السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حديقة الإمارات للحيوانات.. مساحة تفاعل حي مع الطبيعة

حديقة الإمارات للحيوانات.. مساحة تفاعل حي مع الطبيعة
18 سبتمبر 2013 12:36
تؤسس حديقة الإمارات للحيوانات، التي أصبحت تشكل إحدى العلامات المميزة على خريطة السياحة العائلية الترفيهية والتعليمية، منذ افتتاحها قبل 5 سنوات، لمفهوم السياحة المستدامة من خلال إنشاء أكبر حديقة حيوانات مغطاة في المنطقة، وترتكز فلسفة إنشائها إلى عدد من المحاور التعليمية والتربوية انطلاقا من توطيد علاقة الأطفال بالطبيعة من خلال الاحتكاك بالحيوانات أحد أبرز مكوناتها الحيوية. وتضم الحديقة أعدادا كبيرة من الحيوانات، منها النادر، وتقيم أركانا تعليمية وتعريفية بالتراث المحلي. تحتضن حديقة الإمارات للحيوانات، التي وصلت مساحتها إلى 80 ألف قدم مربعة، في حين انطلقت على مساحة 300 ألف قدم مربعة، حيوانات نادرة تم جلبها من مختلف أنحاء العالم، كالخروف صاحب الأربعة قرون، إلى جانب الزرافات والأسود والنمور والفيلة، التي تمتع الجمهور باستعراضاتها مرتين في اليوم، كما تضم زوجا من النمور البيضاء ودبا سيبيريا، وأعدادا كبيرة من الحيوانات المفترسة والأليفة. وأصبحت الحديقة، التي تأسست عام 2008 كأول حديقة حيوانات خاصة في الإمارات، موطنا لمجموعة كبيرة من الحيوانات البرية والأليفة، وهي تستقطب زوارا محليين وخليجيين، وتزداد كل يوم اكتمالا كمعلم سياحي بارز بما تتيحه من أنشطة وفعاليات مفيدة ومسلية للصغار والكبار، كما تعمل على التأسيس للسياحة التعليمية والترفيهية، فهي تحتضن «مقهى النحل»، الذي صمم على شكل خلية نحل، ويعرض معلومات للأطفال من خلال منحل وراء الزجاج. خدمة المجتمع يشرف على حديقة الإمارات للحيوانات في منطقة «الباهية» بأبوظبي، 200 عامل و3 أطباء بيطريين، إلى ذلك، يقول صاحبها ناصر لخريباني النعيمي إن فكرة إنشاء الحديقة على نحو متميز وفريد جاءت جراء ملاحظته الشخصية لمعاناة الأطفال، وعدم توفر ما يكفي من أماكن الترفيه الهادفة لقضاء أوقات الفراغ، مضيفا أن الحديقة أصبحت تشكل إحدى العلامات الفارقة في السياحة العائلية والتعليمية والترفيهية. ويوضح أن الهدف من تشييدها هو خدمة المجتمع، مؤكدا أن الخدمات التي تدوم تضفي البهجة وتحدث فارقا في المجتمع من خلال التأسيس لفكر وحركة ثقافية ترتبط بالطبيعة التي يتعلم منها الإنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص. ويلفت النعيمي إلى أن الطفل أصبح اليوم يعاني بين أربع حيطان منغلقا على نفسه مع الأجهزة الإلكترونية، موضحا أن الطبيعة والحيوانات تعلم الطفل مشاعر الحب والحزن أيضا التي يختبرها من خلال ملامسته لهذا العالم. ويلفت إلى أن الأطباء ينصحون بتربية حيوانات أليفة لمن يعاني من اضطراب نفسي، حيث يتعلم منها الفرد ويختبر من خلالها كل الأحاسيس. ويقول النعيمي، الحاصل على الدكتوراه في مجال قوانين وتشريعات استراتيجية الاهتمام بالطفولة من المملكة المتحدة «عندما يغلق على الطفل في بيئة كئيبة ينعكس عليه ذلك، أما إذا سمح له بالعيش في بيئة ذات متنفس مفتوح