الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المهدي يسلم أمبيكي مقترحات حول الحوار الوطني السوداني

6 أكتوبر 2014 23:30
كشف زعيم حزب الأمة السوداني، آخر رئيس وزراء في العهد الديمقراطي الصادق المهدي، عن رسالة سلّمها لرئيس الآلية الأفريقية، ثامبو أمبيكي، دفع عبرها بجملة مقترحات متعلقة بالحوار السوداني، بينها عقد مؤتمر دستوري برئاسة أمبيكي نفسه، يضم الأطراف السودانية كافة. ودعا المهدي، وهو أيضاً إمام طائفة (الأنصار)، الرافد الديني لحزبه، في الرسالة التي كشف عنها، إلى الضغط على الحكومة في الخرطوم لتنفيذ جملة مطالب، تبدأ ببناء الثقة شيئاً فشيئاً، وتتعلّق بإلغاء القوانين المقيّدة للحريات، فضلاً عن وقف الإجراءات المتعلقة بالانتخابات المقبلة. وأعلن المهدي في الرسالة، التزامه في حال نجاح الحوار، لمخاطبة الأسرة الدولية بصيغة مشتركة لمساعدة البلاد، بما يمكنه من الارتقاء وبناء وطن، فضلاً عن مطالبتها بإعفاء الديون ورفع العقوبات واسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، بالإضافة إلى إيجاد معادلة للتوفيق بين عدم الإفلات من العقوبة والاستقرار (في إشارة إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير). وأشار المهدي، إلى أنّه شرع في مشاورات مع علماء ومفكرين حول مشروع «نداء» استنهاض الأمة، الذي أعدّه مقترحاً، وعدَّه بمثابة طوق نجاة للأمة العربية والإسلامية، من حالة «الاستقطاب الحادّ»، التي قال إنّها تجعل أحد أطرافها إما قاتلاً وإما مقتولاً. ونصح أصحاب المرجعيات الإسلامية بإجراء مراجعات إيجابية، للقضاء على الفتنة؛ مضيفاً «هذه المراجعات ضرورية كي لا تكون النتيجة إما الفوضى وإما الاحتلال الداخلي، المتمثل في الاستبداد أو الاحتلال الأجنبي، الإمبريالية». إلى ذلك، رهن أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة، نجاح الحوار الوطني بمشاركة حاملي السلاح. وقال رحمة، إن حزبه سيعمل على استثمار العلاقات التي تربطه بالحركات المسلحة لصالح استقرار السودان، مرحباً بالمجهودات الدولية التي تصب في مصلحة البلاد. من جانبه، أكد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، موقف حزبه تجاه الحوار الوطني، باعتباره قضية استراتيجية. وقال عمر، في تصريحات لقناة «الشروق» السودانية، خلال معايدة الحزب بدار زعيمه حسن عبدالله الترابي، بمناسبة عيد الأضحية المبارك: «حزبنا سيدعم مسألة الحوار الوطني بشكل قوي من خلال علاقاته، بغية الوصول إلى حلول تمكن من إعلاء فيم الديمقراطية والسلام». وأضاف القيادي بالمؤتمر الشعبي أن آلية الحوار الوطني قد أجازت خريطة الطريق في مرحلتها الأولى، التي ستعرض خلال الأيام القادمة على أكثر من 80 حزباً لإجازة ما تم الاتفاق عليه، ووضع تصور لشكل العلاقة مع القوى السياسية والحركات المسلحة الرافضة. من جانب آخر، وجه الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض انتقادات علنية لقرار الحكومة إغلاق المركز الثقافي الإيراني معتبراً القرار أنه جاء «استرضاء للسعودية»، على حد قوله. ودعا الترابي خلال خطبة العيد التي ألقاها السبت أمام حشد من أنصاره في حي (مايو) أحد أكبر الأحياء الشعبية جنوبي العاصمة الخرطوم، إلى وحدة المسلمين بكل طوائفهم، مستهجناً «التقسيم الطائفي للمسلمين»، باعتباره «يبدد قوتهم ويزيد من الهيمنة الغربية عليهم». وأضاف الترابي: «علينا أن نشايع (نقف بصف) من هو على حق ونخاصم من هو على شر ونتقي الله ليرزقنا وينصرنا وليس كما يفعل هؤلاء، في إشارة إلى الحكومة السودانية، يذهبون للسعودية ويقولون لهم أغلقنا المركز الإيراني فادعمونا». والشهر الماضي أغلقت الحكومة السودانية المركز الثقافي الإيراني بحجة «تجاوز التفويض الممنوح. . وتهديده للأمن الفكري والاجتماعي»، إلا أن خبراء وقتها وقالوا إن السبب الرئيسي للإغلاق هو «محاولة الحكومة استرضاء السعودية الغاضبة من التقارب بين الخرطوم وطهران». وتتصدر السعودية قائمة الاستثمارات العربية في السودان بأكثر من 4 مليارات دولار، وهي ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين. وتوترت العلاقة بين الخرطوم والرياض بشكل بائن عقب رسو سفن إيرانية حربية في الساحل السوداني على البحر الأحمر في أكتوبر 2012، وفي ديسمبر من العام نفسه. ورغم سعي الخرطوم لموازنة علاقتها بين طهران والرياض باستضافتها سفناً حربية سعودية في فبراير 2013، إلا أن العلاقات لم تتحسن بعد أن استقبلت البحرية السودانية مجدداً سفناً إيرانية في سبتمبر 2013 وأخرى في مايو الماضي. وفي مارس الماضي، أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية، وقلصت إيراداتها من المواشي السودانية التي تقدر بنحو 50% من حاجتها ضمن إجراءات وصفها خبراء وقتها، بأنها «عقابية». وأقر وزير الخارجية السوداني علي كرتي في مايو الماضي، ولأول مرة، بتوتر العلاقة بين بلاده والسعودية، وكشف عن رفض الخرطوم لعرض إيراني بإنشاء منصة دفاع جوي على ساحل البحر الأحمر للحد من عمليات القصف الإسرائيلي المتكررة للأراضي السودانية حتى لا ترى السعودية أنها موجهة ضدها. (الخرطوم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©