السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائرية وهيبة تومي تتربع على العرش العالمي لحفظ القرآن الكريم

الجزائرية وهيبة تومي تتربع على العرش العالمي لحفظ القرآن الكريم
10 سبتمبر 2012
فازت مؤخراً الفتاة الجزائرية وهيبة تومي بالجائزة الأولى في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله التي أقيمت بالقاهرة، وأثلجت الطفلة وهيبة صاحبة الـ15 ربيعاً صدور أبويها وأهلها ومواطنيها، وتوافد مئاتُ المهنّئين من مختلف مناطق البلد على بيت العائلة بقرية «أولاد أحْميدَا» دائرة «بئر حدادة» ولاية سطيف (نحو 336 كلم شرق الجزائر) لتقديم التهاني والتبريكات لوهيبة وعائلتها ومشاركتها فرحتَها بالتاج العالمي في ميدان حفظ كتاب الله وتجويده. منذ سنواتها الأولى، لاحظ كمال تومي، أن ابنته البكر وهيبة تتميز بذكاء حاد وذهن متقد وقدرة كبيرة على الاستيعاب والحفظ، فقرر أن يوليها كل العناية والاهتمام والرعاية حتى يجعل مواهبها تتفجر وتتفتق. خطة الحفظ وبدأ والدها يعلِّمها القراءة والكتابة وفنون الخط وهي في الخامسة من عمرها، ثم شرع يحفّظها القرآنَ الكريم وهي في سن السادسة موازاة مع دخولها عالم الدراسة، والمفارقة أن أبا وهيبة، يشتغل معلماً للقرآن في مسجدٍ بـ«بئر حدادة» ولكنه آثر أن يحفّظ ابنته في البيت، عوض أن تفعل ذلك مع أقرانها من الأطفال في المسجد، وحول هذا الخيار، يقول كمال «لقد رأيتُ أن أتفرّغ لتحفيظها القرآن في البيت وأركِّز كل اهتمامي عليها، هنا قدرة استيعابها وحفظها القرآن أكبرُ بكثير من المسجد، حيث تكثر حركات الأطفال التي قد تشتت الذهن». وكانت وهيبة تتلقى يومياً ما تيسّر من القرآن على يد والدها لمدة ساعة ونصف الساعة صباحاً وثلاث ساعات مساءً فور عودته من عمله. وبعد خمس سنوات، تحقق الهدفُ كلية، وحفظت وهيبة القرآن الكريم كاملاً وهي في سن الـ11، وشرعت بعدها في تعلم التجويد وأحكامه، على يد شيوخ متخصصين في مدرسة قرآنية، إلى أن أتقنتها، فأصبحت قادرة على المشاركة في مسابقات وطنية لحفظ القرآن الكريم كاملاً وتجويده، بعد أن شاركت من قبل في مسابقات محلية للحفظ الجزئي للقرآن منذ أن كانت في السابعة من عمرها، وهي متعلقة بحَفظة ولاية «سطيف»، فحصلت على أربع جوائز من عام 2006 إلى 2008، وفي عام 2009 شاركت في أول مسابقة وطنية فنالت المرتبة الثانية وسلمها لها الرئيسُ الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ولا تزال العائلة إلى الآن تستظهر للزوار الإطار الكبير للجائزة التكريمية وعليها توقيعُ رئيس الجمهورية، وتُبدي امتنانَها له على اهتمامه الشخصي بتحفيز حفظة كتاب الله، كما شاركت وهيبة بعدها في عدة «أسابيع وطنية لحفظ القرآن الكريم» نظمتها وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، وحصلت على جوائز عديدة أيضاً. تفوّقٌ على الكبار حينما نالت وهيبة الجائزة الأولى في عام 2010، عن صغار حَفظة القرآن، تم قبولُها للمشاركة في مسابقة كبار الحفظة في 2011، وعمرُها لا يتجاوز 14 سنة، ومع ذلك، فقد فاجأت الحَفظة «الكبار» وتفوقت عليهم جميعاً وحصلت على المرتبة الأولى بكل جدارة بعد أن أبهرت لجنة التحكيم بعذوبة صوتها وقوته، ما فتح لها الباب على مصراعيه