الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الكونغو» تنويعة جديدة على رواية أندريه جيد

«الكونغو» تنويعة جديدة على رواية أندريه جيد
6 أكتوبر 2014 23:41
حسونة المصباحي (برلين) يعيش الكاتب البلجيكي دافيد فون رايبروك البالغ من العمر 41 عاماً في حيّ في بروكسيل، غالبيّة سكّانه من المهاجرين المغاربة والأفارقة، وهو يعتقد أن الاختلاط بهؤلاء المهاجرين يسمح له باكتشاف الثّقافات الأخرى، والاستفادة منها في أدبه. وهو يتنقّل كثيراً بين بلدان العالم للّدفاع عن حرّيّة الشعراء، والكتّاب، والفنّانين، وإدانة أجهزة الرّقابة بمختلف أشكالها، وأنواعها. وفي مدينة «أنفارس»، يشرف رايبروك على بيت يستقبل الكتّاب الأفارقة الفارّين من الأنظمة الاستبدادية في بلدانهم. وهو يرغب في أن تكون بلاده «مَخْبراً للديمقراطيّة» بحسب تعبيره، كما أنه أنشأ مركزاً ينشط من أجل إنهاء الأزمات السيّاسيّة المتتالية في بلاده، ومن خلاله يدعو الفنّانين، والكتّاب، والشّعراء، والمفكّرين للتّوحّد من أجل الدّفاع عن الديمقراطيّة، ويتمتّع دافيد رايبروك بمواهب متعدّدة، فهو روائيّ، وشاعر، ومؤرّخ، وفيلسوف، ومسرحيّ، وفي الجامعة دَرَس الأنثروبولوجيا، وتخرّج فيه بشهادة دكتوراه عن علاقة الإنسان بالحيوان، غير أن دافيد رايبروك لم يحصل على الشّهرة إلاّ بعد أن أصدر رواية بعنوان: «كونغو»، وفيها نقرأ الفقرة التّالية: «في كاتنغا، نحن لا نزال نتمتّع بالنّفوذ. ونحن نقول: إذا ما نحن استطعنا أن نُنْقذ الوضع، فإنه بمقدُورنا أن نترك الباقي يَغرقُ ما دام كلّ شيء هنا يبدو على ما يرام، النّحاس يباع جيّداً، واتّحاد المناجم يعمل بشكل متواصل، الكونغو بالتّأكيد مستقلّ، غير أنّ الاحتلال في كاتنغا لا يزال قائماً. ويمكن للعمّال البلجيكييّن أن يحصلوا على الويسكي، وعلى الفواكه القادمة من أفريقيا الجنوبيّة، ويمكنهم أيضا أن يأتوا من بلجيكا بالمحار الطّري. وكان ذلك العهد، عهد المآدب والحفلات، وكانت هناك كلمات جديدة لتسْمية الحفلات التي يدخّن فيها الجميع: نساء شابّات أنيقات، بتسْريحات حديثة، ورجال بقمصان بيض..كان عهد مغّنين من أمثال أدامو، وفرانسواز هاردي. وعلى ضفّة المسبح، كنّا نشرب «المارتيني الأبيض»، ونسمع ضربات كرة التّنس في الملاعب البعيدة». ومتحدّثاً عن روايته المذكورة، يقول دافيد رايبروك: «عندما شرعت في التّفكير في تأليف هذا الكتاب حول التّاريخ المتقلّب لهذا البلد، أي الكونغو، شعرت أنه لن يكون لعملي أيّ معنى إلاّ إذا ما أنا منحت فرصة الكلام لأصوات كثيرة، ومتعدّدة». ويضيف قائلاً: «كنت أريد أن تكون شخصيّات الكتاب عادية جدّاً، وسطحيّة، غير أن حياتها تأثّرت بما جرى من أحداث كبيرة. أعتقد أن الذّاكرة الشعبيّة لا تموت، وهي حيّة دائما، وأبداً، وهي التي تختزن التّاريخ بشكل مثير ورائع». وجاءت رواية «كونغو» مزيجا ًمن الأدب، والتّاريخ، والأساطير، وبحسب بعض النّقاد هي تبدو وكأنها تعيد كتابة مؤلّف أندريه جيد الشهير «رحلة إلى الكونغو» الصّادر عام 1927. ولكي يكتب روايته، أقام دافيد رايبروك في الكونغو أشهراً طويلة، وعاش في قرى فارغة تجول فيها الكلاب السّائبة، وعاشر أطفالاً يحملون السّلاح، ويقاتلون في الغابات، كما أنه استجوب نساء اغتصبن، واطّلع على وثائق في غاية الأهمّيّة. ولكن لماذا الكونغو؟ عن هذا السّؤال يجيب دافيد رايبروك قائلاً: «عاش والدي في الكونغو في فترة الحرب الأهليّة الأولى في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وكان مهندساً في السكك الحديديّة،حدث كلّ هذا قبل مولدي. لكن عندما فتحت عينيّ على العالم، كان هناك في المنزل قناع أفريقيّ، وتام تام، وكان الكلب يدعى «مبوا»، وهو الاسم الذي يطلق على الكلب في اللغة السواحليّة، كلّ هذا جعلني أهتمّ بأفريقيا مبكّراً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©