الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمار العطار يهتم بموضوع الصورة أكثر من الكاميرا

عمار العطار يهتم بموضوع الصورة أكثر من الكاميرا
16 ديسمبر 2010 20:11
حرضه المشهد واستفز مشاعره، التقط اللحظة وأمسك بها ليبسط فكرتها معرضاً شخصياً يؤثث بيت السركال، وكان معرضاً شخصياً بين 3 معارض فنية ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الفنون الإسلامية “نقش ورقش”، الذي تنظمه إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، حيث افتتحت المعارض الثلاثة مساء الخميس بحضور سالم عبيد الشامشي رئيس المجلس الاستشاري لحكومة الشارقة وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. هو المعرض الفردي “أقيموا الصلاة” للمصور الفوتوغرافي عمار محمد العطار والذي يضم 23 لوحة وفيديو واحد، إلى جانب المعرض الجماعي “ابتسم للحياة” وتشارك فيه نخبة من المصورين الفوتوغرافيين أعضاء جمعية الإمارات للتصوير الضوئي من الجنسين، ومعرض “نقش من ضوء” ويحتوي على عدد من الأعمال الفوتوغرافية التي تبرز الكثير من نقوش الفنون التطبيقية وفنون العمارة الإسلامية. إيحاءات روحانية “أقيموا الصلاة” معرض يحمل الكثير من الإيحاءات والمعاني الروحانية، تظهر فيه علاقة الفرد بربه، صور ترمي لمغزى لها دلالات وفي طياتها إيماء يغمر أعضاء المتلقي، إذ يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى آلاف الجموع من مختلف المشارب، صور التقطت دون أن تكون مقصودة، جمعت مختلف الجنسيات يوحدهم توجههم لله طمعاً وخشوعاً، هكذا أراد صاحب المعرض أن تؤرخ صوره للحظة فاضت فيها جنبات المصلى بالمصلين، فاختاروا افتراش الإسفلت وتوجهوا لله سبحانه وتعالى يغرفون من فيض خيره. في هذا المعرض يرتكز المصور الفوتوغرافي عمار العطار على المشاهد المتنوعة لجموع المصلين الممتثلين لطاعة الخالق سبحانه، يريد توثيق الصلاة بما تتضمنه من خشوع وروحانية وجلال تسري على الأفعال والأقوال المنطلقة من إقامة الصلاة والمبتدئة بالوقوف في اتجاه القبلة والتكبير حتى تحين لحظة التسليم وختام الصلوات. توثيق يقول عمار العطار عن علاقته بالصورة وعن سر بداياته الأولى، وقراءته للصورة في الإمارات: بدأت التصوير لتوثيق ما يدور حولي من أحداث شخصية، وكانت أول صورة التقطها بكاميرا ذات الاستعمال الواحد، وكانت حصيلتها أربع صور فقط، احتفظت باللحظة وتخلصت من الكاميرا وكان ذلك بلندن، وكنت قليل التصوير، لم ألتقط بعدها أي صور تذكر، وفي سنة 2003 اشتريت كاميرا لتوثيق أحداث كأس العالم للشباب الذي دارت أطواره في الإمارات، وكانت هذه الكاميرا أيضاً غير احترافية، رغبتي في التصوير كانت تنحصر على توثيق المشهد واللحظة، إيماناً مني بأن هذه الصورة قد لا يكون لها معنى اليوم، ولكن ستكون لها قيمة كبيرة غدا حتى ولو لم تحمل جمالية كبيرة، لكن ستحتفظ بالحدث في ذاكرتها. التصوير من جاء إلى العطار وهو لم يسع إليه، إذ رغب في شراء الكاميرا من أجل توثيق الأحداث الشخصية فقط، لكن نصحه البعض بالاهتمام أكثر بالتصوير نظرا لجودة صوره من منظور هؤلاء، فبات يبحث عن الكتب والمواضيع التي تتحدث عن التصوير وتقنياته وجماليات الصورة، وفي ذلك يقول العطار: في سنة 2005 اشتريت كاميرا أخرى وكانت أكثر تطورا من سابقاتها، ولكن لنفس الغرض أي للتوثيق الشخصي، حيث تزوجت وأردت تأريخ خطوات حياتي ضوئيا، تطورت هوايتي ونصح أصدقائي وزوجتي بالبحث في عمق الصورة وصقل مهاراتي في الميدان، هكذا بدأت البحث عن مكان يزودني بالخبرة فكانت جمعية الإمارات للتصوير الضوئي التي سمحت لي باختبار قدراتي التصويرية من خلال الدورات والمشاركة بالمعارض الجماعية وخلق فرص للاحتكاك بالمصورين الآخرين. الموضوع أهم من الكاميرا عن كون هواية التصوير هواية عالية التكاليف، وغالبا ما توصف بأنها هواية الأغنياء نظرا لتكاليف أجهزتها الدقيقة، إضافة لكون كثيرين من الفنانين أو المصورين يعتمدون ربط جودة الصورة وجمالها بالتقنيات المستعملة، إلا أن العطار يرى عكس ذلك، حيث