السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد فرح يخترع ستة أجهزة ويسعى لتدريس الابتكار في الجامعات

محمد فرح يخترع ستة أجهزة ويسعى لتدريس الابتكار في الجامعات
16 ديسمبر 2010 20:10
أسس محمد فرح، الذي يعمل فنياً في جامعة الغرير بدبي، أول مختبر في السودان لتدريس ابتكار وتصميم الأجهزة الإلكترونية لطلبة الهندسة والعلوم في السودان، وذلك على نفقته الخاصة، انطلاقا من شدة حبه للابتكار ورغبته في تعويض غيره عما افتقده من توجيه ودعم للمبتكرين الشباب وتزويدهم بالقاعدة التي سينطلقون منها للابتكار, أعانه على ذلك قدراته الابتكارية التي علمت نفسها بنفسها وابتكرت 6 أجهزة إلكترونية حتى الآن. وقد سجل اختراعاته وحصل على براءة الاختراع في السودان. في طفولته كان يعشق تفكيك الأجهزة الإلكترونية والتعرف إلى محتوياتها من دون أن يفكر في اختراع جهاز ما، وعندما كبر صارت المشاكل البيئية تشغل بال السوداني محمد فرح، وتحول إلى التفكير في كيفية تصميم أجهزة لمواجهتها. فكر فرح في دراسة الهندسة الإلكترونية لأن الدراسة تخدم المبتكر، لكن أحد أقربائه وهو بروفيسور في فيزياء أشباه الموصلات ومحاضر في جامعات عدة نصحه بدراسة الفيزياء لأنها ستفتح له أبواباً واسعة يتعرف من خلالها إلى مختلف مجالات الطبيعة والتكنولوجيا، وأخبره لو أنه تخصص في الهندسة الإلكترونية فسيتقوقع في مجال الإلكترونيات. مساق الابتكار درس فرح الفيزياء في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وتخرج عام 2005 وعمل مساعد تدريس في العلوم الطبية والتكنولوجية ثم انتقل إلى الدوحة للعمل كمدرس إلكترونيات في النادي العلمي القطري لعامين متتاليين عاد بعدها إلى السودان لتأسيس أول مختبر لتدريس ابتكار وتصميم الأجهزة الإلكترونية لطلبة الهندسة والعلوم على نفقته الخاصة بعدها حظي بفرصة عمل في الإمارات حيث ما زال يشغل وظيفة تقني مختبرات في جامعة الغرير بدبي. يقول فرح “بعد تخرجي في الجامعة مباشرة بدأت أبتكر من جهاز إلى جهازين كل عام حتى وصلت حصيلة اختراعاتي إلى 6 اختراعات سجلتها باسمي في وزارة العدل بالسودان، ولم أحصل بها على براءة اختراع لأن تكاليفها جدا باهظة ولا يمكنني أن اتحمل أعباءها، ومن جهة أخرى لا أريد أن أقف عند نقطة واحدة ألا وهي تسجيل جهاز ما اخترعته وأنتظر إجراءات تطول إلى سنتين أو ثلاث في حين يمكنني في هذه المدة أن أبتكر أجهزة أخرى وأنقل خبرتي إلى الشباب الذين يحصرون ابتكاراتهم في مشاريع تخرجهم في الجامعة وبمجرد تخرجهم ينسون أنهم مبدعون وقادرون على الابتكار فيرمون ما تعبوا عليه وراء ظهورهم لأن ما ابتكروه فقط كان من أجل الحصول على الدرجات”. ويتابع “أنا ضد ذلك وأتمنى لو كانت هناك مادة دراسية في الجامعة اسمها فن وعلم الابتكار والاختراع تعطى للطلبة لو ساعة في الشهر ولهذا أسست المختبر ودربت فيه 124 طالباً وطالبة من مختلف تخصصات الهندسة عرفتهم وثقفتهم بالمكونات الإلكترونية، وكيفية عمل المحسسات، ودوائر التحكم وتصميم الدوائر الإلكترونية، ومراحل تصنيع الجهاز الإلكتروني، وكيفية فك ولحام المكونات من اللوحات الإلكترونية، ودراسة مصادر القدرة، وكيفية إرسال واستقبال الإشارات اللاسلكية بطريقة ابداعية تختلف عن تدريسها في الجامعات، حيث اعتمدت على تحفيز الطلبة على الابتكار واستفزاز أفكارهم ضمن دورات تدريبية أعددتها في مختبري لمدة 5 أيام وبمعدل 4 ساعات يومية”. يؤكد فرح أن إدارة جامعة الغرير وافقت على طرح مساق لتدريس كيفية الابتكار الطلبة الإلكترونيات بطريقة إبداعية، لافتاً إلى أنه سينتقل إلى التدريس قريباً. أفكار ذهبية حول ابتكاراته الستة، يقول فرح “الاختراع الأول عبارة عن جهاز إنذار يعمل بالليزر يصلح لحماية المنازل والشركات من اللصوص فعند تشغيله يصدر أشعة ليزر إذا قطعها أي شخص غريب لدى مروره تصدر صافرة يبعثها الجهاز لاسلكياً إلى صاحب المنزل