للمشاركة في المسابقات الدولية، فكانت أول مشاركة لها في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله بمصر. وكانت المنافسة ضارية هذه المرة بعد أن شارك في المسابقة 95 متسابقاً من شتى دول العالم يمثلون خيرة حفظة كتاب الله بمختلف رواياته وأفضل من يتقنون التجويدَ وأحكامه في بلدانهم، ودخلت الصغيرة وهيبة المسابقة بكل هدوء ورباطة جأش وثقة بقُدراتها، وشاركت في الفرع الثاني للمسابقة والمتعلق بحفظ القرآن كاملاً مع التجويد والترتيل والأحكام، وحصلت على المرتبة الثالثة في التصفيات الأوَّلية. وفي المسابقة النهائية، طلبوا منها أن تقرأ لهم آيات من سورتي «القصص» و«السجدة» فاجتازت الامتحان بنجاح في جوانبه الثلاثة أيضاً وهي الحفظ والتجويد والأحكام. وبعد المداولات، أعلنت لجنة التحكيم فوز الجزائرية وهيبة تومي بالجائزة العالمية الأولى بـ99.15 بالمائة، وهو من أعلى المعدلات في تاريخ هذه المسابقة، ومنحوها مبلغ 60 ألف جنيه ولوحة تكريمية عليها توقيع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب ووزير الأوقاف المصري طلعت محمد عفيفي، وقام الرئيس محمد مرسي بتسليم الجائزة لها، تقول وهيبة عن تلك اللحظات «كانت لحظاتٍ تاريخية لا توصف، شعرتُ بفرحة غامرة فور إعلان فوزي بالجائزة العالمية الأولى أمام متسابقين كبار من ليبيا ومصر والسعودية، وحمدتُ الله كثيراً على نعمته وتوفيقه». وتواصل وهيبة «بعدها تقدم الرئيس مرسي ومنحني الجائزة وسألني عن عمري، وحينما أجبته: 15 سنة، عقب قائلا: ما شاء الله». فرحة كبرى العائلة، كانت تتابع الحدث مباشرة على إحدى الفضائيات المصرية، وقد طار الجميعُ من الفرحة، إلى درجة أن والدتها نزيهة لويزي، انفجرت بالبكاء من شدة الفرح وهي تتابع فوز صغيرتها، كما توافد المهنئون من كل حدب وصوب على بيت العائلة للتهنئة، يقول كمال، أبو وهيبة «لقد جاء المهنئون من عدة مناطق وولايات مجاورة لتقديم التبريكات، نحن ممتنون لكل هؤلاء». حينما زرنا بيت عائلة وهيبة، وجدنا عبد المجيد مسعودي، وهو موظفٌ من ولاية سطيف، وقد جاء لتهنئة الطفلة، وهناك أعلن عن مبادرة لحشد الدعم المالي للأسرة التي تتكون من ستة أفراد وتقطن في غرفة واحدة، وتحسّر لتركيز كل الأضواء على الرياضيين الجزائريين المتألقين دولياً ومنحهم تكريمات عالية تجعلهم في مصافّ الأثرياء، بينما لا يحظى صغارُ حَفظة القرآن سوى بتكريمات متواضعة لا تُسهم في تحسين المستوى المعيشي لعائلاتهم بشكل جذري. يقول مسعودي «أنا هنا لتشجيع وهيبة معنوياً ودعمها مالياً، أقوم بمبادرة لمساعدتها، فهي لا تقلُّ شأنا عن الرياضيين المتألقين دولياً والذين يحظون باهتمام مبالغ فيه، يجب أن نولي أهمية كبرى لحفظة القرآن وأن ندعِّمهم ونسدّ حاجياتهم المعيشية، وأرجو من المواطنين والجمعيات ورجال الأعمال زيارتها ودعمها وعائلتها». أما أمها نزيهة، فتقول «قررت وهيبة التفرغ لإتقان قراءة القرآن الكريم بكل رواياته العشر بعد أن أتقنت قراءته برواية ورش، وكذا دراسة الحديث، الجزائر بلد القرآن، هنيئاً لكل الجزائريين بوهيبة، وأتمنى أن يكون في كل بيت وهيبة تحفظ كتاب الله وتتقن تجويدَه وأحكامه».
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©