في ظل كل هذه التطورات الرقمية يفضل الكاميرا بفيلم، وليس الكاميرا الديجيتال، هكذا يقول العطار: لم أرتبط بنوع معين من الكاميرات، لأن موضوع الصورة بالنسبة لي أهم من الكاميرا نفسها، فالموضوع الذي يحمل رسالة للناس يمكن التقاط تفاصيله بأية كاميرا، أريد أن أكشف بعض التفاصيل وعرضها للعالم، أريد أن يعرف الناس بعض التفاصيل التي أراها ولا يرونها، هكذا رجعت في عصر التقنيات العالية إلى الكاميرا التي تعمل بفيلم، وهذا يحقق مرادي من الصورة، فهي بالنسبة لي رسالة وموضوع، ربما لا تكون لها قيمة اليوم، لكن ستتغير النظرة لها حتما مستقبلا بعد عشر سنوات أو عشرين سنة، ستكون بمثابة وثيقة تتحدث عن البيئة التي التقطت فيها والظروف التي أحاطت بها، والتطور الذي عرفه المكان الذي كان مسرحا لها وهكذا. نبض الحياة له منظور خاص للصورة وموضوعها ويقول عن ذلك العطار: أجول في الشوارع وفي الأماكن، أرى بعين قد لا يرى بها كل الناس، أدقق في جزئيات قد تكون غائبة عن ذهن البعض، هكذا أحاول نقل نبض الشارع ونبض الحياة والمعيش اليومي للناس، ففي رمضان الكريم مثلا كنت أجول وقت الإفطار وألتقط صور موائد الرحمان، وأرى كيف بعض الناس من المحتاجين يفرحون بهذه الموائد، في حين هناك من يرمي بالأكل يومياً في القمامات، وكثيرة هي التفاصيل الإنسانية والمواضيع التي تستدعي المكاشفة عن طريق الصورة، وألقي الضوء على تفاصيل كثيرة من حياتنا كوننا نعيش بين مختلف الجنسيات، وكل يحمل معه عاداته وتقاليده وثقافته، فلما لا نقرب بعضهم من بعض عن طريق الصورة؟ فمثلا بالصدفة حضرت رياضة مصارعة باكستانية التي دارت بشكل ودي خلال نهاية الأسبوع، صورت ذلك ونشرته وكان ذلك موضوع تساءل عن هذه الرياضة وعن تفاصيل إقامتها وتاريخها، فأحياناً الصورة تكون ناطقة أكثر من الكلمة نفسها، ويضيف العطار: وأنا أمشي في الأماكن، لم أحدد يوما هدفا ما للصورة، هكذا تزورني بعض المشاهد فألتقطها حينها، لا أنتظر ولا أترك مسافات زمنية بين الحدث والضوء، لأنه لو تغير المشهد يستحيل إعادته في السياق نفسه، كهذا لا تفارقني الكاميرا. إضافة لذلك يقول العطار: ما زلت أستعمل الكاميرا الفيلمية في التقاط الصورة، إذ أومن بجودتها، ورغم ما يتحقق من قفزات تكنولوجية في إطار تقنيات التصوير الفوتوغرافي إلا أنني ما زلت أعتمد على التقنية القديمة، أما بالنسبة لتحميض الصورة وإخراجها فإنه يقول: جمعية الإمارات للتصوير الضوئي توفر لنا هذه الإمكانات فكل الأجهزة موجودة وأبواب الجمعية مفتوحة لكل من يريد صقل مهاراته ويبحث عن الأجود. قبلة واحدة عن تفاصيل معرض “ أقيموا الصلاة” يقول عمار العطار: أثارت انتباهي هذه الجموع الغفيرة المتوجهة يوم عيد الأضحى للمصليات، من مختلف الجنسيات توحدوا كلهم في الوجه لله سبحانه وتعالى، جموع تصطف رغبة ورهبة، فبحثت عن مكان ألتقط فيه الصورة من فوق لتشمل أكبر عدد من المصلين، وكانت أغلب الصور من مصلى العيد بعجمان الذي فاضت جنباته عن المصلين، فافترشوا الأرض، وصلوا بين السيارات تحركهم رغبتهم الشديدة في الوقوف بين يدي الله عز وجل. وحين اقترحت علي الجمعية المشاركة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، فإنني فكرت في هذا العمل كونه يحمل روحانياً ومعاني يلزم إظهارها للآخر، خاصة لغير المسلمين. أما بالنسبة لمشاركاته في المعارض يقول العطار: سبق وفزت بجائزتين، منها جائزة من خلال مشاركة في مهرجان صيف دبي 2007، وفي سنة 2008 حصلت على جائزة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عن جمال الخيل في أبوظبي، كما شاركت في العديد من المعارض، ويعتبر معرض “أقيموا الصلاة” أول معرض شخصي بالنسبة لي. أهم المعارض: ? الحياة في رمضان في مرايا القصباء، الشارقة 2010 ? صنع في تشكيل، دبي 2010 ? صورة جيل، تشكيل، دبي 2010 ? المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، دبي 2009 ? معارض أخرى أقيمت عن طريق ? جمعية الإمارات للتصوير، 2007-2010
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©