رسالة كوالالمبور-
عبادي القوصي:
اليوم : الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
الحدث: سحب قرعة نهائيات كأس آسيا ·2007
المكان: مركز المعارض في كوالالمبور عاصمة ماليزيا بجوار ثالث أعلى برج في العالم·
التوقيت: السابعة والنصف مساءً بتوقيت ماليزيا ''الثالثة والنصف عصراً بتوقيت الإمارات''·
ماذا ينتظر الأبيض اليوم؟ وكيف سيكون الحال بالنسبة لباقي الفرق العربية؟ وهل يصطدم الكبار مبكراً؟ أم أن القرعة لن تكون ''مروعة'' وتكون الصدمة من النوع الخفيف بمعنى أن تتوزع القوة على كل المجموعات؟
كل هذه الأسئلة الحائرة سوف يتعرف الملايين على إجابة قاطعة وحاسمة لها عندما تجرى قرعة نهائيات بطولة كأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم اليوم في ماليزيا، ويشارك في سحب القرعة التي يحضرها محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي ومسؤولو اللجنة المنظمة لأمم آسيا مندوبو الدول الأربع المنظمة للنهائيات المقبلة -إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام- وكذلك عدد كبير من ممثلي ومدربي المنتخبات المتأهلة وبعض النجوم الذين سطعوا في سماء اللعبة بالقارة الصفراء ومن بينهم السعودي محيسن الجمعان والياباني ناكاتا والصيني فان زي هي والكوري كيم سونج والإيراني خودا داد عزيزي· ولا حديث هنا في كوالالمبور إلا عن القرعة وما يمكن أن تسفر عنه في ظل وجود كل المنتخبات القوية وصاحبة الباع الطويل على مستوى كأس أمم آسيا منذ انطلاقها عام 1956 في ضيافة هونج كونج· وقد شهدت المنافسات على مدار ما يقرب من 50 عاماً تصاعداً في الخط البياني لصراع المنتخبات من أجل خطف لقب ''البطولة الآسيوية'' التي اختارت الاقتران بخمسة منتخبات طوال تاريخها، وباستثناء غياب الأزرق الكويتي الذي لم يستطع تجاوز التصفيات فإن كل الأبطال سوف يتواجدون على ساحة وبساط النزال في الصيف المقبل وتحديداً مع الضربة الأولى يوم 7 يوليو 2007 وحتى 29 من نفس الشهر، ووصل الحال إلى وصف البعض أن البطولة ستكون أشبه بكأس عالم مصغرة يصعب التكهن بهوية بطلها، فالبطولة الـ14 تضم اليابان وإيران والسعودية وكلها منتخبات حلقت باللقب ثلاث مرات وكذلك كوريا الجنوبية صاحبة أول لقبين على الإطلاق في تاريخ البطولة أي أن المنتخبات الأربعة نجحت في الفوز بعدد 11 بطولة من أصل 12 بطولة دون الأخذ في الاعتبار البطولة التي نالها الفريق الإسرائيلي قبل أن يترك الاتحاد الآسيوي ويرحل إلى المنافسات الأوروبية، وفي نفس الوقت فإن المنتخبات الأخرى متعطشة لدخول القائمة الذهبية وخاصة منتخب استراليا وباقي المنتخبات العربية وهي منتخبنا الوطني والبحرين وعُمان وقطر·
صعوبة تحديد المستويات
وما يعزز من فرضية أن البطولة ستكون قوية أن لجنة المسابقات أخذت وقتاً طويلاً جداً في المناقشات والمداولات بل والفحص حتى تستقر على تحديد باقي المستويات الثلاثة الأخرى من خلال توزيع 12 منتخبا الباقية على المستويات من الثاني إلى الرابع· وجاء وضع الرباعي المستضيف على رأس المجموعات من منطلق أنها الدول التي سوف تنظم البطولة وكانت المهمة في السابق سهلة حتى في بطولات كأس العالم حيث يتم وضع المنظم على رأس مجموعة والبطل على رأس مجموعة أخرى على أن يتم المفاضلة بين باقي المنتخبات لتحتل أحد قمة المجموعات الباقية على ضوء النتائج السابقة، ولكن لأن البطولة تقام في أربع دول فقد حسمت اللجنة الموقف مبكراً بصرف النظر عن وجود البطل والمنتخبات القوية فلم يكن من الممكن وضع دولتين منظمتين في مجموعة واحدة·
