الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان: البراكين ومستقبل الطاقة

6 أكتوبر 2014 23:40
جاكوب آدلمان وماسومي سوجا ربما تزيد ثورة بركان جبل «أونتاكي» في اليابان يوم السبت الماضي الجدل الذي يسوقه نشطاء يشنون حملة لإغلاق المفاعلات النووية الـ48 في البلاد. والمحطات الذرية اليابانية متوقفة عن العمل لإجراء فحص على معايير السلامة منذ كارثة فوكوشيما التي تعد هي أكبر كارثة نووية في العالم منذ تشرنوبل.وكان زلزال عنيف قد أدى إلى موجات مد عاتية «تسونامي» دمرت قرى في شمال شرق اليابان في مارس 2011. وأدت الكارثة إلى انصهار نووي في محطة «دايتشي» النووية في فوكوشيما وتلوث رقعة واسعة في الأراضي بالإشعاع ونزوح أكثر من 150 ألف شخص عن ديارهم. وأعلنت مصلحة التنظيم النووي أن مفاعلين في محطة تديرها شركة «كيوشو إليكتريك باور» في جنوب اليابان يستوفيان معايير السلامة الجديدة مما يشير إلى أنهما هما الأقرب إلى استئناف العمل. وتبعد محطة «كيوشو إلكتريك» التي تعرف أيضاً باسم «سنداي» 50 كيلومتراً من بركان نشط آخر يسمى بـ «ساكوراجيما». والمحطة ليست بعيدة أيضاً عن مجموعة من الفوهات التي صنعها ثوران سابق لبراكين أخرى. وقد ذكر ستيفن تشيرش الشريك في شركة أبحاث الأسهم «جيه. أي. آسيا» يوم الاثنين الماضي أن «مصلحة التنظيم النووي تعرضت للانتقاد لأنها أخذت في الحسبان المخاطر المتزايدة لثوران البركان... وثوران بركان أونتاكي لو كان كبيراً لربما تتسبب في تأخير برنامج استئناف عمل المفاعلات النووية». وبدوره ذكر «يوكي هيرانو» المتحدث باسم «كيوشو إلكتريك» عبر الهاتف أن ثورة بركان «أونتاكي» الواقع في منطقة مختلفة من اليابان وبعيدة عن «كيوشو» لن يؤدي إلى تغيير في معايير السلامة بالنسبة لوحدة «سنداي». أما النشطاء الذين يعارضون استئناف عمل مفاعل «سنداي» فقد أشاروا في وقت لاحق إلى مخاطر البراكين عندما كانت مصلحة التنظيم تقيم معايير السلامة في المنشأة. واحتجت شركة «كيوشو إليكتريك» على المصلحة بأنها تستطيع استخدام مجسات قياس الزلازل وتكنولوجيا التموضع العالمي للتنبؤ بعمليات الثوران التي قد تهدد مفاعلاتها. وكانت المصلحة قد وافقت على تقرير لمعايير السلامة يوم العاشر من سبتمبر المنصرم. ولم يتمكن علماء الزلازل من التنبؤ بالثوران الذي حدث يوم 27 سبتمبر في «أونتاكي». وذكرت تقارير أن ما يزيد على 45 شخصاً قتلوا معظمهم من المتجولين في المنطقة حيث سُمح لهم بدخول المنطقة لأن المجسات لم تشر إلى أي تهديد من نشاط بركاني. ويقع جبل «أونتاكي» على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة طوكيو. وتثور البراكين من آن لآخر في اليابان وهي واحدة من أكثر دول العالم من حيث النشاط الزلزالي ولكن لم تقع وفيات بسبب البراكين قبل هذا إلا في عام 1991 عندما قتل 43 شخصاً في تدفق حمم بركانية من بركان جبل «أونزين» في جنوب غرب اليابان. و«أونتاكي» هو ثاني أعلى بركان في اليابان، وكانت أحدث ثورة له قد وقعت منذ سبع سنوات، فيما سجلت أقوى ثورة لهذا البركان في عام 1979. وبدورها قالت «إيلين ميوكو سميث» مديرة جماعة «جرين آكشن» المناهضة للنشاط النووي في اليابان ومقرها «كيوتو» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «إن ما حدث عصف بحجج مصلحة التنظيم النووي عن قدرتها على التنبؤ بعمليات الثوران... فقد قالوا إن نظام التموضع العالمي للمراقبة يستطيع أن يفي بالغرض. ولكن في حالة أونتاكي لم يستطع ذلك». وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها الصحف أن غالبية الجمهور الياباني ضد استئناف عمل المحطات النووية وربما يعزز ثوران بركان «أونتاكي» المعارضة مع وجود 110 من البراكين النشطة منتشرة في أنحاء البلاد.أما تشارلز كونور، عالم فيزياء الأرض والمتخصص في البراكين في جامعة ساوث فلوريدا، فقد قال في حديث عبر الهاتف إن محطة «توماري» في أقصى الشمال التابعة لشركة «هوكايدو إليكتريك باور» طلبت من مصلحة التنظيم النووي إجراء عمليات مراقبة لمعايير السلامة في ثلاثة مفاعلات تقع على مقربة أيضاً من فوهة بركان نشط. وأضاف أن حدوث ثوران بركاني كبير يمكن التنبؤ به قبل حدوثه، وهو ما يمنح العاملين في المحطة بعض الوقت للاستعداد. وصرح «يوشيهايد سوجا» كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحفيين يوم الأحد الماضي بأنه لا يتوقع أن يكون لثوران بركان «أونتاكي» أي تأثير على استئناف النشاط النووي. وذكر «تون أوسوليفان» مؤسس شركة استشارات الطاقة «ماتيوس» ومقرها في طوكيو، في تصريح عبر الهاتف أن قرب بركان «ساكوراجيما» من محطة «سنداي» كان من بين القضايا التي أثارها من لا يؤيدون استئناف العمل النووي. وأضاف أوسوليفان «أعتقد أن الأمر قد يطرح سؤالا بشأن استئناف العمل». ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©