متفاعلا مع مجموعة من الحيوانات الأليفة فإنه يتعلم مبادئ المسؤولية، والرحمة، ويختبر الصبر، بحيث يعرف أن هناك موتا وحياة من خلال رؤيته لحيوان يكبر أو يموت، يختبر مشاعر الموت، ويتعرف على دورة الحياة، ويتعود على صدماتها ويتقبلها وبالتالي يجب أن يكون الطفل في احتكاك وتفاعل مع هذا المكون وهو الحيوان، لتنمو مشاعره وتتطور». هدف تعليمي من خلال أجواء تتسم بالاسترخاء وتناسبها مع العائلات، أصبحت الحديقة مكانا يلهم ويشجع الصغار والكبار على حد سواء على الاستكشاف والتمتع والتواصل مع الطبيعة والحياة البرية، إلى ذلك، يقول النعيمي إن الهدف من المشروع تعليمي بالدرجة الأولى، كما له هدف تفاعلي بين الطفل والعائلة والحيوان، موضحا أن هذه البيئة تحتوي الطفل والأم والأب، وتتيح لهم فرص التمتع جنبا إلى جنب في بيئة لا تخلو من الفائدة. ويضيف النعيمي، الحاصل على دبلوم في إدارة حدائق الحيوانات، أن الحديقة تتيح فرصة تعلم أشياء كثيرة من خلال عدة زوايا في الحديقة، التي تم تشييدها من منطلق يرتبط بالحيوان نفسه، ومنها يقول «أسسنا «مقهى النحل» بحيث صمم الكوفي شوب على شكل منحل، فيما الكراسي على شكل خلية، كما إن سقف المكان عبارة عن نحلة كبيرة، ويوحي المكان لداخله أنه وسط منحل خاص حين يستقبل الزوار عرض النحل، الذي يتتبعه من خلال مساحة زجاجية، توضح طريقة عمل النحل وكيفية صنعه الخلية، موضحا أن النحلة تقوم بـ 1600 رحلة يوميا. ومن الأماكن التعليمية التي تحتضنها الحديقة أيضا، يقول «مقهى اللؤلؤ الذي يحكي قصة اللؤلؤ في الماضي، وهو سيفتح خلال الأسبوعين القادمين، وفي جانبها التعليمي ستضم الحديقة مجسما لجزيرة بطينة يقدم شرحا تفصيليا لإبراز مكوناتها الحيوانية». حيوانات نادرة حول الحيوانات التي تعيش في الحديقة، يقول النعيمي، العضو في الجمعية العالمية للحيوانات «تشتمل الحديقة على عدة حيوانات نادرة من مختلف القارات، منها النمر الأبيض، والنمر السيبيري البني، والفهد المنقط الذي لا يوجد منه إلا 200 فهد في حدائق العالم، بينما يتواجد منه 16 فقط في البراري»، مشيرا إلى أن الحديقة تضم 5 أسود، ذكر واحد والباقي إناث، وأشبال حديثة الولادة، إلى جانب فهود، وفيلين للاستعراض، بحيث يقدمان عروضا في الماء مرتين في اليوم، ويسمح للناس بإطعامها والتقرب منها، وهذا يعتبر آخر ما تم جلبه للحديقة، كما يقدم أسد البحر عروضا يومية. ويوضح أن الحديقة تشتمل على العديد من أنواع الحيوانات الأليفة والمفترسة، منها المها العربي الأصيل، متعدد الألوان، بالإضافة إلى الزرافة وحمار الوحش، والأرانب وحيوانات المزرعة، والطيور والغنم، والدجاج من سلالات نادرة، ومن الغنم أيضا خراف بأربعة قرون ويطلق عليها غنم النبي يعقوب، وهي معروفة في أميركا وبريطانيا، إلى جانب الأفاعي والزواحف والعصافير، مشيرا إلى أنه يدرس الحيوان قبل جلبه للحديقة ليتواءم مع المناخ الحار، كما يوجه بتأسيس المكان اللائق به داخل الحديقة بما يضمن سلامته وعيشه في أفضل الظروف. أنشطة تعليمية تقوم حديقة الإمارات للحيوانات وعلى مدار السنة بأنشطة تعليمية وترفيهية تفاعلية للأطفال دعما