إن كان في خارجه”. أما الاختراع الثاني فخاص بإصدار أشعة ليزر للتجارب العلمية صممه من الليزر الموجود في ألعاب الأطفال، وزوده بمصدر قدرة تنسجم مع مواصفات الليزر المستخدم في التجارب العلمية، وميزته عن الليزر المبيع في الأسواق أن كلفته زهيدة، وقدرته على العمل لساعات أطول. ويتابع “صممت وحدات صغيرة تجمع مع بعضها لتكون 5 تجارب علمية خاصة بطلبة الهندسة والفيزياء يحتاجونها في سنتهم الجامعية الثانية؛ استخدمت فيها أدوات البيئة البسيطة، والاختراع الثالث عبارة عن جهاز قياس مستوى الماء في الخزان فقد تأثرت بعد سماعي بوفاة أشخاص عدة بينما صعدوا لمعرفة مستوى الماء في الخزان سقطوا به وغرقوا ففكرت بابتكار جهاز إلكتروني يحتوي على كيبل (مجموعة أسلاك) تغمر داخل الخزان وتتصل بجهاز موجود داخل المنزل، وتعرض عليه قراءة رقمية تشير إلى مستوى الماء فيه”، مشيراً إلى أن هذا الجهاز يفيد في المناطق التي تنقطع فيها المياه كثيراً أو لتلافي امتلاء الخزان وفيضانه من دون معرفة أصحابه. ويتمثل الاختراع الرابع، في جهاز الكشف غير المتلف باستخدام الأشعة تحت الحمراء واستخدمه في عد النقود بطريقة غير ميكانيكية تعتمد على خاصية امتصاص المادة للأشعة تحت الحمراء، كما أنه قادر على عد مبالغ مالية كبيرة في وقت أقل مما يقوم به الجهاز الخاص بعد النقود في البنوك. وحول ميزاته يقول “جهازي معد بطريقة تتغلب على مشكلة طول الفترة الزمنية المستغرقة في عد المبالغ الكبيرة”. نقطة انطلاق يعد الاختراع الخامس نقطة انطلاق حقيقية في مسيرة فرح إذ تبنته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث شارك فيه ببرنامج “نجوم العلوم”، الذي ترعاه المؤسسة، وفاز بالمركز الثاني من بين 5600 اختراع. إلى ذلك، يقول فرح “الجهاز خاص باختبار جودة ونوع زيوت الطعام، وآليته تعتمد على مصدر لأشعة ليزر صغير جدا يقابله كاشف للأشعة وهذا الكاشف متصل بدوائر إلكترونية ومتحكم دقيق مسجل عليه أنواع الزيوت شائعة الاستخدام في الأطعمة، وفيه شاشة عرض صغيرة تظهر للمستخدم النتائج وخطوات التشغيل، وبعد أن يقوم المستخدم بفتح الجهاز وتشغيله يرشده إلى وضع عبوة الزيت المراد فحصها والتي لا بد أن تكون شفافة وحجمها يتناسب مع الجهاز، ومن ثم يقوم الجهاز ببث أشعة ليزر تتخلل العبوة، ومن ثم يحدد ويخزن امتصاصية العبوة لليزر، ويعرض جملة ضع الزيت واضغط زر المعايرة، ومن ثم يقوم الجهاز بعمليات حسابية، ويختار نوع وجودة الزيت حسب قاعدة البيانات الموجودة في ذاكرة الجهاز وبالتالي يساعد الرقابة الغذائية على الكشف عن الزيوت المستخدمة في المطاعم”. ويؤكد فرح أن بلدية الدوحة في قطر تستخدم جهاز الكشف عن جودة ونوع الزيوت الطعام، حيث شاركت في تصنيعه جامعات عدة في المدينة التعليمية بالدوحة، وأشرف عليه خبراء عدة حتى خرج بصورته الأخيرة التي أهلتني للفوز بالجائزة والحصول على 50 ألف دولار استغللت جزءاً منها في تأسيس مختبري في السودان”. وحول اختراعه السادس وهو جهاز توليد الكهرباء بالرمل، يقول فرح “وجدت أن 1/3 سكان الكرة الأرضية ليس لديهم كهرباء بما يعادل ملياري نسمة، ففكرت بجهاز رخيص وبسيط وصديق للبيئة يحل المشكلة ويمكن أن يشتريه الجميع، ويعتمد في عمله على الرمل الذي هو ثاني أكبر مادة خام على وجه الكرة الأرضية، ويعتمد كذلك على الجاذبية الأرضية التي توجد بمقدار ثابت في جميع أنحاء الكرة الأرضية”. ويتابع “يتمثل هذا الجهاز بوجود خزانين متقابلين بينهما مروحة وعندما يسقط الرمل تدور المروحة وتولد القدرة الكهربائية ويتجمع الرمل في الخزان السفلي، وتتكرر العملية تماما كالساعة الرملية واستطاع الجهاز في 9 دقائق أن يولد طاقة قدرها 0,5 واط ويمكن مضاعفتها بتعديلات بسيطة تصل إلى 2 واط وهي قادرة على شحن وتشغيل الأجهزة الإلكترونية الصغيرة وإضاءة المصابيح الصغيرة”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©