقول الخبراء أيضاً إنه من غير المرجح أن تسمح الدول الأخرى في آسيا الوسطى، لاسيما تلك التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق، بفتح قواعد جوية جديدة للجيش الأميركي على أراضيها، وهو ما يؤكده ''إيفان فيجانبوم''، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، قائلاً: ''إن إقامة منشأة عسكرية أميركية على أراضيها (تلك الدول) ينطوي على مخاطرة سياسة كبيرة''· آن سكوت تايسون كاتب وحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©