للهدف الأساسي وهو الجانب التعليمي، بحيث تستقبل رحلات مدرسية تروم تعريف الطلبة بهذا الجانب الحيوي في الحياة، وتحتفل بأيام عالمية إلى جانب قيامها بأنشطة خيرية. إلى ذلك، يقول النعيمي، عضو الجمعية الأميركية لحدائق الحيوانات التعليمية، إن الحديقة تقيم عدة أنشطة منها أسبوع اليتيم العربي، وهو يوم خيري، وتستضيف أيضا أسبوع المعاقين، بحيث يكون الدخول مجانيا للحديقة لأفراد هذه الفئة، بالإضافة إلى نشاطات ترفيهية وبرامج حافلة خلال هذا اليوم، وتستقبل الحديقة أعضاء من البرنامج التطوعي «تكاتف» بحيث تعمل على صقل مهاراتهم في هذا الجانب، من خلال إشراكهم في دورات يطلعون من خلالها على كل المتعلقات بالحيوان والتحديات البيئية ودورها في تعريف الناس بالحيوان والنبات، ولا تقتصر فعاليات الحديقة على هذه الفعاليات، ولكن تشتمل على جانب كبير منها كالاحتفال بفعاليات مرتبطة بالبيئة منها مثلا الاحتفال بيوم النمر ويوم المحيطات وساعة الأرض للتعريف والإضاءة على التحديات التي تواجه هذه المجالات. ويؤكد النعيمي أن الحديقة تعمل على مدار العام لتؤدي رسالتها التي نبعت منها فكرة تأسيس هذا المشروع المجتمعي ألا وهي ديمومة المشاريع التي تخدم المجتمعات، بحيث تستفيد منها الأجيال القادمة وتتطور. باقة مشاريع مستقبلية لم ينس القيمون على الحديقة حرف الأجداد والإضاءة عليها من خلال «مقهى اللؤلؤ»، الذي سيفتح أبوابه قريبا، حيث يتسنى للأطفال الزوار الاطلاع على حرفة الغوص على اللؤلؤ الضاربة في أعماق التاريخ، إذ سيتعرفون على طريقته وجلبه وأنواعه على أيدي متخصصين متمرسين، كما ستفتتح الحديقة في غضون الثلاثة الأشهر القادمة أكبر حديقة للفراشات تضم 2000 فراشة، و50 نوعا منها ومتحفا. ومن جديد الحديقة أيضا أنها ستشتمل على «قرية تراثية» متكاملة تؤسس لمفهوم السياحة التراثية، حيث ستضم القرية التي من المتوقع أن تفتح أبوابها خلال الأربعة الأشهر القادمة، حصنا، وركنا يقدم المأكولات التراثية، وحلب الجمال من خلال 20 جملا، ومتجراً للمقتنيات التذكارية، وحلاقاً للأطفال، وأول عيادة أسنان للأطفال مفتوحة على منظر الطبيعة والحيوانات، وحديقة بحرية مغطاة، ومنطقة للألعاب، إلى جانب مدرسة للفروسية، والعديد من المطاعم العالمية، وأكاديمية تعليم قيادة السيارات للأطفال، تعطي دروسا للأطفال عن كيفية القيادة وإرشادات الطرق ويتم إصدار رخصة قيادة تعبيرية لهم، ثم يتم نقلهم لتطبيق الدروس عمليا بسيارات صغيرة مجهزة، وعلى مضمار يشرح ما تعلموه نظريا. إضاءات - تمتد حديقة الإمارات للحيوانات أكبر حديقة مغطاة بالشرق الأوسط على 800 ألف قدم مربع. ـ تضم أنواعا عديدة من الحيوانات النادرة، يشرف عليها 200 عامل و3 أطباء بيطريين. ـ تكلفة الحديقة اليومية من حيث أطعمة الحيوانات تتراوح ما بين 15 ألف درهم إلى 20 ألف درهم إماراتي يوميا ـ تتناول الفيلة غالبا ما يعادل عشر وزنها من الخضروات والفواكه، بحيث تتناول يوميا 1500 كيلو جرام. ـ ويوجد في الحديقة 5 أسود وكل أسد يتناول نحو 6 كيلوجرامات لحم في كل وجبة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©