الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزول الماء السلوي للحامل علامة للولادة المبكرة

نزول الماء السلوي للحامل علامة للولادة المبكرة
16 ديسمبر 2010 20:16
تهلع النساء الحوامل وتقلق عند نزول السائل السلوي (الأمنيوسي). ويشيع في الأوساط النسائية أن نزول السائل السلوي يعني أن وقت المخاض قد حان وأن على المرأة أن تتهيأ للولادة دون انتظار أو تردد. ومن الطبيعي أن يُساور الحامل للمرة الأولى نوعا من الفضول حول نزول هذا السائل وتوقيت نزوله وردة الفعل التلقائية للحامل عند الشعور بنزوله. فهل نزول هذا السائل إشارة تقتضي الاستجابة لها بشكل فوري وإفساح الطريق للجنين بعد أن يُصبح مستعداً للخروج من غياهب الرحم إلى عالم جديد؟ خلال الحمل يكون الجنين مُحاطاً بغشاء ومُتوسداً سائلاً أمنيوسياً، ويُصطلح على هذا الغشاء الكيس السلوي. وأحياناً يتسرب القليل من هذا السائل أو يتمزق هذا الكيس قبل أن يحين موعد المخاض للحامل. ويُطلق على هذه الحالة التمزق المبكر للأغشية. وعندما يحدث ذلك، فإن الحامل ستلاحظ نزول قطرات سائلة رقيقة بشكل متواصل من مهبلها، أو قطرات كبيرة تسيل بتدفق أكثر في حال حدوث تمزق على مستوى الكيس. تمزق الكيس السلوي يقول أطباء النساء والتوليد إنه ليس سهلاً دائماً معرفة ما إذا كان الكيس السلوي قد تمزق أم لا. فمثلاً، قد يكون من الصعب التمييز بين السائل السلوي (الأمنيوسي) والبول، خصوصاً إذا كان السائل ينزل على شكل قطرات رقيقة فقط. ولذلك فإنه يتعين على الحامل التي تلاحظ نزول مثل هذه القطرات أو تستشعرها الإسراع بمراجعة طبيبها أو طبيبتها، أو التوجه إلى أقرب عيادة توليد إلى مكان إقامتها في حال كانت القطرات تتدفق بشكل كثيف. وعلى المرأة في مثل هذه الحالات أن تنظر إلى هذه القطرات بعناية لتمييز لونها ورائحتها حتى تُسهل الأمر على طبيبتها التي توضح للحامل بناءً على توصيفها وبعد فحصها وكشف حالة الجنين ما إذا كان الأمر يتعلق بموعد المخاض أو بعارض آخر. محاذير يجب تجنبها عند اشتباه الحامل أو شكها في نزول السائل السلوي، فإن عليها أن تحرص على عدم القيام بأي شيء قد يؤدي إلى تسرب بكتيريا إلى داخل مهبلها ثم إلى رحمها. ويُفضل أيضاً أن تمتنع المرأة عن الجماع خلال الأسبوع التاسع والثلاثين نظراً لأن أي ضغط أو تعنيف لمنطقة الرحم قد يؤدي إلى تسرب السائل السلوي أو تمزق الكيس الذي يحويه. وعلى الرغم من أن استحمام الحامل لا يشكل أية خطورة على صحتها، فإن بعض الأطباء والطبيبات المشرفات على الولادة ينصحون الحامل بالإسراع بالتوجه إلى المستشفى أو عيادة التوليد دون القيام بأي شيء آخر حتى يتسنى القيام بالتدخل الطبي الضروري في الوقت المناسب وقبل أن يفوت الأوان. موعد المخاض إن غالبية النساء اللاتي يتعرضن للتمزق المبكر لأغشية الكيس السلوي يستشعرن آلام المخاض بعد حدوث ذلك بوقت قليل. لكن قد يحدث تأخر ما في بعض الحالات، مما يستدعي اللجوء إلى تعجيل الولادة من خلال تحفيز المخاض أو الطلق الاصطناعي. وكلما تأخر وقت المخاض بعد نزول الماء