أبوظبي (الاتحاد) - وصل عدد الصحف الأميركية، التي تفرض على المتصفحين رسوماً مالية حتى يتمكنوا من قراءة محتوياتها على موقعها الإلكتروني أو منصتها الرقمية، إلى نحو 300 صحيفة، وفق ما ذكره تقرير جديد لـ”نيوز أند تك”، التي تعتبر من أبرز الجهات الأميركية المهتمة بمستقبل وتحليل ودمج التكنولوجيا في الصحافة، وتنشط في الإنتاج الرقمي والهجين على السواء.
إلى ذلك، قال تقرير “نيوز أند تك”، إن عدد الصحف الأميركية، التي اعتمدت أشكال دفع مختلفة للوصول إلى محتوياتها ومقالاتها، بلغ أكثر من الضعف في العام الماضي، فيما أسمته بـ”سباق الناشرين لتعزيز عوائد توزيعهم الرقمي”. وأوضح التقرير أن نحو 70 صحيفة من مجموعة “جانيت كو”، التي تملك 80 صحيفة محلية ومناطقية أميركية ستضع موضع التنفيذ خططها للتحول نحو الجدار المدفوع أو غيره من الرسوم المالية على النشر الرقمي (الأجهزة الذكية) لمحتوياتها كما أن مجموعة “لي انتربريز” ستبدأ خططا مشابهة في أسواق صحفيها المحلية البالغة 52.
وبنهاية عام 2011، كان عدد الصحف اليومية التابعة لهاتين المجموعتين ممن يتبع نظام الدفع على المحتوى لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة. ولاحظ التقرير أن صحف ولايات نيويورك وكاليفورنيا وبينسيلفانيا وأوهايو وإلينوي ونورث كارولينا هي بين الأكثر انتهاجا للمحتوى المدفوع.
ولم يقتصر الأمر على الولايات المتحدة، بل امتد إلى بعض دول أوروبا الشرقية، فاعتباراً من الخامس من سبتمبر الجاري، بدأ 42 موقع صحيفة ومجلة في بولندا الطلب من زوارها دفع مقابل مادي للوصول لمحتواها الخاص. بل أصبح يتوجب على مستمعي راديو بولندا الوطني الدفع مقابل الوصول للتسجيلات “النوعية” للإذاعة، وفق ما ذكره موقع “جورناليسم. كو. يو. كي”.
وفي يوليو الماضي، كانت شركة “بيانو ميديا” دشنت حملة وطنية جزئية للدفع مقابل محتواها في سلوفاكيا وسلوفينيا، ولكنها قالت، إن مجموعة من الناشرين في بولندا اتفقوا على تبني نموذج اشتراك موحد للدفع مقابل المحتوى، وهو ما تأكد مؤخراً.
واستنادا للشركة عينها؛ فإن نظام الدفع الجديد ليس الأول الذي يطبق في بولندا، ولكنه الأكبر من نوعه حيث يشمل سبع شركات إعلامية بولندية تزود المحتوى للمواقع الصحفية الـ42 التي منها ثلاثة مواقع وطنية يومية، و20 موقعاً مناطقياً، و15 موقع مجلات، ومحطة إذاعة وطنية.
وكان بعض المواقع بدأ يطلب من القراء التسجيل مسبقا منذ أن تم الإعلام عن نظام الدفع الجزئي في يوليو الماضي. واعتباراً من منتصف ليل الاثنين الماضي، بات بوسع المستخدمين الراغبين الدخول إلى المحتوى الخاص لأي من المواقع المشترِكة في نظام الدفع الجديد الاختيار بين ثلاثة أنواع من الاشتراكات (2?37 يورو أسبوعياً و4?7% شهرياً، و47 يورو سنوياً).
وتضم لائحة الناشرين لهذه المواقع كلاً من الصحيفة الواسعة الانتشار “جازيتا ويابرسكا”، وراديو بولندا الوطني وصحيفة “سوبر - اكسبرس” اليومية الوطنية و”مجلة موراتور دوم” ومجلة “فوربس” الاقتصادية الشهرية.
وفي أميركا الجنوبية، وبعد صدورها قرابة 30 عاماً وضعت الصحيفة الشهيرة في أوروجواي “يونوتيسياس” حداً لنهاية طبعتها الورقية، وانتقلت للصدور حصرياً على الشبكة اعتبارا من 27 أغسطس الفائت وفق ما نقل عن بوابة “الباييس”. وجاء هذا التحول الرقمي بعد صرف أكثر من مائة من العاملين في وظائف التحرير “التقليدية”. وفي بيان بهذه المناسبة قالت الشركة الناشرة للصحيفة، “امبروسورا بول”، إن وقف النسخة المطبوعة يعود إلى “تغيرات في عادات القراءة لدى المستهلكين والتي طرأت في كل مكان في العالم والأوروجواي ليست استثناء، حيث اختار العديد من القراء أن يطلعوا على المستجدات اليومية عبر منصات الاتصال الإلكترونية”.
عدد اليوم
