بيداوا-ا ف ب: - أعلنت الحكومة الانتقالية الصومالية أمس أنها لا تستبعد استئناف الحوار مع '' المحاكم الإسلامية'' عشية انتهاء المهلة التي حددوها لانسحاب القوات الأثيوبية تفاديا لنشوب حرب بين البلدين، وجاء الاعلان مع تزايد الأنباء عن التحاق عشرات الجنود من قوات الحكومة الانتقالية بميليشيا الحركة المتشددة·
وصرح وزير الاعلام علي جامع لوكالة '' الأنباء الفرنسية''ان ''الحكومة لا تستبعد اجراء محادثات، فنحن حكومة مصالحة، لكن كيف يمكننا التفاوض مع أشخاص يهددون بالهجوم علينا ؟''·
ويأتي هذا التصريح عشية انتهاء المهلة التي حددتها '' المحاكم'' للأثيوبيين لسحب قواتهم من محيط المؤسسات الانتقالية في بيداوا، وبعد يومين من ابداء المحاكم رغبة في التحاور مع اديس ابابا لتفادي نزاع بين هذين البلدين في القرن الأفريقي·
وقال جامع ''لا يمكن التفاوض الا في جو ملائم، لكن حتى الساعة، فإن السماء ملبدة بغيوم الحرب''·وأضاف ''إننا نعد الأيام وننتظر انتهاء المهلة·لن نباشر نحن بالهجوم، لكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي في حال تعرضنا للهجوم''، مشيرا الى أنه ''يعود للاسرة الدولية تأمين جو ملائم للمفاوضات''·
وتأتي تصريحات جامع بعد يوم من تلميحات متحدث رسمي أمس الاول الى نية الحكومة الانتقالية في المصالحة ، واشارتها الى انها لا زالت منفتحة لاجراء محادثات مع '' المحاكم'' التي هددت بشن هجوم مالم تغادر القوات الأثيوبية البلاد بحلول اليوم الثلاثاء· وأثارت'' المحاكم'' مخاوف من اندلاع حرب بإعطائهم انذارا للقوات الاثيوبية التي تدعم الحكومة وأمهلوها سبعة أيام لمغادرة البلاد بينما قال الرئيس عبد الله يوسف إن أبواب المحادثات مع الحركة المتشددة أغلقت·غير أن متحدثا حكوميا في بيداوا وهي البلدة الوحيدة التي تسيطر عليها حكومة يوسف المؤقتة المدعومة من الغرب في البلاد قال إن كلمات الرئيس جرى تفسيرها بصورة مثيرة للغاية من قبل وسائل الاعلام التي تتابع الأزمة الصومالية·
وقال محمد عبدالقادر أحمد المتحدث باسم وزير الاعلام ''باب المحادثات لم يغلق من قبل الحكومة التي تعد حكومة مصالحة بل من قبل المحاكم الاسلامية·'' وأضاف ''هذا هو ما قالته الحكومة·وأساءت بعض وسائل الاعلام تفسير ذلك· '' وقال دبلوماسيون إن هذه الكلمات تشير الى أن الحكومة في الحقيقة ربما تبقي على الخيار بالعودة الى المحادثات مع '' المحاكم'' وهي المحادثات التي تعثرت في السودان الشهر الماضي·
مما يعطي بصيصا من الأمل لأولئك الذين يؤمنون بأن الدفع نحو الحرب لا يزال من الممكن ايقافه أعلن الزعيم الاسلامي المعتدل شيخ شريف أحمد السبت الماضي أن مجلس المحاكم الاسلامية في الصومال لا يزال ملتزما بالحوار·
غير أن شهودا قالوا إن المواجهة العسكرية على الارض ظلت متوترة في مطلع الأسبوع·
وواصل المقاتلون الاسلاميون تحصنهم في مواقع على ثلاث جهات من بيداوا مع وجود القوات الحكومية على بعد بضعة كيلومترات فقط عند إحدى النقاط·
وفيما يمثل دعما لموقف الحكومة الانتقالية زار الجنرال محمد موسى حيرسي '' عدي'' رئيس اقليم ''بونتلاند'' ذي الحكم شبه الذاتي بشمال الصومال بيداوا على ما يبدو ليعبر عن تأييده لحكومة يوسف·
وعلى نحو منفصل ذكر موقع على الإنترنت موال للاسلاميين أن مئتي جندي آخرين من قوات الحكومة فروا الى الاسلاميين في دينسور جنوبي بيداوا في مطلع الأسبوع بعد فرار مئة جندي الى مقديشو في وقت سابق من الأسبوع·
عدد اليوم
