عقيل الحـلالي (صنعاء)
سيطر المتمردون الحوثيون أمس الاثنين على طريق استراتيجي في محافظة الجوف «شمال» يربط بين اليمن والسعودية بعد مواجهات مع مسلحين قبليين خلفت خمسة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى.
وذكر مصدر قبلي في الجوف لـ«الاتحاد» أن المتمردين الحوثيين نصبوا أمس حواجز تفتيش في الطريق الاستراتيجي الذي يمتد عبر المحافظة إلى منفذ البقع الحدودي مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن سيطرة الحوثيين على هذا الطريق الحيوي جاءت غداة مواجهات ليلية مع رجال قبيلة «المهاشمة» المحلية استمرت ساعات.
وأكد المصدر سقوط خمسة قتلى على الأقل جراء المواجهات التي وقعت في منطقة «الهجلا» بمديرية خب الشعف المرتبطة بحدودية طويلة مع السعودية.
ويؤدي الطريق الاستراتيجي إلى منفذ البقع الحدودي بين اليمن والسعودية، ويقع في محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين الذين يعارضون الحكومة اليمنية منذ مطلع 2004 على خلفية مزاعم بتهميش وإقصاء أبناء الطائفة الزيدية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أنه وزارة السياحة أصدرت أمس الاثنين دليلاً سياحياً هو الأول من نوعه لمحافظة صعدة الخاضعة منذ أبريل 2011 لسيطرة المتمردين الحوثيين الذين وسعوا في الشهور الماضية نفوذهم بشكل كبير في شمال البلاد قبل أن يسيطروا على أجزاء واسعة في العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر المنصرم بعد ستة أيام من القتال انتهت بسقوط معسكر «الفرقة الأولى مدرع» المحسوب على حزب الإصلاح الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين.
وينتشر المسلحون الحوثيون في كثير من شوارع العاصمة صنعاء وينظمون حركة السير في بعض الشوارع، كما يسيطرون على منشآت حكومية ومعسكرات للجيش في ظل غياب أجهزة الدولة.
وذكر مسؤول في بلدية صنعاء لـ(الاتحاد) أن المسلحين الحوثيين بدأوا مؤخراً بارتداء الزي الخاص بشرطة الدوريات والطرقات (النجدة)، دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل.
ويرفض الحوثيون الانسحاب من العاصمة صنعاء على الرغم من إبرامهم اتفاق السلام والشراكة الذي تم التوصل إليه أواخر سبتمبر برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر.
وقال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، لدى زيارته معسكرات في مدينة عدن جنوب البلاد، إن «الدولة ممثلة بقيادتها السياسية والحكومة ومستشاري رئيس الجمهورية وكل الأحزاب والتنظيمات السياسية، بمن فيهم أنصار الله (الحوثيون) يعدون العدة، ويعملون حالياً على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه العسكري والأمني لضمان خروج اليمن إلى بر الأمان».
وأكد أن قوات الجيش ستظل «القوة الضاربة بيد الشعب والمدافعة عن السيادة الوطنية وصون الحقوق والحريات العامة ومصالح ومقدرات الشعب التنموية والاقتصادية»، مشدداً على ضرورة تحلي المقاتلين باليقظة والحس الأمني الرفيع والجاهزية الفنية والقتالية العالية «وبما يضمن التنفيذ الإيجابي والمتميز لكافة المهام العسكرية والأمنية المسندة إليهم».
ولفت إلى أن المرحلة الحالية التي يمر بها اليمن تتطلب «تضافر للجهود بين القوى السياسية والحزبية كافة للخروج بالوطن من دوامة العنف والأزمات» المستمرة منذ اندلاع انتفاضة 2011 التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي بداية 2012 بعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم البلاد وبموجب خريطة طريق قدمتها دول الخليج العربية آنذاك.
ودعت مجموعة الدول العشر الراعية لاتفاقية المبادرة الخليجية إلى الإسراع في تسمية رئيس الحكومة الجديدة بموجب بنود اتفاق السلام الذي أفضى إلى تشكيل حكومة كفاءات شاملة في غضون 30 يوماً على أن يتم اختيار رئيس الوزراء في ثلاثة أيام من تاريخ الاتفاق.
وأكد سفراء مجموعة الدول العشر في بيان مشترك أصدروه، مساء أمس الأول، على ضرورة تنفيذ اتفاق السلام والشراكة الوطنية «بشكل كامل وبأسرع وقت ممكن وبحكمة».
وأضاف البيان: «يؤمن سفراء مجموعة الدول العشر بأن اتفاق السلم والشراكة الوطنية يتوافق بشكل كامل مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ويقدم الاتفاق جنباً إلى جنب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خريطة الطريق والإرشادات لتحقيق السلم في اليمن».
وحث سفراء مجموعة الدول العشر- التي تضم دول الخليج العربية باستثناء دولة قطر والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى الاتحاد الأوروبي - على «الإسراع في تعيين رئيس وزراء تنطبق عليه المعايير المحددة في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وذلك ليتم استكمال تنفيذ الخطوات التالية في الاتفاق، التي من ضمنها إزالة جميع نقاط التفتيش والمخيمات غير النظامية».
وأكدوا مواصلة دعمهم للرئيس عبدربه منصرو هادي وتنفيذ هذه الخطوات من أجل جميع اليمنيين.
عدد اليوم