وعموماً التصنيف والمستويات كانا محور نقاش لقوة المنتخبات وبالتالي من المنتظر أن تكون القرعة قاسية على بعض المنتخبات التي قد يقودها حظها العاثر للوقوع في مجموعة حديدية ومن هنا فالنهائيات سوف تتسم بالشراسة امتدادا للتصفيات حيث خاضت الفرق ماعدا الدول الأربع المضيفة للبطولة منافسات قوية لكي تضمن مقاعدها في النهائيات وهذا الحال انطبق على المنتخبات الكبيرة في القارة الصفراء، وإلا كيف نفسر ما حدث في بعض المجموعات مثل الرابعة فبالرغم من أن المنافسة اقتصرت على الثلاثي استراليا والبحرين والكويت فإن الموقف ظل مشتعلاً حتى الدقيقة الأخيرة لمباراة البحرين والكويت وتأهل المنتخب البحريني بصعوبة وبالنظر إلى المنتخبات الصاعدة إلى النهائيات نجد أن منتخبا واحدا ''القادم الجديد'' المنتخب الأسترالي الذي تأهل بعد أن تصدر المجموعة الرابعة تاركا الأحمر البحريني والأزرق الكويتي يتصارعان على البطاقة الثانية عن المجموعة والتي ظفر بها مؤخرا المنتخب البحريني· ومن المنتخبات الـ12 التي تأهلت للنهائيات كان المنتخب الإيراني وهو المنتخب الوحيد الذي تأهل بدون أي خسارة إلا انه تعرض إلى بعض التغييرات اثناء رحلة التصفيات حيث استقال الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش من تدريب المنتخب قبل ان يقود عامر جالينوني تدريبه والذي قاده إلى النهائيات·
اما المنتخب الياباني حامل اللقب فقد ابتسم الحظ له عندما أوقعته قرعة التصفيات إلى جانب منتخبات السعودية والهند واليمن· ومن طرائف القرعة أن كأس آسيا اتخذ من السعودية واليابان بيتا له منذ العام 1984 حتى يومنا هذا·
اما المنتخب الصيني وصيف النسخة الماضية فقد بدأ التصفيات بنتائج جيدة قبل ان يتراجع مستواه ويسلم زعامة المجموعة الخامسة للمنتخب العراقي الذي قبلها ممتنا بعد ان خاض جميع مبارياته على ارض محايدة مقدما عروضا قويا أهلته ان يتوج بطلا للمجموعة، وبالتالي فإن منتخب العراق سوف يعود بقوة في البطولة الآسيوية المقبلة ليضاعف من شدة المنافسة·
منتخبنا يقدم أوراق اعتماده
وفي المجموعة الثالثة الصعبة توجود ثلاثة منتخبات عربية قوية وعلى الأقل شاركت في النهائيات الأخيرة بالصين 2004 فالمنتخب الأردني احتل المركز الثاني في مجموعته بعد كوريا الجنوبية وقبل الكويت والإمارات رغم أنها المشاركة الأولى له والمنتخب العُماني قدم عروضا قوية في المجموعة الصعبة مع اليابان وإيران وتايلاند وحل ثالثاً بعد إيران بفارق نقطة واحدة·· ونجاح منتخبنا في التربع على قمة مجموعته في التصفيات يؤكد أن الأبيض يريد أن يقول كلمته بصوت مسموع في النهائيات المقبلة، ونفس الحال ينطبق على المنتخب القطري الذي لم يواجه صعوبة تذكر في حجز بطاقته في النهائيات تاركا المنتخب الأوزبكي يتصارع مع هونج كونج على البطاقة الثانية قبل ان يتأهل للنهائيات بعد فوزه في اليوم الأخير من التصفيات على نظيره القطري· وكان العنابي قد حقق قبلها 5 انتصارات متتالية·
عدد اليوم
