الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابتسام أبو عنان: خيولي تحمل كل السمات الإنسانية

ابتسام أبو عنان: خيولي تحمل كل السمات الإنسانية
6 أكتوبر 2014 23:41
محمود عبدالله (أبوظبي) عالم التشكيلية المغربية المقيمة في الإمارات ابتسام أبو عنان، ليس غريباً ولا مغلقاً، لكنه مثير، بل وفاعل وله بصمته، لأنه لصيق بثقافة الصحراء. وتعد تجربتها من التجارب النسائية المتجددة، فهي متخصصة منذ عام 1986 برسم الخيول العربية، والتراث البدوي والصحراوي، وكذلك رسم الوجوه الإنسانية بأسلوبية، فيها فيض علامات ورموز، تبرز قيمة الأمل والحياة، وتعبر عن أحاسيس آدمية، عن السعادة ونقيضها. إن حركة الريشة وسحر الألوان في أعمال ابتسام، تمنحانها علامة أخرى من علامات الاختلاف والتميز، تلك الحركة تمنح لزوايا اللوحة دينامية خصبة لإنتاج فيض من المعرفة والأسئلة، والكثير من الإشارات الدّالة على عالم مخضّب بحناء الواقعية وحواف من الرمزية.«الاتحاد» التقت خريجة أكاديمية الفنون الجميلة بالمغرب، في أبوظبي، فسألتها عن سرّ تخصصها في رسم الخيول العربية الأصيلة، فقالت: لقد عشقت الخيل العربي منذ الصغر على اعتباره دالاً ثقافياً وتاريخياً، أنا أنجذب بقوة نحو رسم الخيل دون غيره، كما أهتم برسم الشروق والغروب والبحر، لتحقيق مفهوم الانسجام بين الماء والأرض، أو ثنائية الكون، لذلك تجد أن كافة لوحاتي لا تخلو إحداها من اللون الأزرق الرامز للماء والسماء والأمل بشكل خاص، ويجاوره لوني الأصفر والبني كرمز للتراب، وهنا تتجسد الثنائية التي أتحدث عنها. وعن أسلوبها الفني قالت: أعتمد في لوحاتي على الإضاءة الداخلية وحركة الخيل، ومزج الألوان، ومضمون العمل الفني العام، فاللوحة عندي ليست جامدة، فيها حياة خاصة، تجعلك تعيش اللحظة التي يجسدها المضمون. وتابعت قائلة:»أنا منفتحة على المستقبل وعالم التجريب، لكي أدخل إلى عوالم الفكر والفلسفة والتراث والطبيعة من خلال كائن حيواني «الخيل» فيه ضمنا كل السمات الإنسانية» عن تصنيفها لنفسها ضمن حركة التشكيل المغربي، قالت: أنا أرسم من أجل التعبير عن كل ما أشعر به في الحياة، الفن بالنسبة لي إحساس صادق وتعبير مؤثر قوي عن الأشياء التي نشعر ونحلم بها، وإن تصنيفي قد يدخل في باب المزج بين الواقعية والحداثة، لكن اللوحة بالنسبة لي في النهاية هي رابط بيني وبين الخالق، هي عالمي وفلسفتي في الحياة، والتقرّب من الخالق، وأعتقد أن هناك جانباً صوفياً أو روحانياً في أعمالي، فلو تعمقت فيها ستجد في مضمونها وفلسفتها وألوانها وخلفيتها ما يعزز ذلك، ففي معظم لوحاتي أركز على عين الخيل، لأنها مرآة الروح، ومن خلالها نستطيع أن ندلف إلى الأعماق، ومن ثم تتحول اللوحة التشكيلية إلى رحلة حالمة لطرح المزيد من الأسئلة، بحثاً عن حقيقة العالم والكون والوجود. وأكدت ابتسام أن لها حضوراً فاعلاً في الحركة التشكيلية في الإمارات، من خلال مشاركتها في كافة المعارض التراثية التي تنظمها هيئات مختلفة في الدولة، معبرة عن تقديرها للاهتمام الرسمي بتراث الخيول والحياة البرية، وقالت: الحركة التشكيلية في الإمارات تتطور بسرعة نحو العالمية، من خلال حوار التجارب والأجيال، ومن خلال محلّية خالصة تبدو واضحة من التركيز على الموروث الشعبي، والتحولات التي طرأت على المجتمع الإماراتي ويجسدها التشكيليون بطرق وأساليب متجددة معاصرة تنسجم مع تطور التشكيل العالمي. إن ترسيخ قيمة التعايش والتسامح وحوار الثقافات في الإمارات، فتح نوافذ عديدة للتمازج الثقافي التشكيلي، من خلال نهضة نلمسها في الاهتمام الرسمي وتظاهرات المعارض، نحو رسالة نبل وسلام، ومبادئ المحبة والتعايش والحوار الخلاق والجمال إلى العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©