السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشوار في أوروبا

14 سبتمبر 2015 23:36
كنت في إحدى الدول الأوروبية والتقيت مع بعض الأخوة الخليجيين والعرب والأجانب المسلمين وعندما عرفوا أنني من الإمارات تساءلوا عن القانون الذي خرج في الإمارات والمقصود به (قانون مكافحة التمييز والكراهية)، فبعضهم قدره وعظمه وبعضهم استغربه واستنكره وهؤلاء من يهموني، حيث استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لشن حملة على هذا القانون وفيهم من يريد أن يفهم، ولكن هذا التشويش يمنعهم من استيعاب أسباب ظهور هذا القانون، لذا شرحت لهم أولاً مفهوم هذا القانون، حيث يحظر «الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأديان أو الأنبياء أو الرسل أو الكتب السماوية أو دور العبادة أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني، كما جرم القانون كل قول أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات من خلال نشره على شبكة المعلومات، «لا ضرر ولا ضرار» ويخرج لك بعض الناس ممن لهم أجندات وخطط مخفية ويضحكون على عقول الناس ويقولون «يا أخي هؤلاء كفرة أو ضالون أو ينتمون لدين أو مذهب باطل ونحن على المنهاج الصحيح»، فذكرتهم أن القانون يسير وفق منهاج الله سبحانه وتعالى، واعتماداً على تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُون اللَّه فَيَسُبُّوا اللَّه عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْم)، وتم سن هذا القانون من أجل تحريم وتجريم الكراهية والتكفير، ويضمن حقوق الجميع، ويصون حريتهم، ويحافظ على سلامة مجتمعنا المتسامح، والعصري، والذي يتطلع للمستقبل بعيداً عن التشنج، والتعصب، والمذهبية، والإلغائية للأطراف الأخرى التي تعيش معنا في مجتمعنا «لدينا 200 جنسية تعيش بيننا»، بحيث أصبح وطننا قبلة، وملاذاً للذين يريدون أن يسلكوا طريق المسجد «هناك دول لا تستطيع أن تدخل المسجد فيها بدون سين وجيم»، لكن عليهم، وهم في طريقهم إلى المسجد عندنا أن لا يحملوا معاول الهدم باتجاه الفنادق، ومناطق تسلية الأفراد، والجاليات التي تنعم بالأمن والأمان، يجب أن لا يزاحموا الجاليات الأخرى، بدافع إقصائهم، والإقلال من شأنهم، ومنعهم حقهم، أو حتى نقل ما يجري في مجتمعاتهم إلى مجتمعنا، لذلك اصبح يطلق على سكان الإمارات «أسعد شعوب الأرض»، وهذه المقولة لا تتحقق في حال ميزنا الناس دينياً وعنصرياً وعرقياً وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©