الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثقافة الاحتراف

6 أكتوبر 2014 22:35
بدأ الاحتراف في كرة القدم السعودية عام 1992م وتبعتها دول مجلس التعاون بأساليب مختلفة، فأصبحت الإمارات وقطر الأقرب للنموذج السعودي، في حين بدأت عمان والكويت والبحرين رحلة الاحتراف مؤخراً مع أمل صادق بأن يستفيدوا من تجارب من سبقوهم لضمان أفضل النتائج، ولعلي أوجز بأن احتراف «الأقدام قبل العقول» كان سبباً في جميع المشاكل والسلبيات التي اعترت طريق الكرة الخليجية، وكان له الأثر الأكبر على غياب «ثقافة الاحتراف». الاحتراف نظام حياة متكامل يشمل جميع جوانب حياة «المحترف» الذي يجب أن يأكل ويشرب ويتدرب وينام ويتصرف بعقلية المحترف، ودائما يبرز التساؤل لدي اللاعب: هل هذا الأمر يصب في مصلحتي كمحترف؟، وكأنه يضع نفسه تحت مجهر الاحتراف على الدوام، مما يتطلب تعاون البيئة معه في المنزل والنادي والإعلام والمجتمع الذي يجب أن يشجعه على السير في طريق الاحتراف الصحيح، وربما لا أبالغ حين أؤكد أن عمر المحترف الخليجي قصير في ملاعبنا لأنه يفتقد إلى «ثقافة الاحتراف». كما أن توزيع الجهد في المباريات يعتبر جزءاً من الثقافة التي يفتقدها اللاعب الخليجي، ولذلك تخسر فرقنا في الدقائق الأخيرة حين يستنزف الجهد ويفقد الفريق قدرته على مجاراة الخصوم، والمتابع لطريقة نقل الكرة في الأندية والمنتخبات الأوروبية يلاحظ قيامهم باستنزاف طاقة الفريق المقابل من خلال إجبارهم على الركض بين طرفي الملعب وتناقل الكرة من الظهير للظهير ومن الجناح للجناح، ولذلك تحسم النتائج في الشوط الثاني كدليل على وجود «ثقافة الاحتراف». وبصفة عامة، فإن التعامل مع الضغط فن يحتاج لمقالات عن ثقافة الخسارة والتعاطي مع الإعلام، والسعي لتحقيق الأهداف بعيدة المدى حتى لو تسبب ذلك في خسائر على المدى القصير، وحين يخرج النجم عن طوره ويحصل على بطاقة حمراء تؤثر على الفريق في مباراة مصيرية، فإن ذلك ينم عن قصور في فكر النجم مهما بلغ من «ثقافة الاحتراف». نفق في مواجهة الزعيمين، العين والهلال، كان خطأ «العين» في المباراة الأولى هو الاندفاع بحثاً عن الهدف خارج الديار حتى بعد طرد الحارس، وكان الأولى الدفاع والخروج بالخسارة بهدفين ليتمكن الفريق من العودة في الإياب، ولو فعل لصعب المهمة كثيرا على الهلال، ولكن الخطأ تضاعف بالمبالغة في الركض والاستجابة لخطة الهلال الذي حقق ما أراد، لكن دون أن يقلل ذلك من قيمة البنفسج كفريق عنيد أحرج ضيفه، وكاد أن يقلب الطاولة عليه، لكن تأهل في النهاية من يستحق بمجموع المباراتين، لعبا ونتيجة. وعلى جسور ثقافة الاحتراف نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©