الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النخبة التجارية العراقية تزدهر في الأردن

النخبة التجارية العراقية تزدهر في الأردن
16 ديسمبر 2010 20:50
في مكتبه الفاخر في منطقة حرة في الأردن يتلقى رجل الأعمال العراقي صاحب الحداد طلبيات لشراء انتاج مصنعه الجديد للحليب المجفف من تجار في بغداد. وتستقبل الزوار لوحة لنهر دجلة البديع وأشجار النخيل الوارفة التي تبعد مئات الأميال عن مصنع الحداد في منطقة إعادة التصدير الأردنية. ويستعيد الحداد وهو من أسرة تجارية شيعية عراقية بارزة ذكريات طفولته في النجف وعقود من الحرب والعقوبات والعزلة، لكن بالرغم من انحسار العنف في بلاده وانتعاش الاقتصاد وإن كان على نحو بطيء يقول الحداد إن شركته (الهلال) لمنتجات الحليب ستبقى في الأردن. وأضاف في مصنعه الذي يقع على الطريق الرئيسي الذي يربط البلدين “لا يزال العراق سوقاً غير آمنة... لن ننتقل أبدا من الأردن لكننا قد نتوسع من الأردن للعراق”. ولجأ الآلاف من رجال الأعمال العراقيين إلى الأردن في التسعينيات حينما أصيبت بلادهم بالشلل نتيجة القصف الأميركي والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة بعد غزو الكويت، وفجر الغزو الأميركي للعراق عام 2003 مزيدا من الاضطرابات. وتوسعت المنطقة الحرة في الزرقاء على مشارف العاصمة الأردنية عمان بعد أن تحولت المملكة إلى ملاذ آمن للأنشطة التجارية العراقية من شركات المقاولات إلى المطاعم المتخصصة في تقديم “سمك المسقوف” وهو طبق عراقي تقليدي شهير. وأسس كثير من الأثرياء العراقيين مشروعات مشتركة في الأردن مع شركات عالمية لتزويد بلدهم بالمنتجات والخدمات، وتوسع بعضهم من تلك القاعدة ليدير أنشطة تجارية في أنحاء الشرق الأوسط. وضخ مستثمرون عراقيون مليارات الدولارات في الاقتصاد الأردني على مدار العقدين الماضيين من بينهم الخوام واخوانه - ولهم أنشطة تجارية وصناعية وكان يدعمهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين - وجواد القصاب رجل الأعمال الشهير الذي يمتلك فنادق وعائلة “البنية” التجارية المعروفة. ولا يفكر سوى عدد قليل من رجال الأعمال في إعادة فتح صناعات أغلقت بعد العقوبات التي فرضت على العراق بعد غزو الكويت عام 1990 وهو ما يتناقض مع شركات النفط الكبرى التي هرعت لاقامة وجود لها في البلاد التي تقبع فوق بعض من أكبر احتياطيات الخام في العالم. ونظرا لافتقارها للموارد الأمنية التي تتمتع بها شركات النفط الكبرى فان الشركات المملوكة لعائلات عراقية أكثر عرضة لمخاطر الخلافات الطائفية والعرقية التي لا تزال تعصف بالبلاد. ويقول نبيل رسام رئيس شركة نبيل للصناعات الغذائية الذي تحولت شركة عائلته إلى واحدة من أكبر شركات اللحوم المصنعة في المنطقة بعد عقدين من العقوبات التي أصابت عمليات الشركة في بغداد بالشلل إن العراق لا يزال مكانا محفوفا بالمخاطر بالنسبة للأنشطة التجارية. وأضاف رسام وهو مسيحي عراقي “عندما يسود الأمن وتتوافر الكهرباء يمكننا أن نفعل شيئا، ليس من السهل الآن النجاح في العراق.. تحتاج إلى استقرار”، وتلقى منتجات الشركة رواجا في الأردن وسوريا ولبنان فضلا عن العراق بالرغم من اغلاق مصانعها في العراق منذ سنوات. وتوسعت عملياتها الرئيسية في الأردن مؤخرا وتضاعف انتاجها من اللحوم المصنعة المجمدة عالية الجودة إلى نحو ثلاثة أمثاله إلى 90 طنا يوميا.
المصدر: الزرقاء، الأردن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©