الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قبيل انتخابات السودان

6 مارس 2009 23:58
شرعت الأحزاب السياسية السودانية في تنشيط أدواتها والبدء في الإعداد للانتخابات العامة التي من المقرر أن تجري هذا العام، وفقاً لمقتضيات الدستور ولاتفاقية ''نيفاشا'' التي نصت على ذلك أيضاً· قبل شهر أو نحوه عقد الحزب الشيوعي السوداني مؤتمره الخامس، وفي هذا الأسبوع عقد حزب ''الأمة'' القومي مؤتمره الدوري السابع، وكانت أهم القضايا التي بحثت في هذا المؤتمر هي الإعداد للمعركة الانتخابية وبسط وشرح القضايا التي ستكون محل اهتمام هذا الحزب، سواء فاز في الانتخابات أم فاز غيره· وقد تأكد في الخطاب الذي ألقاه زعيم الحزب الصادق المهدي أنه سيكون هو مرشح الحزب لمنصب رئاسة الجمهورية، أي أنه سينافس الرئيس الحالي عمر البشير· إن حزب الأمة يعد أكبر أحزاب المعارضة، وذلك استناداً إلى أنه كان صاحب أكبر كتلة برلمانية في آخر نظام ديمقراطي (1986-1989)، ولهذا فإن هناك اهتماماً والتفاتاً لما يطرحه هذا الحزب من أفكار وسياسات سيهتدي بها في المستقبل، أكان في الحكم أم في المعارضة· ومن أبرز ما أعلنه الصادق المهدي في هذا المؤتمر هو قوله إن هناك عشرة أخطاء ارتكبها نظام ''الإنقاذ'' وإنه سيعمل هو على إصلاحها أو إلغائها، وهناك سبعة منجزات لـ''الإنقاذ'' سيُبقي عليها· ومن تلك المنجزات، حسب رأي زعيم حزب ''الأمة''، التمسك بالنظام الجمهوري الرئاسي ونظام الحكم الفدرالي، والتركيز الجاد في استغلال البترول ومواصلة البحث عنه، وكذلك كونهم أدخلوا مبدأ أن للإسلام دوراً في الحياة العامة· ولم ينس المهدي في ذكره تلك المنجزات إنشاء سد مروي، وعدد من الطرق المعبدة والجسور··· إلخ· أما في باب الأخطاء، فقد تحدث زعيم الأنصار عن أخطاء في نظام الزكاة المتبع، وكذلك النظام المصرفي المطبق والذي قال إنه أكثر استغلالاً من نظام الفائدة المعروف· وقال أيضاً إنه سيدعو إلى عدم تطبيق أي قانون له محتوى ديني على غير المسلمين، وقال: لن نقطع يداً في سرقة ولن نعدم في ردة· كذلك تحدث المهدي عن تعدد القوانين المناهضة والمعادية للحريات وضرورة إلغائها واستبدالها بقوانين تتناسق وتتفق مع ما جاء في الدستور· وهكذا، فقد بدأت عجلة النشاط السياسي الحزبي تتحرك إيذاناً بأن الانتخابات يمكن أن تجري هذا العام إذا أمكن تخطي كل العقبات التي تحول دون ذلك، داخلية كانت أم خارجية· لكن في واقع الحال فإن إعداد العدة للانتخابات يظل ناقصاً ومشوهاً؛ فبالإضافة للمعوقات التي ذكرناها في مقالات سابقة، هناك قضية الحريات العامة وعلى رأسها حرية النشر التي ما زالت غائبة عن مجتمع يريد إجراء انتخابات ينبغي أن تكون حرة وسليمة· وإذا كان حزبان رئيسيان، هما ''الشيوعي'' و''الأمة''، قد تمكنا من عقد مؤتمريهما خلال الأسابيع الأخيرة، فإن حزباً رئيسياً آخر هو حزب ''المؤتمر الشعبي'' الذي يقوده الدكتور حسن الترابي لن يتمكن فيما يبدو من عقد مؤتمره لأن زعيمه زج به قبل شهر أو نحوه في السجن معتقلاً لسبب لا يرى كثيرون أنه مقنع، وهو إعلانه رأياً مخالفاً لرأي الحكومة في التعامل مع محكمة الجنايات الدولية، وذلك قبل أن تصدر قرارها الأخير· محـجـوب عثـمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©