السلوي أو تمزق غشاء الكيس السلوي تزايدت مخاطر إصابة المرأة أو جنينها بعدوى أو التهابات. تمزق مبكر إذا نزل السائل السلوي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، فإن الأمر هنا يتعلق بتمزق مبكر لأغشية الكيس السلوي. ومن بين أسباب تمزق الكيس السلوي في وقت مبكر جداً ما يلي: - وضع الحامل لمواليد سابقين بصورة مبكرة بسبب تمزق غشاء الكيس السلوي. - وجود عدوى ما في الجهاز التناسلي. - حصول نزيف مهبلي خلال فترة أطول من ثلاثة أشهر. - التدخين خلال فترة الحمل. نقطة اللاعودة إذا نزل السائل السلوي في وقت مبكر جداً، فإن الطبيبة المشرفة تفحص الحامل وجنينها لمعرفة حالتهما. وقد يحدث أحياناً أن يمتد الحمل حتى ما بعد نزول السائل السلوي، لكن ذلك يقتصر على حالات محدودة جداً، وفي غالبية الحالات يكون نزول السائل السلوي أو تمزق غشاء الكيس بمثابة نقطة اللاعودة التي تعقُبها الولادة مباشرةً، سواء بطريقة طبيعية أو بعملية جراحية. وتضع معظم الحوامل اللاتي يتعرضن لتمزق أغشية الكيس السلوي مواليدهن خلال فترة لا تتعدى أسبوعاً واحداً. ومن بين المخاطر التي تصبح المرأة وجنينها معرضين لها بعد نزول السائل أو تمزق الكيس العدوى وانفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، وسقوط الحبل السري الذي يسقط خلاله الحبل السري في المهبل قبل نزول الجنين. ويكون الجنين في هذه الحالة عُرضةً لمضاعفات بسبب الولادة المبكرة. تقنية التمزيق من المعلوم أن الكيس السلوي لا يتمزق عادةً إلا قُبيل بداية المخاض بقليل. وإذا بدأ المخاض من تلقاء ذاته، فإن الكيس السلوي سيتمزق في لحظة ما قبل وضع المولود. وإذا كانت الطبيبة المشرفة تعتقد أن الكيس السلوي يجب أن ينفتح خلال المخاض، فإنها تستخدم تقنيةً تمزيق أغشية الكيس السلوي عندما يتوسع عنق الرحم بشكل جزئي ويكون رأس الجنين مندفعاً نحو أسفل الحوض، وذلك باستخدام كُلاب بلاستيكي رقيق لشق الكيس السلوي. ولا يُسبب هذا الشق أي ألم، بل إن الحامل قد تشعر بدفء تدفق السائل السلوي من كيسه ونزوله بغزارة. تعجيل الولادة إذا لم يأت الحامل المخاض، فإن طبيبتها قد تستخدم تقنية تمزيق الكيس السلوي كجزء من عملية تعجيل الولادة وتحفيز بدء المخاض. ومن الطبيعي جداً أن يُساور القلق المرأة الحامل بشأن اقتراب المخاض أو تأخره وبشأن نوع الولادة التي تنتظرها. غير أن الأهم بالنسبة للمرأة - يقول أطباء التوليد- هو أن تسترخي قدر الإمكان ولا تستعجل شق بطنها. وعوض الانشغال والقلق الزائد بشأن وقت نزول السائل أو تمزق الكيس السلوي الذي لا يُمكن التنبؤ به، يُفضل للحامل أن تُركز على الخطوات التي ينبغي عليها اتباعها بعد حدوث ذلك، والتصرف بثبات واتزان وبثقة في الله والطبيبة المشرفة عليها، مع إيقانها بأنها ستتخطى آلام الولادة وتخرج من تجربة الولادة سالمةً وغانمةً بفلذة كبد جديدة سيغمر حياتها حُباً ودفئاً وينسيها ما قاسته من آلام أثناء الحمل وخلال الولادة. عن موقع «mayoclinic.com” ترجمة هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©